الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 /2.. عنوان الصدق اسمه.. نجلاء فتحى!!

كلمة و 1 /2.. عنوان الصدق اسمه.. نجلاء فتحى!!

لو كان للصّدق عنوانٌ فلا شك أنه «نجلاء فتحى»، لن تجد أبدًا مسافة بين الفنان والإنسان، فهى تعيش الحياة بصدق باعتبارها «فاطمة الزهراء» اسمها الحقيقى، وعندما تقف أمام الكاميرا تُصبح نجلاء فتحى وتُمثل الشخصية الدرامية بصدق فاطمة الزهراء، أو «زهرة» فقط كما كان يطلق عليها زوجها الإعلامى الكبير الراحل حمدى قنديل.



جمال «نجلاء» ليس على (الفَرّازة)، ولا هو على سنجة عَشرة، ستجد أسنانها السفلية غير منتظمة وستلمح حشرجة فى نبرات الصوت، ولكننا مع الزمن اكتشفنا أن هذا هو سر السّحر.

لا شىء تُخفيه.. هذا هو دائمًا انطباعى عنها، فهى لا تضع أبدًا مكياچًا على مَشاعرها، تتحرك وتتحدث وتشاغب بطبيعية، لم تعرف الغضب من رأى يُكتب عن عمل فنى، لا أتذكر أبدًا أن هذا قد حدث بيننا، ولكنها تفاجئنى؛ بأنها ربما تكون أكثرَ سخرية منّى لو كتبتُ ساخرًا عن عمل فنّى لعبت بطولته.

نجمة بالمقياس الحقيقى للنجومية، أى القدرة على الجذب، وتحقيق أعلى الإيرادات، كانت هى وميرفت أمين بَعد سعاد حسنى الأكثرَ استحواذًا على الجمهور، انقسم شباب السبعينيات إلى فريقين، واحد نجلاء والثانى ميرفت، كل منهما فتاة أحلام الجيل، كانت نجلاء قد ارتبطت على الشاشة مع محمود ياسين، بينما ميرفت مع نور الشريف، الغريب فى الأمر والذى اكتشفته فى سهرة شخصية جمعت ميرفت ونجلاء وحمدى قنديل وأنا، أنّ نجلاء وميرفت فى عز التنافس، كانتا صديقتين حميمتين، صحيح أن شركات الإنتاج صدّرت للناس صراعًا حادًا بينهما، وكثيرًا ما تورطت الصحافة فى اختلاق حكايات ساخنة لتأكيد صراع لا أساس له من الصحة، والحقيقة هى أنه كان بينهما دائمًا تليفون مسائى للفضفضة، فإذا طلبت نجلاء مثلاً رقمًا كأجْر رآه المنتج مُبَالغًا فيه، وطلب تخفيضه وعلى الفور تخبر ميرفت أنها اعتذرت وتذكر لها المَبلغ حتى تُصر عليه، المنتج فى النهاية مقيد بين نجلاء وميرفت، وهكذا كان أجرهما يرتفع معًا بسبب هذا التليفون اليومى، ولا تزال كل منهما هى الأقرب للأخرى، ورنات التليفون لم تتوقف.

محطات مهمة فى حياتها الفنية، ولكنّى أتذكر أن المنتج رمسيس نجيب أراد أن يتحدى بنجلاء فتحى «سعاد حسنى»، اختلف مع «سعاد» عام 69 حول فيلم (أفراح)، فقرّر أن يقدم نجمة جديدة، ويومها أراد موزع الفيلم تخفيض قيمة المَبلغ الذى يدفعه عادة للمنتج على أساس أن نجلاء مجرد مشروع نجمة، وليست قطعًا سعاد، إلا أن رمسيس أصَرّ على أن يحصل على نفس الرقم، مؤكدًا له أن نجلاء قادمة للقمة، والميزانية ستوجه بكاملها للدعاية، وكان يضع صورتها على كل شىء حتى علب الكبريت.

قبل نحو خمسة عشر عامًا اتصلت بى من دبى؛ حيث كانت تُقيم مع الأستاذ حمدى قنديل، وسألتنى إيه رأيك تسجل برنامج من 30 حلقة عن قصة حياتها أعدّه وأقدّمه ويخرجه على بدرخان؟، بالطبع تحمست جدًا للفكرة، وبدأت أخطط للحلقات، فأنا أعرف نجلاء جيدًا وأعتز بها فنيًا وإنسانيًا، بعد أشهُر تأجَّل المشروع لأجَل غير مسمى، ولم أسألها عن الأسباب رُغْمَ أننا التقينا بَعدها عشرات المَرّات.

تغيرت القواعد والقوانين الفنية فى نهاية التسعينيات، وبات تواجدها محدودًا، ولكن نجلاء رسميًا لم تعتزل، أتذكر مشروع فيلم حدثتنى عنه من إنتاجها، مع عمر الشريف كانت مرشحة لإخراجه سماح أنور، وقبلها كتبت قصة سينمائية بعنوان (دموع نجمة) من أجل أن تعود سعاد حسنى للشاشة.

عبدالحليم حافظ أشعلها جماهيريًا عندما شاركته بطولة مسلسله الإذاعى الوحيد (أرجوك لا تفهمنى بسرعة) عام 73. على الخريطة السينمائية لها بصماتها فى أفلام مثل (عفوا أيها القانون) و(المرأة الحديدية) و(دمى ودموعى وابتسامتى) و(صابرين)، ولو راجعت وأمعنت وتأملت ستجد دُرَرًا مثل (الشريدة) و(إسكندرية ليه) و«(أحلام هند وكاميليا) و(سوبر ماركت) و(سونيا والمجنون) و(حب لا يرى الشمس) و(المجهول) و(سعد اليتيم) دائمًا لها إشعاع وطلة استثنائية، منذ سنوات لا نتواصل وأنا احترمت اختيارها، ولم أحاول أن أخترق تلك الخصوصية التى فرضتها على نفسها، إلاّ أننى لا أزال أشعر أنها الأقرب.

قبل أيام احتفلنا بعيد ميلادها، فقرّرتُ أن أقدم لها بالنيابة عن ملايين من عُشاق «زهرة» هذه «الزهرة»!.