الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1 / 2.. خذوا الحكمة  من (همبكة)!!

كلمة و 1 / 2.. خذوا الحكمة من (همبكة)!!

فى حوار لتوفيق الدقن، قال «قدمت 400 فيلم، راض فقط على 100، والباقى أكل عيش»، قال الدقن الحقيقة التى نخشى جميعًا الإفصاح عنها، وأضاف «أرفض أن أجلس على المقهى وأمد يدى لمن يمنحنى قرضًا حسنًا».



فى مذكرات أشهر كاتبة بريطانية والتى تحتل المرتبة الثانية بعد وليم شكسبير فى تحقيق أعلى أرقام المبيعات أتحدث عن أجاثا كريستى، قالت إنها تعودت عندما تحتاج إلى نقود لإصلاح مثلا شرفة فى منزلها تسارع بالبدء فى كتابة قصة وتحصل على العربون، وبعدها تتفق مع النجار، الكثير من أعمالها كان الدافع الأساسى لكتابتها هو الاحتياج المادى، فإذا لم يكن شرفة منزل فربما إصلاح سيارة.

عمر الشريف كان يقول أشعر أن الله يقف دائمًا معى، عندما أحتاج إلى مال أجده، يدق تليفون من شركة الإنتاج تعرض دورًا، ولا يكابر عمر فهو يوافق على الدور  بعيدًا حتى عن قناعته، التمثيل مهنته الوحيدة التى يتكسب منها، وقال لى: إن العديد من الأدوار التى شارك فيها لم يكن راضيًا عنها، ولكن الاحتياج المادى هو السبب.

الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى قالت لى إنها اضطرت للوقوف أمام الكاميرا مخرجة للمرة الأولى والأخيرة فى فيلم (من أحب)، لأنه من إنتاجها، والمخرج المرشح قبل أيام قلائل من بداية التصوير اعتذر، فكان ينبغى أن تنقذ الموقف، وإلا تعرضت لخسارة فادحة، قال لى كمال الشناوى وأيضًا له تجربة يتيمة فى الإخراج، لم يتحمس أحد من كبار المخرجين لفكرة فيلمه (تنابلة السلطان) من إنتاجه، بينما كان يرى أنه يشكل تجربة رائدة، وفشل الفيلم، وقال لى كمال لست نادمًا، ربما كنت سأندم أكثر لو لم أخرجه، أن تندم على شىء فعلته أقل وطأة على الإنسان من الندم على شىء لم يفعله.

فيلم (الناظر) الذى أدى فيه علاء ولى الدين ست شخصيات بينها ثلاث رئيسية، وهى الابن والأب والأم، قال لى المخرج شريف عرفة أنه كان مجبرًا، لم يجد أمامه أحدًا يصلح لدورى الأب والأم سوى علاء، فأصبح هو الفيلم الأهم فى مشوار علاء، ومن أفضل أفلام شريف عرفة وواحد من أهم أفلامنا فى الألفية الثالثة.

روى الشاعر الغنائى فتحى قورة أنه كان فى ضائقة مالية، واتصل به فريد الأطرش طالبًا أن يكتب أغنية مطلعها (ياقلبى كفاية دق)، وأرسل له العربون، حاول قورة استكمال المطلع فلم يستطع، اتصل بفريد قائلا أنه غير مقتنع، لأن القلب عندما يتوقف عن الدق فهذا معناه الموت، هكذا كان يعرف الناس الموت قبل أن يصبح علميًا هو موت جذع المخ، حاول قورة إقناع فريد بأن يترك له الأمر برمته، وسيكتب مطلعًا جديدًا أحلى، بينما فريد يرفض التغيير، فاضطر قورة أمام حاجته المادية أن يرضخ وأكمل (مدام حبيبك رق) فأصبحت من أشهر أغنيات فريد!.

كان الشاعر والكاتب بديع خيرى يعتب على المخرج هنرى بركات لأنه ظل عامين متتاليين يعتذر عن إخراج عدد من السيناريوهات بحجة ضعف مستواها، فقال له يا هنرى الفنان لا يتوقف، عندما تجد سيناريو رائعًا البس (الاسموكن) واذهب للاستوديو، وعندما لا تجد العمل المتكامل، البس (العفريتة الزرقاء) يقصد بدلة العمال الحرفيين، واذهب للاستوديو.

نعم من الممكن أن ترتدى (الاسموكن) أو (العفريتة) إلا أن، عليك فى الحالتين إتقان الصنعة، الفنان المحترف قد يضطر أمام احتياجه المادى إلى أن يقدم أعمالا من أجل لقمة العيش، هكذا قالها توفيق الدقن واسم الشهرة (همبكة) ولكنها هذه المرة، ليست أبدًا (همبكة)!!