الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 /2 .. مَن يعترض على (الضاحك الباكى) مشكوك فى ذمتيه الشخصية والوطنية!!

كلمة و 1 /2 .. مَن يعترض على (الضاحك الباكى) مشكوك فى ذمتيه الشخصية والوطنية!!

البعضُ يعيش فى وهْم يسعده ويواصل حياته تحت هذا الدخان الكثيف من الأوهام، يؤكد لنفسه أن هناك مؤامرة شاركت فيها أطرافٌ عديدة من أجل إقصائه عن الملعب، مع الأسف يعيش مخرج كبير بحجم محمد فاضل تحت وطأة هذا الإحساس، وبالعدوَى صارت زوجته الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد تعانى من نفس الأعراض.



أغلب الزملاء الذين تناولوا تلك الكارثة التى تتشكل أمامنا حلقة بعد أخرى أقصد (الضاحك الباكى) وجّهوا غضبَهم إلى مؤلف المسلسل، فهو ليس له أى تاريخ فنّى يُذكر، كما أنه انفلت على الهواء بكلمات سَبّ وقذْف من نوعية (روح أمّك) ومشتاقاتها، إلا أننا لو تمهلنا قليلا سندرك أن المُذنب الأول هو المخرج، لولا حماسه للعمل ما كان يمكن أن يرى النور، أعلم قطعًا أن المخرج لم تكن لديه اختيارات أخرى، فلا أحد يرشحه منذ عشر سنوات لعمل جديد، ثم وهذا هو الأهم فإنه رغم أن المسلسل عن حياة نجيب الريحانى؛ فإنه يستطيع ببعض التدخلات أن يحيله إلى مسلسل عن (أم نجيب الريحانى) ويسند الدور الرئيس لنجمته المفضلة فردوس، ولا يعنيه أنها تنجب طفلاً وهى بهذا العمر، مؤكد هو لا يرى فى الاختيار أى خطأ، بدليل أن الفنان الذى يؤدى دور شقيق نجيب الريحانى الكبير أصغر فعليًا من عمرو عبدالجليل (نجيب الريحانى) بنحو عشرين عامًا.

ولا تفرق مع مخرجنا الكبير؛ فهو واثق من سماح الجمهور هكذا تشى كل إجاباته أن الناس ستتغاضى، «عمرو» حاليًا فى نفس عُمْر «نجيب الريحانى» عند رحيله، والمفروض أن الأحداث الدرامية تقدم جانبًا من حياته فى مرحلة المراهقة؟ لا شىء يهم؛ هناك ثقة فى تسامُح الجمهور، وعندما يسألونه أن عمرو يقدم إفّيهاته الشخصية مما جعل عمرو يؤدى دور عمرو؟ لا ينكر ذلك ولكنه يضيف أنه هو اللى طلب من عمرو أن يُذَكر الناس دائمًا بعمرو عبدالجليل وإفّيهاته، وما أدراك ما إفّيهاته.

لا يمكن أن يحيل «فاضل» مأساة المسلسل الفنية إلى قضية وجودية، باعتبارها خطة مُحكمة لضرب الجيل القديم، هل لا يدرك «فاضل» أن أكبر نجم يرشح للبطولات حاليًا هو يحيى الفخرانى منافسًا لكريم عبدالعزيز، وهو أيضًا صاحب الأجر الأعلى، «الفخرانى» يدرك جيدًا أن مكانته الأدبية عند جمهوره تستحق منه أن يغيب عامًا واثنين حتى يستقر على العمل الفنى الذى يضيف لهذا التاريخ.

أنا واحدٌ من الذين ينتظرون بشغف عودة الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى إلى الدراما التليفزيونية وبنفس القدر أنتظر عودة إنعام محمد على وجمال عبدالحميد ومجدى أبو عميرة ورباب حسين وغيرهم، وأنتظر منهم رؤية شاشة ثرية وعصرية، غير تلك الشاشة البليدة التى قدمها محمد فاضل.

العمر الزمنى لا يشكل عائقا أمام المبدع، الأهم هو قدرته على قراءة الأبجدية الجديدة فى اللغة الفنية، الشاشة تغيرت تمامًا عن زمن التسعينيات، ولا يرضى المتلقى برؤية فنية عجوز، أكرّر ليس لهذا أبدًا علاقة بعُمْر المبدع، أتذكر المخرج البرتغالى الراحل «مانيول أو ليفييرا» ظل مبدعًا حتى وصل إلى 105 أعوام، وظلت المهرجانات الكبرى مثل (كان) تحتفى بإبداعه حتى اللحظة الأخيرة.

من الطبيعى بين الحين والآخر أن يقدم المبدع عملاً فنيًا رديئًا؛ ولكن ليس من الطبيعى أن يُشهر فى وجْه مَن يعترض سلاح التشكيك فى الذمة والوطنية، أكبر جريمة ارتكبها هذا (المهلهل)، أنه مع الأسف أهان دراميًا مبدعًا استثنائيًا بحجم نجيب الريحانى، وهى فى ظنّى جريمة لن يغفرها الزمن!!.