الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهلويون

الفهلويون

أقولك إزاى نشجع السياحة.. نضرب معلومة نقول فيها أن «مبابى» لاعب فرنسا من مواليد «إمبابة» وننظم رحلات سياحية لزيارة المنطقة».. النكتة السابقة تمثل كرايكاتيرًا ساخرًا ابتدعه رسام الكاريكاتير الرائع «عمرو سليم» – بمناسبة مونديال كأس العالم الأخير– ويصور حوارًا بين موظف فى شركة سياحة مع مديرها يتم فيه استغلال النجاح المدوى والشهرة الكاسحة للاعب الفرنسى الفذ الذى عانق المجد وحقق «هاتيرك» تاريخيًا فى نهائى الكأس وفاز بلقب هداف البطولة برصيد ثمانية أهداف ويحقق بهذا الاستغلال الترويج للسياحة.. أنه «مبابى» المدهش.



ويعبر الكاريكاتير تعبيرًا طريفًا عن إحدى السمات الأصيلة والراسخة فى الإنسان المصرى على مدى العصور اللهم أن أهميتها تفاقمت حديثًا – وكما ترى أستاذة علم الاجتماع «عزة عزت» فى كتابها الممتع التحولات فى الشخصية المصرية– نظرًا لمتطلبات العصر وكضرورة لإثبات الذات والحصول على ما نريد كى نستطيع الحياة وسط عالم مادى تحكمه المصالح ولا يسلك فيه إلا «الفهلوى».. وتتسع دائرة «الفهلوة» لتحتوى على مترادفات متعددة وذميمة لسلوكيات بغيضة كالكذب والخداع والتضليل والمكر والدهاء والنصب والاحتيال والتزييف.. وتعكس شخصية الفهلوى بأبعادها الاجتماعية والنفسية المختلفة صنوفًا من الآفاقين والأدعياء والدجالين والمشعوذين والمتطفلين.. وتشمل مجموعة لا بأس بها من المصطلحات والتعبيرات الشعبية السائدة والأقوال الشائعة مثل «إحنا اللى خرمنا التعريفة»؛ وذلك بغرض ادعاء الحكمة والخبرة وفهم تصاريف الدنيا ومفاجآت القدر وتقلبات الزمن وآلاعيب الدهر، وإحنا بتوع الليل وآخره.. نزيح النهر ونأخره (فى غرض الفخر بالفهلوة والقدرة على صنع المستحيل) وإحنا عالم مخلصة وبتوع كله.

ويوصف الفهلوى بأنه «مخربش» (أى ذكى ولماح وألمعى) و«صايع قديم» و«ينفذ فى الحديد» و«هارش الفولة» (فى غرض اكتشاف ما كان خافيًا وفهم الأمر كله) وقادر على ابتكار الآلاعيب واستخدام المكر فى تحقيق المآرب والمكاسب.. وخداع الآخرين عن طريق أكله الأونطة و«لبسه السلطانية» (أى أهداه ما لا يستحق وخدعه).

أما نحن فقد تابعنا مباريات كأس العالم فى انبهار لا يخلو من حسرة وأسى وإحساس طاغ بخيبة الأمل فقد وقعنا فى مصيدة «الفهلوية» من اتحاد الجبلاية ومن المدربين غير الوطنيين فى مفارقة «تراجيكوميدية» فالفهلوة ليست فقط صناعة محلية بل امتدت لتشمل الأجانب وعلى رأسهم «كيروش» الفهلوى الأكبر الذى «سبك الدور» و«هرش الفولة» وفى النهاية «أكلنا الكوسة بالبشاميل» و«باع لنا التروماى» على طريقة «قاللك آيه.. قاللك آه.. قالك سوف نحصل على كأس البطولة العربية.. مرورًا بكأس الأمم الأفريقية وصولًا إلى حلمنا الأكبر بالحصول على «كأس العالم» وفى النهاية خرجنا من كل البطولات خروجًا مهينًا.. و«كلنا البلوظة».