الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الزمالك والأهلى متعة الحياة الكروية على الأراضى الإماراتية

الزمالك والأهلى متعة الحياة الكروية على الأراضى الإماراتية

بصرف النظر عن البطل السوبر، فإن القدر شاء أن تكون مباراة الزمالك والأهلى بعد ساعات من انتهاء احتفالية «مصر والإمارات قلب واحد» بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية - الإماراتية الرسمية.



هذه الاحتفالية التاريخية التي بدأت فعالياتها صباح الأربعاء الماضى أمام صفحة من صفحات النيل الخالد وعلى مدار يومين كاملين بأحد الفنادق الكبرى.

فلو أراد المسؤولون على مستوى البلدين مصر والإمارات أن يضيفوا معنى يمثل جزءًا من الاحتفالية لن يجدوا أفضل من إقامة مباراة بين القطبين الكبيرين وعنصرى الأمة كرويًا على الأراضى الإماراتية الحبيبة.

أما اذا تحدثنا عن المباراة السوبر فإن فوز الزمالك معناه امتداد لعمل كبير بدأ فى ظروف صعبة بشهر مارس الماضى وانتهى بالفوز بكأس مصر وبطولة الدوري واستمر ببداية مستقرة ومبشرة فى دوري رابطة المحترفين المصري (الدوري العام ) ودوري أبطال أندية إفريقيا والخسارة لن تكون نهاية المطاف لفيريرا؛ بل مجرد وقفة لإعادة ترتيب الأوراق لامتلاك الزمالك أسلحة كروية متنوعة وعناصر قوية قادرة على العودة. أما الأهلى فالفوز يساوى الاطمئنان والاستقرار ومزيدًا من الدعم للسويسرى «كولر» ومنحه الثقة فى إعادة بناء الفريق والتخطيط لاستعادة البطولات الغائبة فى ظل وجود وفرة من النجوم التي تستطيع كتابة تاريخ جديد، أما الهزيمة فقد تعنى مؤقتًا الوقوع فى بئر الأزمات مع تأكيد ضرورة منح السويسرى الثقة على خلفية بداياته فى بطولة رابطة المحترفين ودعم الفريق فى انتقالات يناير بعناصر سوبر، والخلاصة فإن الفريقين لن يهتزا كثيرًا ولن يتأثرا من توابع خسارة السوبر لكن الفوز سوف يكون افتتاحية وصباحية مباركة وقوية لقضاء موسم مستقر على الأراضى الإماراتية.

أن العلاقة المصرية - الإماراتية التي امتدت الأسبوع الماضى على استاد هزاع بن زايد علاقة أخوية نموذجية وتاريخية ورائدة وملهمة ويلخصها التواصل التاريخى المتبادل بينهما، فمصر أول من دعم الإمارات عند تأسيسها ورسم هذه العلاقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكانت مصر أولى الدول التي أيدت بشكل مطلق إعلان دولة الإمارات، وساهم الشيخ زايد رحمه الله، بموقف تاريخى فى حرب أكتوبر، وكان السادات دائمًا يرى فى شخص الشيخ زايد الحليف الوفى، وعندما رحل الشيخ زايد عن دنيانا أوصى أولاده وأحفاده بمصر وكما قالت سعادة مريم خليفة الكعبى سفيرة الإمارات فى مصر فى الاحتفالية إن الراحل العظيم هو سر الحب بين مصر والإمارات ولهذا لم يجف نهر العطاء المتبادل والشراكة والتفهم والانسجام السياسى حتى صارت الإمارات الشقيقة أكبر سند استثمارى بمصر، ولا يزال نهر الخير يجرى بعد أن انتقل إلى جميع المجالات بعد قيام ثورة 30 يونيو ولا ينسى كل المصريين مواقف القيادة الإماراتية فى هذه الفترات الحاسمة من عمر الوطن ويكفى ترجمة هذا فى أن الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات قد زار مصر بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من 28 مرة وكان من أوائل الحضور فى احتفالات مصر القومية  وإطلاق المشروعات الكبيرة، كل هذه التفاصيل تعكس صلابة ومتانة وقوة العلاقات بين البلدين وهذا ما عبَّر عنه بوضوح وإبداع شعار الاحتفالية متمثلا فى الهرم الذي يحتضن الخطوط السبعة المكملة له والتي تمثل خريطة دولة الإمارات العربية ويمزج الشعار بذكاء الثقافتين ولذلك تبادل البلدان الطاقات الإيجابية عبر 50 عامًا باعتبار أن مصر فى نظر القيادة الإماراتية ركيزة للاستقرار السياسى والأمنى فى منطقة الشرق الأوسط «أمس واليوم وغدًا».