الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تفاصيل 100 يوم من المعارك شارك فيها البوليس المصرى إلى جوار الفدائيين ضد الإنجليز

ماذا قالت الصحافة عن معركة الكرامة والصمود بالإسماعيلية قبل 71 عامًا؟ 



لم تأت كمفاجأة وقتها.. فقد سبق معركة الإسماعيلية مئة يوم من المعارك الطاحنة بين الفدائيين المصريين وقوات الاحتلال الإنجليزى.

مئة يوم سطَّر فيها المصريون بدمائهم بطولات تاريخية لتحرير مصر من الاحتلال البريطانى.. هى معارك تسلح فيها الفدائيون بإيمانهم ووطنيتهم وشجاعتهم وبسالتهم فى مواجهة محتل تسلح بأقوى وأحدث المعدات الحربية فى حينها..

ولأن بريطانيا أدركت منذ يوم 30 أكتوبر 1951 وحتى 31 ديسمبر من العام نفسه،  أن الشرطة المصرية داعمة لعمليات الفدائيين،  فحاولت اقتحام قسم الإسماعيلية 3 مرات؛ وقد جاءت معركة 25 يناير 1952 بين الشرطة والاحتلال البريطانى لتكون الفصل الختامى والتى يمر على ذكراها هذه الأيام 71 عامًا.

وبالبحث فى أرشيف الصحف وما جمعة المؤرخون عن صحافة تلك الفترة نجد أن الصحف المصرية شاركت فى النضال بعناوين صفحاتها الأولى الداعمة للفدائيين وقوات البوليس المصرية فى القنال وعلى رأسها (البلاغ- المصرى- المقطم- الأهرام) اليومية وهى أكثر من تابع ورصد التطورات من شهر أكتوبر 1951 وحتى 25 يناير 1952. 

إلا أن الفترة بين 1 يناير و24 يناير من العام 1952 هى الأعنف على الإطلاق من حيث خسائر الإنجليز ونوعية العمليات،  وبات حتميًا -من وجهة نظرهم- سحق تلك الدعامة مهما كانت الخسائر.

ففى أول يومين من شهر يناير سنة 1952 نفذ الفدائيون هجومًا على معسكر الإسماعيلية أسفر عن قتل 6 جنود إنجليز وإصابة 15 آخرين،  وتمكن 12 فدائيًا من نسف مخازن البنزين فى المعسكرات الإنجليزية وأتلفوا الدبابات بالتل الكبير،  فيما تم تنفيذ الانفجار السابع لأنابيب المياه فى السويس.

وتميز يوم 2 يناير بالخسائر الإنجليزية الفادحة فى ربوع مدن القنال،  ففى السويس قُتِل وأصيب ما لا يقل عن 120 قتيلًا فى عملية معسكر الإشارات،  بينما شهدت الإسماعيلية عملية نسف محطة مياه نفيشة ومهاجمة قطار حربى بالقرب منها وأسفر ذلك عن مقتل 9 جنود بريطانيين وأصيب 18 آخرون.

وشهدت مدينة السويس فى مساء يوم 3 يناير معركة عنيفة استمرت إلى فجر 4 يناير،  ولقى 52 إنجليزيًا مصرعهم وأصيب 100 آخرون،  وتميزت تلك المعركة بأنها لم تكن بين الفدائيين والإنجليز وإنما شارك الأهالى مع قوات البوليس فى المواجهة،  وفى السياق نفسه تم نسف خط سكة حديد فى محافظة الشرقية كان الإنجليز سيستخدمونه.

وفى 5 و6 يناير قُتِل 25 إنجليزيًا بالإسماعيلية،  كان منهم 8 فى سيارتين (ملاكى) أما بقية القتلى وعددهم 17 فكانوا على طريق كوبرى نفيشة الذى تم نسفه هو الآخر.

وتفاقمت عمليات 6 يناير ضد الإنجليز بقتل 4 جنود فى بورسعيد و4 آخرين فى الإسماعيلية،  وعدد غير معلوم فى السويس.

وكانت حالة الإنجليز فى السويس خلال يومى 7 و8 يناير وصلت لدرجة الغليان؛  إذ إن الفدائيين نسفوا معسكر مثلث 2 و3 للمرة التاسعة وقاموا بتحرير 24 أسيرًا مصريًا،  فيما قتل الفدائيون فى الإسماعيلية 22 جنديًا إنجليزيًا.

مع حلول يوم 9 يناير سنة 1952 كان الإنجليز على موعد مع عملية أخرى عند منطقة المحسمة وأبو صوير حيث قُتِل «القائمقام ميتشر» مع 9 جنود إنجليز وأصيب 28 آخرون.

وفى 10 يناير لقى 4 إنجليز مصرعهم وأصيب 11 آخرون فى أبوصوير بالإسماعيلية،  كما تعرض «شارل رو» رئيس شركة القنال لمحاولة اغتيال،  تزامنًا مع هجوم على معسكر التمساح.

وأراد الإنجليز حماية «شارل  رو» فى الإسماعيلية ومنع سفره للقاهرة،  فقرر الفدائيون الرد فقاموا فى 11 يناير بنسف قارب إنجليزى فى ميناء الإسماعيلية أسفر عن قتل 6 جنود بريطانيين وتم تنفيذ هجوم على معسكر الفردان.

وفى 12 يناير دارت رحى معركة التل الكبير بين 60 جنديًا من الشرطة و50 من الفدائيين أمام 1500 جندى بريطانى، وأسفرت المواجهات عن خسائر بـ 120 إنجليزيًا بين قتيل وجريح واستشهاد 4 من المصريين من بينهم سيدتان وأصيب 20 آخرون من بينهم مأمور مدينة أبوحماد.

وشهد يوم 13 يناير مقتل 22 جنديًا بريطانيًا وإصابة 16 فى القرين بالشرقية والإسماعيلية والسويس،  وقد اعترفت الصحف الإنجليزية بقوة الفدائيين.

وفى 14 يناير سنة 1952 جرت محاولة اغتيال «البريجادير ستيل» قائد معركة التل الكبير والتى نفذها الشهيد أحمد عصمت،  فأصيب القائد البريطانى بإصابات خطيرة وقُتِل حارسه،  وردًا على استشهاده تم تنفيذ هجوم على معسكر الطيران فى الإسماعيلية أسفر عن قتل 7 جنود إنجليز.

ولأول مرة منذ بدء القتال منح فدائيو السويس هدنة لبريطانيا يوم 17 يناير ابتهاجًا بمولد أحمد فؤاد نجل الملك فاروق بعد أن خسر الإنجليز 27 جنديًا فى هجمات بالإسماعيلية والسويس وبورسعيد.

وفى يوم 18 يناير أعلن أرسكين قائد القوات البريطانية فى القنال أن الإسماعيلية صارت مدينة حرب وتوعد ضباط الشرطة بأنهم سيكونون أسرى وذلك بعد مقتل 13 جنديًا بريطانيا وإصابة 19 آخرين فى الإسماعيلية.

معركة بورسعيد والزحف إلى الإسماعيلية

فى نفس اليوم تعرض الإنجليز لهجوم عنيف فى معسكرات بورسعيد أسفر عن قتل 41 جنديًا بريطانيًا وإصابة 68 آخرين.

وفى 19 يناير قُتِل 38 جنديًا بريطانيًا فى الإسماعيلية،  وإزاء ذلك أعلن أرسكين فى 20 يناير بدء وضع خطة لمواجهة الشرطة فى الإسماعيلية فقام باحتلال الإسماعيلية وأعلن نفسه حاكمًا عليها وقام باحتلال مبنى المحكمة مع مسجد ومدرسة للراهبات إلى جانب 350 منزلًا وأسفرت المواجهة عن قتل 19 جنديًا إنجليزيًا ونسف نادى الضباط البريطانى خلال يومى 21 و22 يناير،  وبالتزامن مع ذلك قُتِل 6 جنود إنجليز فى السويس.

تفاصيل المواجهة الأخيرة

الأيام الأخيرة وصولا للمعركة الكبيرة الخالدة كانت متابعة تفاصيلها الدقيقة من نصيب جريدة «الأهرام» التى نشرت بالصفحة الأولى يوم 21 يناير عام 1952م،  المانشيت الرئيسي:

•الإنجليز يحتلون جزءًا من مدينة الإسماعيلية بجنود المظلات والدبابات والمشاة

•يستولون على مراكز البوليس والمنشآت العامة ويطردون الآهلين من منازلهم

•الجنرال «أرسكين» ينقض تعهده باعتبار مدن القنال مناطق محرمة ويأمر بتفتيشها بحثًا عن الفدائيين

ونجد خبرًا بالصفحة الأولى يقول:

•مصر تحتج بشدة على إنجلترا لاعتداء قواتها على أبسط قواعد الإنسانية

•فظاعة الهجوم على المراكز المفتوحة والمستشفيات والمدنيين الآمنين

وفى يوم 22 يناير كان المانشيت الرئيسى:

•معركة عنيفة بين القوات البريطانية والآهلين تشترك فيها الطائرات لأول مرة

•اعتداء الإنجليز على مسجد فاروق بالإسماعيلية واحتلاله واقتحام دارى المحكمة والنيابة والعبث بملفات القضايا

•التحقيق مع اللواء عبد الرؤوف بتهمة تسليم قواته للإنجليز وعدم تنفيذ الأوامر الصادرة بمقابلة القوة بالقوة

وفى التفاصيل: «استأنفت القوات البريطانية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم اقتحام منازل الآهلين فى حى عرايشية مصر،  وطرد سكانها منها وتفتيشها تفتيشًا دقيقًا بحجة البحث عن الأسلحة والفدائيين.

وكانت تلك القوات قد أتمت منذ ليلة أمس تطويق الحى بأسره بقوات كبيرة معظمها من لواء المظلات السادس عشر يربو عددها على خمسة آلاف جندى وحفرت عددًا كبيرًا من الخنادق ونصبت المدافع الرشاشة والضخمة فى كثير من المواقع وعلى أسطح المنازل بعد أن أحاطت المنطقة كلها بالحواجز والأسلاك الشائكة.

وقد اضطر اليوم أيضا مئات من السكان إلى هجر دورهم وتركها نهبًا للإنجليز،  كما تلقى البوليس حتى هذه الليلة أكثر من 300 بلاغ من الآهلين يتهمون فيها القوات البريطانية التى تتولى تفتيش منازلهم بسلب نقودهم ونهب أمتعتهم ومؤنهم».

وفى يوم 23 يناير 1952 طالعتنا جريدة «الأهرام بصفحتها الأولى:

•الإنجليز يعدمون 3 وطنيين رميًا بالرصاص أثناء حملة تفتيشية فى مقابر المسيحيين بالإسماعيلية

•تأهب البوليس والآهلين فى السويس لدفع أى عدوان عن مدينتهم

وفى التفاصيل: «انتابت مدينة الإسماعيلية موجة من الفزع والسخط جراء ما تعرض له الأهالى فى المدة الأخيرة من اعتداءات بريطانية متوالية خلال الحملة التفتيشية وما صحبها من نهب دور الأهلين واحتلالها وتشريد النساء والأطفال والشيوخ والتنكيل بهم وتحطيم أثاث منازلهم حتى أصبح كثيرون منهم فى حالة ذهول لا يعرفون لهم مأوى ولا مفرًا بعد أن سد البريطانيون منافذ المدينة فى وجوههم وعزلوهم عن سائر الأراضى المصرية.

ولم تقف الحملة التفتيشية الإجرامية عند ما حدث أمس من انتهاك حرمة الأموات والعدوان على بيوت الله،  بل راح الإنجليز اليوم فانتهكوا حرمات مقابر المسيحيين والمسلمين على السواء وهى متجاورة فى حى عرايشية مصر بعد أن حاصروها بالدبابات والسيارات المصفحة واقتحموا أبوابها واستخرجوا نعوش المسيحيين وأخذوا يعبثون بالجثث المسجاة بداخلها».

وقد عثر البريطانيون فى تلك المقابر على 3 من المواطنين فاقتادوهم إلى ركن من أركان المقابر ثم سمع بعد ثوان صوت الرصاص يُدوى فى هذا الجانب؛ مما يؤكد أن الإنجليز أعدموهم جميعا رميًا بالرصاص».

وفى يوم الخميس 24 يناير جاء بالصفحة الأولى عنوان:

•الإنجليز يشردون أهالى الإسماعيلية ويعزلون أحياءها

•تهديدهم الآهلين بالقتل وإجبارهم على التصفيق لهم لالتقاط صورهم

•القنصليات البريطانية تحمى شركات الملاحة من عواقب التعاون مع الإنجليز

•استعداد البوليس للطوارئ

«هذا وقد صدرت أوامر مشددة قبيل منتصف الليل إلى جميع قوات البوليس المسلحة بأن تكون على أهبة الاستعداد لكافة الاحتمالات».

«وقد اتخذت هذه القوات قواعد خاصة فى جميع أركان المحافظة وثكنات بلوكات النظام وطُلب إلى جميع ضباطها أن يكونوا متأهبين لرد أى عدوان بريطانى».

وبعد كل هذه الانتهاكات من جانب الاحتلال البريطانى كان يجب أن يكون الرد عنيفًا من المصريين، وقد كان بالفعل فى يوم الجمعة 25 يناير 1952 خبر على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام يطالعنا بما قام به البوليس المصرى مع الفدائيين:

- نسف مخازن الذخيرة ومستودعات البنزين فى معسكر أبوسلطان

- استمرار الانفجارات والحرائق 14 ساعة واعتراف لندن بالحادث

- الإنجليز يحتلون بلدة جنيفة بالدبابات وجنود المظلات ويأسرون 6 من رجال البوليس فيها

وفى تفاصيل الخبر: «سدد الفدائيون اليوم إلى الإنجليز ضربة قاصمة أصابتهم فى الصميم وألحقت بهم خسارة فادحة فيما كانوا يختزنونه من ذخائر لحملاتهم العدوانية على المواطنين الآمنين،  فقد شنوا فى الساعة الأولى من صباح اليوم هجومًا عنيفًا مركزًا على أكبر مستودعات الذخائر البريطانية وصهاريج البنزين فى معسكر أبوسلطان،  فبنوا من حوله الألغام التى بثها الفدائيون حول مستودعات الذخيرة فنسفتها نسفا تاما،  وبلغ من عنف انفجارها وشدته أن تصدع عدد من المنازل القريبة من المعسكر،  وكان أصحابها قد هجروها من قبل بسبب تدابير البريطانيين التعسفية.

  وكان من أثر هذا الانفجار وما صحبه من قذف القنابل الحارقة أن اندلعت ألسنة النيران فى المعسكر،  وعلا اللهب وأعمدة الدخان فى الجو إلى ارتفاع كبير،  حتى لقد استطاع الأهلون فى الإسماعيلية أن يشهدوه.

وقد أودى هذا التدمير المروع بحياة 50 جنديًا بريطانيًا،  وأُصيب عدد كبير من الجنود الإنجليز بجراح نقلوا بسببها إلى المستشفى العسكرى فى حالة خطيرة.

وبنفس التاريخ توسط الصفحة الأولى خبر بعنوان:

- بريطانيا تشترط لمفاوضة مصر فى الجلاء أن يكف الفدائيون عن مهاجمة الإنجليز فى القنال

ونتيجة ما قام به البوليس المصرى والفدائيون من الأهالى كان رد فعل الاحتلال فى اليوم التالى على الصفحة الأولى من الجريدة:

- الإنجليز يهدمون محافظة الإسماعيلية ويعزلون المدينة

- مجلس الوزراء يتخذ قرارًا خطيرًا بشأن العلاقات بين مصر وإنجلترا

- اجتماعه أمس لمدة خمس ساعات واعتبار الجلسة مستمرة إلى غد

- استشهاد 64 ضابطًا وجنديًا مصريًا وإصابة 200 وأسر 1000 من رجال البوليس

وفى التفاصيل: «تحركت فجر أمس قوات بريطانية ضخمة من معسكراتها فى منطقة القنال،  واتجهت نحو الإسماعيلية لتعتدى عليها اعتداء منكرًا،  وتجعل منها ميدانًا لأبشع مجزرة وحشية شهدتها مصر..

خرج ألف وخمسمائة جندى بريطانى من جنود المظلات والمشاة،  تؤيدهم دبابات سنتوربون الثقيلة التى يبلغ وزن الواحدة منها 52 طنًا،  والمصفحات،  والجرارات المسلحة بمدافع البرن..

خرج هذا الجيش العرمرم،  ليواجه ثمانمائة جندى مصرى من جنود بلوك النظام المرابطين فى الإسماعيلية للمحافظة على الأمن فيها،  وليس معهم من سلاح غير البنادق وحدها،  فهم من رجال البوليس لا الجيش،  وليس مفروضًا فى قوات البوليس أن تكون مسلحة بالمدافع الثقيلة».

بداية المعركة الرهيبة

وفى متن الخبر نجد تفاصيل بداية المعركة فيقول مراسل الأهرام «أطلقت إحدى دبابات سنتوريون القذيفة الأولى من مدفعها الثقيل عيار 22 رطلا،  فكانت هذه القذيفة إيذانا ببدء المجزرة الكبرى،  فقد أطلق الجنود المصريون من رجال بلوك النظام،  رصاص بنادقهم على الإنجليز،  وقوبل هذا الرصاص الصغير بضرب عنيف رهيب اشتركت فيه مدافع الدبابات والمصفحات،  فتحت القوة نيران مدافعها بكل قوة».

«وأخذ الأبطال يتساقطون على الأرض من فوق السطح جثثا هامدة،  ويستشهدون واحدا بعد الآخر،  فى شجاعة نادرة لم يسبق لها مثيل».

«واستمرت المعركة الرهيبة ست ساعات تحولت فيها هذه المنطقة إلى جحيم مستعر،  ولم يكن هناك مفر من التسليم،  بعد أن نفدت ذخيرة من بقى حيًا أو غير جريح من الأبطال الشجعان..

سلم هؤلاء الجنود بينما كان عدد قليل من إخوانهم يحتفظ بكمية أخرى من الذخيرة،  فرأى أن يبقى حتى ينتهى من إطلاقها على الإنجليز،  وأن يقاوم إلى النهاية أو يستشهد بقذائف ورصاص المعتدى الأثيم».

«ورفض هؤلاء الجنود الشجعان الإنذارات الثلاثة التى أذاعها عليهم الإنجليز للتسليم..

وخرج ضابط مصرى برتبة اليوزباشى، ليواجه الإنجليز فى شجاعة وقال لهم والدم يقطر من يديه: «إننى ورجالى سنقاومكم إلى النهاية حتى نموت ولا نسلم أنفسنا لكم».

هدم مبنى المحافظة

«وأثارت هذه العبارة ثائرة الإنجليز،  فأطلقت بطاريتان من مدافع الميدان الثقيلة قذائفهما المدمرة على دار المحافظة،  فهدمت معظم مبناها».

«وأُسر جميع من كانوا فى المحافظة،  ونقلوا بالسيارات إلى معسكر القرش البريطانى القريب من الإسماعيلية،  وبلغ عدد الأسرى من جنود وضباط بلوكات النظام والبوليس،  حوالى ألف أسير».

«ولم يكن من السهل إحصاء الشهداء والجرحى من رجال البوليس فى هذه المعارك الدامية،  غير أنه عرف فيما بعد أن القتلى بلغ عددهم 64 شهيدًا منهم فى المستشفى 45 جثة،  أما الجرحى فقد تجاوزوا المائتين».

«وقدرت الدوائر المصرية أن 15 ضابطا وجنديا من البريطانيين قد قُتلوا فى المعركة،  وأن أربعين قد أُصيبوا بجراح».

الذكرى 71

وبذلك يكون يوم 25 يناير 1952 هو واحد من سلسلة بطولات استمرت على مدار ما يقرب من مئة يوم وتوجها أبطال البوليس المصرى وقتها بصمودهم فى معركة الإسماعيلية وتضحيتهم بأنفسهم لحفظ كرامة المصريين وحماية أرضنا من المحتل ليستحقوا تخليد تلك الذكرى والاحتفال بها عامًا تلو الآخر.