الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى «نبيل الجميل أخصائى تجميل»: هنيدى يعود.. ويصالح جمهوره 

من السهل على أى منا أن يجّمل أى عيب فى شكله بدءًا من عيب فى جسمه أو وجهه إلى ملابسه وحذائه وصولا لبيته وسيارته أى مظهره بشكل عام، لكن من منا يستطيع أن يجّمل نفسه وروحه التى شوهها بيده بسبب الحقد أو الغيرة أو الشك أو الكره أو غيرها من الصفات السيئة التى تشوه صاحبها وتعكر صفو نفسه وروحه التى خلقها الله بفطرتها الصافية لا يشوبها شائبة، فهل اخترعوا بعد عمليات تجميل للنفس البشرية؟ لم ولن يحدث.



حقيقة بشرية ذات فلسفة وعمق تناولها فيلم (نبيل الجميل أخصائى تجميل) فى قالب كوميدى متبنيا فكرة تحمل قيمة أخلاقية تحث على الحفاظ على صفاء النفس البشرية من أى صفات يمكن أن تشوبها ومن الصعب علاجها إلا بإرادة قوية من صاحبها واعتراف منه بخطئه، كما أن فيلم (نبيل الجميل أخصائى تجميل) يرفع شعار «الفن للفن» وهو أحد تصنيفات الأعمال الفنية من مئات السنين حيث أن ذلك العمل الفنى يقدم فنا من صورة وحوار وإخراج وأداء تمثيلى بهدف إمتاع الجمهور فى المقام الأول وذلك ما اعتدنا عليه فى أفلام «محمد هنيدى» لكن هذا العمل يثبت وبجدارة عودة «هنيدى» مرة أخرى للساحة الفنية بقوة وإبداع طالما اعتدنا عليه منه ونستثنى من ذلك بعض الأعمال الأخيرة التى لم تحقق النجاح وأحبطت جمهوره نوعا ما، حيث إن هذا العمل يمثل عودة قوية ومخلتفة لـ«هنيدى»، عودة يثبت بها كونه من أهم كوميديانات العالم العربى وليس مصر فقط، فقد تخلى هنا عن تكرار الإفيهات أو نقل البعض منها من مواقع التواصل الإجتماعى كما حدث فى آخر أعماله ورجع بقوة ليقول: «هنيدى لايزال هنا ولديه الكثير والجديد».

فيلم (نبيل الجميل أخصائى تجميل) تميز فى أكثر من عنصر منها الأداء التمثيلى للشخصيات الأساسية فقد جمع هذا العمل بين عدد من نجوم الكوميديا ولكل منهم بصمته الخاصة ولونه المميز وذلك ما ظهر على الشاشة بالفعل وكأنها مباراة تمثيلية بين «محمد هنيدى» فى شخصية «جميل» دكتور التجميل الطموح المجتهد الذى يبحث عن النجاح بشكل راقٍ ومفيد للمرضى بعيدا عن الاتجار بهم، و«محمد سلام» فى شخصية «محسن» زوج أخته الفاشل الذى يأمل فقط أن يشارك «جميل» منزله حتى يتمم الزواج من «زينب» أخته، و«رحمة أحمد» فى شخصية «زينب» وهى الظهر والسند لأخيها، لكل منهم كوميديا خاصة، فقد حدّث «هنيدى» من إفيهاته فتجلت كوميديا الإفيه معه بشكل مبدع فى هذا العمل، أما «محمد سلام» و «رحمة أحمد» فقد اهتما بكوميديا الموقف فظهرت مشاهدهما سويا بمنتهى الاندماج و«الكيمياء» الفنية، أما «نور» فى شخصية «عاليا» فكانت رمانة الميزان بالعمل، شخصية «عاقلة» رومانسية تخدم المزاج النفسى للعمل وهو قصة حب «جميل» و«عاليا» ومحرك أيضا للصراع الخارجى بين شخصية «جميل» وشخصية والدها «د.حازم». وبالتالى نستطيع أن نقول أن تسكين الشخصيات يتسم بالاحترافية فكل منهم أضاف للشخصية التى يجسدها، وبالتالى أمتع المشاهدين وخاصة أن الشخصيات تم رسمها بمهارة فتفرد كل منهم بصفات جسمانية ونفسية مما يُثرى العمل الفنى.

إلى جانب تلوين المشاهد الذى عبر عن الزمن بشكل مبدع ونلمس ذلك فى المشاهد الأولى التى تحكى طفولة «جميل» فى عصر الثمانينيات تقريبا فترى تلوين المشاهد مائلا للألوان الدافئة أكثر فيأخذك معه كمشاهد لتلك الحقبة لتندمج مع الأحداث وهنا تحقق عنصر التصديق، فأنت بالفعل تعايش هذه الفترة مع الشخصيات.

لذلك فهو فن للفن، فن للمتعة، فن للضحك.. فيلم (نبيل الجميل أخصائى تجميل) يعود بـ«هنيدى» لسابق عهده لتألقه ونجاحه وسماعه ضحكات الجمهور على إفيهاته وكوميديا الموقف التى طالما أمتعنا بها.