الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الكبار يضحكون أيضًا

الكبار يضحكون أيضًا

 فى كتاب «أنيس منصور» الكبار يضحكون أيضًا وهو كتاب ممتع يحتوى على أكثر من ثمانين موضوعًا متنوعًا فى الأدب والسياسة والفن والفلسفة والتاريخ يتناولها «أنيس منصور» بأسلوبه الرشيق الساخر.. طرافة لا تخلو من عمق.. وفكاهة تنعش القلب وتثير العقل.. وهو يتناول جوانب كثيرة من حياة كبار الأدباء ومواقفهم الشخصية المختلفة التى تعكس روحهم المرحة وتركيباتهم النفسية الغريبة.. فها هو مثلًا «توفيق الحكيم» يسأله:



- هل اتغديت عند العقاد؟

- لا

- ولا اتعشيت؟

- لا

- ولا عند «طه حسين»؟

- لا

- الله.. أمال ماحدش بيقول عليهم أنهم بخلاء ليه؟! (فى إشارة إلى أن الجميع يتهمه بالبخل).. طيب إيه رأيك أن فيه ناس كتير اتغدوا عندى.. منهم «كامل الشناوى» و«محمد عبدالوهاب» و«أنور أحمد».. فسأل «أنيس منصور» الثلاثة فقالوا «الحكيم وعدنا.. ولكن لم ينفذ وعده».. فعاد «أنيس» إلى «الحكيم» قائلًا: «أنت وعدتهم بالغذاء ولكن أحدًا لم يدخل بيتك».. فأجاب «الحكيم» فهل وعدك «العقاد»؟!

- لا

- هل وعدك «طه حسين»

- لا

- فقال: أنا وعدت.. وهذه مرحلة.. والمرحلة القادمة سيكون الغذاء.. ولم تأت بعد هذه المرحلة..

إن «توفيق الحكيم» يرى أنه أفضل للمرء أن يكون بخيلًا على أن يمد يده إلى البخلاء.. وهو يتمثل بذلك جملة جاءت فى كتاب «البخلاء» للجاحظ الذى كان يتحدث عن رجل بخيل إذا أكل بيضة واحدة فى السنة يقول «هذه فرخة بلا عظام».

لم تعجب مرة «حافظ إبراهيم» قصيدة «لشوقى» فقال فيها مستخدمًا التورية: «يقولون أن الشوق نار ولوعة.. فما بال شوقى أصبح اليوم باردًا؟!

فرد عليه شوقى على الفور: «وأودعت أنسانًا وكلبًا أمانة.. فضيعها الإنسان.. والكلب حافظ».

ومع ذلك فقد ظلا صديقين حميمين.. وتقدم «حافظ» وفود الشعر التى جاءت من كل البلاد لمبايعة شوقى بإمارة الشعر.

والحقيقة أن «حافظ إبراهيم» كان حاضر البديهة.. رائع النكتة.. شديد الفطنة.. عميق المغزى.. وقد قصد حافظ «قصر عابدين» مرة لمقابلة الخديوى عباس الذى دعاه للغذاء.. واستقبل «حافظ الدعوة بابتهاج.. ولكنه فوجئ بطعام قليل الشأن لا يتناسب مطلقًا مع فخامة وعظمة السلطان.. وبعد الغذاء عاد إلى الخديوى لاستكمال الحديث.. فسأله الخديوى: «لعلك سررت يا حافظ» فقال «حافظ» على الفور: «الحقيقة يا أفندينا كأنى كنت اتغذى فى بيتنا». وذات يوم كان «حافظ» يجلس إلى جانبه الشاعر «إمام العبد» الأسود اللون.. وأخرج قلمه ليكتب به.. فسقطت نقطة حبر أسود على الورق.. فبادره حافظ مرددًا.. «الحق يا إمام.. جفف عرقك».

ومرة فى أثناء مرور «حافظ» فى أحد الشوارع اقترب منه شحاذ مادًا يده إليه قائلًا: حسنة لله يا بيه.. فبادره حافظ بسرعة خاطر: «عمرك أطول من عمرى».