الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. مصر بخير  يا مصريين

أنا وقـلمى.. مصر بخير يا مصريين

حدث فى ستينيات القرن الماضى غلاءٌ شديد فى الهند، وكان الناس قبل هذا يعيشون فى رغد وغنى، وكان وقتها هناك الداعية الشيخ «محمد يوسف الكاندهلوى» صاحب كتاب «حياة الصحابة» مشهورًا ومعروفًا بزهده وورعه، وذهب إليه الناس يشتكون من الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار، وسألوه: هل نحتج ونغضب، فأجابهم الشيخ بأن الناس والأشياء مثل كفتى الميزان عند الله عز وجل، فإذا ارتفعت قيمة الإنسان بالإيمان والأعمال الصالحة قلت قيمة الأشياء عند الله عز وجل، وبسبب الذنوب والمعاصى ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعمّ الغلاء، فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة حتى يرتفع قدركم عند الله، وتقل الأسعار ويهدأ الغلاء، وطلب منهم ألا يخوفوا الناس من الفقر، وأكد لهم أنه لو كان هناك صخرة صماء ملساء فى قاع البحر وفيها رزق لعبد، لانفلقت حتى توفر له رزقه، فالغلاء لا يمنع عنك رزقًا ساقه الله عز وجل إليك.. هذا كان فى الستينيات، ماذا عن الوقت الحالى والأزمة الاقتصادية، والغلاء الفاحش الذى يجتاح العالم كله اليوم وليس مصر وحدها.



الغريب فى مصر الآن أن هناك حالة من التشاؤم والإحباط يعيشها بعض المصريين، بالتزامن مع الأزمة الحالية التى نتعرض لها، صحيح من حقنا جميعًا أن نتوجع من الأزمة الحالية ومن ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، ولكن ليس من حقنا أن نفقد الثقة فى أنفسنا، أو فى حكومتنا، أو فى قيادتنا السياسية، خاصة أن هناك من يتربص بنا سواء فى الداخل أو فى الخارج من خلال التيك توك، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى الأخرى، والغريب ليس ما يُثار على هذه الوسائل، ولكن الغريب والمثير للدهشة هو موقف بعض الإعلاميين «المصريين» من هذه الأزمة فى برامج «التوك شو» الذين يتعمدون الضغط على المشاهد المصرى وزيادة همومه، كل ذلك يجب على الدولة وقفه فورًا، وذلك للحفاظ على السلام الاجتماعى بين المصريين، خاصة أن الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها، أعلنت عن سلسلة إجراءات لمواجهة موجة التضخم، من بينها رفع سعر الفائدة البنكية، وإعداد حزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية بقيمة «130» مليار جنيه، من خلال ضم أسر جديدة لبرنامج «تكافل وكرامة» الخاص بالدعم النقدى، وصرف كل من الزيادة السنوية فى قيمة المعاشات بنسبة «13 %» والعلاوة الدورية للمخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية بنسبة «15 %» من الأجر الأساسى، هذا بالإضافة إلى زيادة حد الإعفاء الضريبى بنسبة «25 %» من «24 إلى 30» ألف جنيه، للتخفيف عن المواطنين، ناهيك عن إعداد حزمة أخرى للحفاظ على النشاط الاقتصادى وتشجيع الاستثمار، وفوق كل ذلك لا ينبغى أن نفقد إيماننا بالله عز وجل، وهو الذى حمى مصر - وما زال يحميها - على مدار التاريخ، وجعل لها مكانة كبرى بين الدول، وإذا كانت «مكة المكرمة» هى أم القرى، فـ«مصر» هى دولة الأمان والسلام، حيث تكرر ذكر اسم مصر والثناء عليها فى القرآن والسنة «24» مرة، مصر بخير يا مصريين.. وتحيا مصر.