الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. قانون «بايدن» وقانون «ساكسونيا»

عكس الاتجاه.. قانون «بايدن» وقانون «ساكسونيا»

فى افتتاحيتها يوم 3 فبراير تساءلت الجارديان: لماذا سيُعاقب «ترامب» بنفس قانون الجريمة التى لن يُعاقب بها «بايدن»؟، ويقصدون تلك الملفات شديدة السرية التى أخفاها الرئيسان أحدهما وضعها فى بيته والآخر فى مركز أبحاثه الخاص، وأكدت الصحيفة فى مقدمة تقريرها أن السبب لا يعود إلى الجريمة بل إلى طبيعة «ترامب» الاستفزازية فى علاقته بالقضاء وبسلوكه الذى يعيق المحققين ولعدم تعاونه مع المدعين العموميين!.



هُنا صار «ترامب» هو الجريمة.. هنا سكت «بايدن» عن الكلام المُباح وصار so cute.. فى ذات الوقت لا يمكن أن نطابق بين رجلين فيهما عشرات الاختلافات ويتفقان فى النزوح نحو القسوة والغِل واستحلاب الشعوب وعشق الدم والخراب والسطو على البلدان الآمنة.

فى مقاطعة ساكسونيا الألمانية فى القرون الوسطى كان قانونًا قد فُصّل للنبلاء يعفيهم من جزاء الجريمة الذى سيقع على الفقراء حين ارتكابها.

هذا، وكان البيت الأبيض قد أعلن يوم 10 يناير عن كارثة فى اكتشافات نوفمبر الماضى لخزانة مُغلقة بمركز أبحاث (بين بايدن) بواشنطن وهو المركز التابع للرئيس جو بايدن، تحوى فى أوراقها عدد 10 وثائق شديدة السرية ما كان يجب أن تخرج من البيت الأبيض اقتنصها وسطا عليها بايدن فى الفترتين التى كان يعمل فيهما نائبًا للرئيس أوباما.. يقينا وكما أعلن البيت الأبيض فإن عدد الوثائق السرية المخبوءة فى منتجع ترامب كانت أكثر عددًا إذ بلغت ألفًا وأحد عشر وثيقة من بينها وثائق نووية وأخرى لحياة الرؤساء الجنسية، بينما لم يتم الكشف عن وثائق من هذا النوع -حتى الآن- فى خزانة «بايدن».

فى الحالتين هى فضيحة للرئيسين لن تمدد فترة جديدة لـ«بايدن» ولن تُعيد ترامب للرئاسة، فقد خرج ترامب بجريمة اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول مع نهاية مدته الأولى والأخيرة وحين لمّح برغبته فى العودة للترشح كانت تنتظره فضيحة الوثائق المخبوءة فى منتجعه البعيد بولاية كاليفورنيا.

لا أحد يعلم لماذا وجدوا وثائق فى خزنة «بايدن»؟ وخاصة أن فضيحتىّ ابنه «هانتر بايدن» الأولى قبل رئاسته وحكاية الكمبيوتر الذى أكد علاقاته التجارية مع أوكرانيا والصين لم تمنعه من دخول البيت الأبيض مع أن فضيحة مشابهة لـ«هيلارى كلينتون» عام 2016 منعتها من دخول البيت الأبيض، والعجيب فى أمر فضائح رؤساء أمريكا أن مونيكا لوينسكى لم تستطع أن تمنع بيل كلينتون من ولاية ثانية!.

أما الفضيحة الجديدة الثانية لـ«هانتر بايدن» والتى نشرتها نيويورك تايمز فى شهر يوليو من العام الماضى: فى شكل أخبار وتقارير وصور وفيديوهات كان يتعاطى فيها «هانتر» الكوكايين  مع ابنته، وكان عاريًا كما ولدته أمه، تلك الفضيحة لم تحرك لـ«بايدن» ساكنًا ولم تُشوه سمعة العائلة ومرت كالسكين فى الزبدة، وليس خافيًا أن وقائع نشر الفضيحة تُشير إلى أن خلفها أصابع «ترامب» والذين معه، الأصابع التى عبثت بكمبيوتر «هانتر بايدن» وأخرجت الفيديو.

هل أصابع روسيا بعيدة عن فضائح عائلة «بايدن» خاصة تفريغ محتويات كومبيوتر «هانتر» التى توثق لعلاقة العائلة الاقتصادية القديمة مع أوكرانيا؟ ثم فيديوهات فضائح إدمان هانتر وابنته للمخدرات وارتياده لأوكار الإدمان وإجباره على زيارة طبيب نفسى للعلاج؟ لماذا يُجرّسون «بايدن» وهو العجوز المطيع الهادئ الفاقد للأهلية والحضور؟ هل لمّح «بايدن» أو صرح بأنه سيخوض الانتخابات المقبلة؟ الإجابة: لا، فليس للرجل فُرَص نجاح متاحة، ولا حتى لنائبته «كمالا هاريس».

يقينًا ستجد أن ما قدمه هذا الهَرٍم الخَرٍف بايدن للمؤسسات الحاكمة لأمريكا والعالم أكبر بكثير من أى رئيس أمريكى (فضائحى) سفاح سابق، أكبر من البوشيّن: بوش الأب وبوش الابن، أكبر مما قدمه «أوباما» و«بيل كلينتون، أكبر حتى مما قدمه «ترومان» صاحب ضربة النووى على (هيروشيما ونجازاكى) وغيرهم من رؤساء طالتهم الفضائح والحروب، فغيرهم دمروا العراق وسوريا وليبيا واليمن مثلًا، أما «بايدن» العجوز فقد انتقل من تدمير دول فى أفريقيا وآسيا إلى تدمير أوروبا كاملة فى اشعال الحرب الروسية الأوكرانية، ولا أحد للآن يعلم مصير الصين والهند وإيران، فلماذا أخرجوا له فضائح ابنه «هانتر»؟. 

«ترامب» الجوزائى المولود فى 14 يونيو من العام 1946 ذو الـ87 عامًا الإ قليلًا يُحارب لدخول البيت الأبيض بشتى الطرق دون كلل أو ملل أو خوف.. «بايدن» العقربى المولود فى 20 نوفمبر من العام 1942 والبالغ 91 عامًا إلا قليلًا لم يُعلن عن رغبته فى دخول السباق الرئاسى لكنه دخل سباق الزهايمر منذ زمن بعيد.. فلا للجوزائى ولا للعقربى فرصة سانحة للحكم فى 2024.. لكن لدى بايدن ما تبقى من وقت ليكمل إشعال نيران الحرب الكبرى التى أوكِلَت إليه وبدأها ونفخ فيها باقتدار رغم الخَرَف والعَجَز والوَهَن.