الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اعتقال منفذى التفجير وتشديدات أمنية فى قلب إسطنبول تركيا تتوعد بالثأر

شهدت منطقة تقسيم الواقعة وسط مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضى انفجارًا أسفر عن مقتل 6 وإصابة 81 شخصًا.. وفور وقوع الحادث ، قامت السلطات التركية بقطع جميع وسائل التواصل الاجتماعى لإحكام القبض على المشتبه بهم.. وتعهدت تركيا بأن يدفع المسئولون عن تفجير شارع الاستقلال الثمن، وأن يتم محوهم من البلاد والمنطقة بأسرها، فى الوقت الذى أطلقت قوات الأمن حملات مكثفة تستهدف عناصر «حزب العمال الكردستانى» الذى نسبت إليه تنفيذ التفجير الإرهابى.



وألقت قوات الأمن التركية القبض على 3 مشتبهين آخرين بالتورط فى التفجير الذى نفى العمال الكردستانى وكذلك تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الذى تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامه، والتى تقول تركيا إنها تشكل امتدادًا للعمال الكردستانى فى سوريا، أى صلة لهما به.

وقال وزير العدل التركى بكير بوزداغ إنه تم القبض على عدد آخر من المشتبه بتورطهم فى التفجير الإرهابى، حيث ارتفع عدد من ألقى القبض عليهم إلى 50 شخصًا بعد أن ألقت قوات مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول القبض على السورية «أحلام البشير» منفذة العملية التى قالت السلطات إنها تلقت تدريبات على أعمال الاستخبارات فى معسكرات وحدات حماية الشعب الكردية، فى مدينة عين العرب (كوبانى)، وإنها دخلت تركيا عبر منطقة عفرين، إضافة إلى 46 آخرين يشتبه فى ضلوعهم فى التخطيط وتنفيذ تفجير تقسيم قبل هروبهم إلى اليونان، حسبما أعلنت مديرية الأمن.

وقالت مصادر أمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب القيود المفروضة على التحدث إلى وسائل الإعلام، إنه تم القبض على سوريين بين المشتبهين، وهما الشقيقان «عمار وأحمد. ج».

وأضافت المصادر أن المشتبه به «أحمد. ج» كان يخطط لتهريب الإرهابية أحلام البشير، منفذة الهجوم، إلى اليونان بعد التفجير، مشيرة إلى أن «عمار. ج» كان قد اصطحب شخصًا رمزت إليه بالحرف «ب» كان يعيش فى المنزل ذاته مع منفذة الهجوم إلى مقاطعة أدرنة شمال غربى البلاد، ليتم تهريبه إلى بلغاريا قبل أن يعود إلى إسطنبول.

وأطلقت السلطات التركية حملات أمنية موسعة فى أنحاء البلاد تستهدف عناصر العمال الكردستانى، المصنف كمنظمة إرهابية، وألقت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أضنة (جنوب تركيا) القبض على 5 أجانب، قالت السلطات إنهم كانوا يعملون فى سوريا لصالح وحدات حماية الشعب الكردية ودخلوا البلاد بشكل غير قانونى.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، فى بيان أن الإرهابيين المسئولين عن تفجير تقسيم سيدفعون ثمن فعلتهم، قائلة: إن الإرهابيين الذين لم يجرأوا على الوقوف أمام القوات التركية فى شمال سوريا والعراق، أظهروا للعالم مرات عديدة مدى دناءتهم باستهدافهم المدنيين.

وقال البيان: «هناك من يصر على عدم اعتبار المنظمات الإرهابية وبخاصة العمال الكردستانى ووحدات حماية الشعب الكردية، أعداء للإنسانية والشعوب»، مضيفًا أن الذين استهدفوا المدنيين الأبرياء فى تقسيم بأبشع الطرق الإرهابية سيدفعون الثمن، وسيتم محوهم من هذا البلد ومن المنطقة.

فى الوقت ذاته، أعلنت وزارة الداخلية التركية إطلاق عملية «أرن - الحصار 13» للخريف والشتاء، ضد عناصر العمال الكردستانى فى ولاية تونجلى شرق البلاد، بمشاركة 881 عنصرًا من القوات الخاصة فى قوات الدرك وحراس القرى، مشيرة إلى أن القوات المشاركة فى العملية عثرت على كمية كبيرة من الذخائر داخل كهفين و5 ملاجئ.

وتعد العملية امتدادًا لسلسلة عمليات «أرن» التى أطلقتها وزارة الداخلية التركية ضد العمال الكردستانى منذ يناير 2021، والتى جاء اسمها نسبة إلى الشاب التركى أرن بلبل، الذى قتل على يد عناصر من العمال الكردستانى فى 11 أغسطس 2017.

وأعلن وزير الصحة التركى، فخر الدين كوجا، أن 58 شخصًا ممن أصيبوا فى التفجير الإرهابى فى تقسيم تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفيات، وأن 23 مصابًا يواصلون تلقى العلاج، وأن 6 منهم ما زالوا فى غرف العناية المركزة.

وأصبح السوريون وبعض الأجانب فى تركيا هدفًا للهجوم على مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا منذ وقوع تفجير تقسيم. وتصدر وسم «إعدام» موقع التغريدات القصيرة «تويتر» عقب إعلان القبض على منفذة التفجير السورية «أحلام البشير»، وسجل مئات آلاف التغريدات المطالبة بإعدامها، رغم إلغاء عقوبة الإعدام فى تركيا فى إطار مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى.

وتصدر وسم «سورى» موقع «تويتر» فى تركيا بعد ظهور حملة واسعة تطالب بطرد اللاجئين السوريين، وكذلك الأفغان والباكستانيين من البلاد. واعتبر المغردون أن اللاجئين هم سبب زعزعة الأمن العام، وأنهم أكبر مشكلة تواجه تركيا وتعيق تقدمها.

كما تصدر وسم ثالث باسم «أوميت أوزداغ»، رئيس حزب «النصر» اليمينى المناهض للوجود السورى فى البلاد، وذلك بعد هجومه على وزير الداخلية «سليمان صويلو» لعدم قدرته على الحفاظ على أمن وسلامة البلاد، فى الوقت الذى أدلى فيه بتصريحات مؤخرًا، يقول فيها إن تركيا ستضمن الأمن لجارتيها العراق وسوريا، على سبيل التفاخر بقوة الأمن فى تركيا.