الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. حفلات غذاء الروح.. كاملة العدد

أنا وقـلمى .. حفلات غذاء الروح.. كاملة العدد

سعيدة وفخورة جدًا بالنجاح الذى حققه مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الواحدة والثلاثين، والذى كان فى الفترة من «20» أكتوبر حتى «3» نوفمبر الجارى، وفى الوقت نفسه حزينة جدًا على انتهاء هذا العُرس الغنائى المصرى العربى للطرب الأصيل؛ خصوصًا أن مكان انعقاد هذه الفاعليات كان على مسرح «النافورة» بدار الأوبرا المصرية، ولكن الحرص على إقامة هذا المهرجان سنويًا من جانب القائمين على حماية التراث العربى بصفة عامة، والمصرى بصفة خاصة، يعطينا الأمل دائمًا فى انتظار المهرجان المقبل؛ لأن مثل هذه الحفلات والمهرجانات ضرورية لربط الأجيال الجديدة من الشباب المصرى والعربى بالثقافة والفن الراقى القديم، كما أنه فرصة عظيمة لمشاركة عربية مميزة؛ حيث يشارك العديد من الشخصيات العربية المؤثرة التى تقوم بالترويج للمهرجان عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ناهيك عن مشاركة «99» فنانًا من «9» دول عربية من خلال «39» حفلًا يوميًا، كانت كلها كاملة العدد، وإن دل ذلك على شىء إنما يدل على شغف الجمهور المصرى والعربى بحفلات المهرجان التى ضمّت كبار نجوم الفن فى مصر والوطن العربى، وأهم ما يميز حفل هذا العام أنه تضمّن الاحتفال بمئوية الموسيقار على إسماعيل، بالإضافة إلى تكريم «16» شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والعالم العربى، وأعتقد أن مهرجان الموسيقى العربية ما هو إلا مَلحمة فنية تُشرق كل عام، وتُضفى على الأوبرا أجواءَ زمن الفن الجميل، تتيح لنا جميعًا- كجمهور- أن نُبحر مع نخبة من الفنانين العرب فى عالم الموسيقى والطرب، واستطاع على مدى واحد وثلاثين عامًا أن يحافظ على مكانته الفنية، كأحد أكبر وأقدم المهرجانات الغنائية والموسيقى العربية.



ورُغم التغيرات الكبيرة التى طرأت على المهرجان جراء جائحة «كورونا»، وغياب بعض النجوم البارزين الذين اعتادوا إحياء لياليه، ونقل حفلاته فى المسرح الكبير إلى مسرح «النافورة»  المكشوف، إلى جانب عدم الالتزام بارتداء الأزياء الرسمية؛ فإنه نجح فى الحفاظ على رصيده الفنى الناجح طيلة كل هذه السنوات، وهنا لا بُدّ أن نذكر بدايات هذا المهرجان العظيم، على يد الدكتورة الراحلة «رتيبة الحفنى» عام 1992، والذى كان مميزًا وناجحًا على مستوى العالم العربى كله، وكل مَن جاء بعدها قام باستكمال المسيرة؛ للحفاظ على هوية المهرجان ونجاحه، ويؤكد التوسع والتطوير الذى شهده المهرجان الأخير قوة مصر الناعمة، وتؤكد أيضًا على أن الأوبرا المصرية ستظل منارة الإبداع، ومركزًا للإشعاع الحضارى، ويبقى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية إحدى أيقونات المحافل الفنية التى تحظى باهتمام خاص من وزارة الثقافة المصرية ضمْن جهودها لتنمية المجتمع والارتقاء بالوجدان، من خلال الفنون الجادة والراقية.. وتحيا مصر.