الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 /2.. مطربو المهرجانات وصراع على (البنجر)

كلمة و 1 /2.. مطربو المهرجانات وصراع على (البنجر)

 هل المشكلة فعلاً هى أغانى (المهرجانات) أَمْ أنّ المَزاج الفنى للجمهور المصرى تَغير، ولم يستطع عددٌ من الراسخين فى مجال الغناء التقاط (الشفرة) الجديدة، فلم يجدوا غير مُصادرة الآخرين، وسوف يظلون فى صراع أبدى؛ لأنهم لن يستطيعوا فى النهاية فرض وجهة نظرهم على الناس؟.



شاركت فى ندوة الأربعاء الماضى التى دعا إليها الفنان الشاعر الغنائى مصطفى كامل، وشارك فيها عدد من أصحاب الفكر فى مصرنا الغالية، تناولت الصراع الدائر حول مطربى المهرجانات وشرعية وجودهم، كان المسكوت عنه الذى لم يذكره أحد هو حق الإنسان فى أن يستمع إلى ما يريد، من دون وصاية من أحد.

بديهى من صلاحيات النقابة طبقًا للائحة التى تطبقها ألا تعتمد مطربى المهرجانات، كأعضاء عاملين ولكن من الممكن أن تطبق، عليهم قواعد الانتساب، وإذا أخطأ أحدهم فى استخدام لفظ جارح يعاقب عليه القانون، يُحَاسَب نقابيًا وأيضًا جنائيًا، ولكن ليس من حق النقابة، أن تطاردهم وتصدر قرارات، بعدم السماح لهم بالغناء، حتى فى الأفراح، وتتواصل مع (اليوتيوب) لكى تصادر أغانيهم، وتراسل النقابات العربية الفنية المماثلة خارج الحدود؛ لعدم استقبالهم وباءت كل المحاولات بالإخفاق؛ لأنهم يمارسون الغناء تحت مظلة حماية الجمهور.

هناك فارق بين أن تمنع فنانًا من عضوية النقابة، تملك أنت فرض قواعدها، وبين أن تعتبر هدفك الأساسى أن تحول بينه والناس، بالمناسبة عدد ممن يمارسون مهنة الصحافة غير مقيدين فى النقابة أضعاف المقيدين، ولم تمنع نقابة الصحفيين أحدًا من ممارسة المهنة وفى حالة المخالفة، يحاكمهم القانون الجنائى.

ما هو البديل الذى طرحته نقابة الموسيقيين إذن لملء الفراغ، المطربون المعتمدون فقَدَ جزءٌ منهم التواصُل مع الناس، ولا يمكن فرضهم لملء الفراغ، ستظل تلك المساحة شاغرة، كان ينبغى أن يصبح الحل ليس المنع، ولكن الدفع بمطربين ترى النقابة أنهم يشكلون المواصفات المطلوبة فى الغناء النموذجى.

الإذاعة المصرية كانت ولا تزال لا تعترف ببعض المطربين، ولا تضعهم على أثيرها، رغم أن الإذاعة الرسمية حتى نهايات القرن العشرين لم يكن لها بديل، إلا أن شريط الكاسيت لعب دوره، ووجدنا مثلاً أحمد عدوية يحقق الملايين فى أرقام البيع، «عدوية» لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه لم يُمنَع من الغناء خارج الإطار الرسمى للدولة.

صار الآن هو رائد الأغنية الشعبية كما ينبغى أن تكون، والكل عندما يثنى على فنان شعبى يعلن أنه يسير على خُطى عدوية.

الأحكام تظل نسبية مرتبطة بالزمن، وهو قادر على إسقاطها، الكثير من الأغانى وعدد من المطربين بين الحين والآخر تصادرهم الأجهزة الرسمية، ويظل لهم حضورهم فى الشارع.

ما أطلقنا عليه «أغانى مهرجانات» كانت بدايته فى عقد التسعينيات، من سكان الأماكن العشوائية، فاخترعوا كلمات جديدة على اللغة لتصبح بمثابة شفرة للتواصل، وبدأوا فى الغناء على هذا (الرّتم)، وجاء توصيفها (مهرجانات) لأن الكلمة تعنى فى العُرْف الشعبى البهجة، وانتقلت من دائرة محدودة لقطاع أوسع، ثم انتقلت من مصر للعالم العربى، وفى كل أفراح فنادق (7نجوم) صار الشباب لا يغنون إلا مهرجانات، والعُرْس لا يُعتبر عُرسًا إلا إذا أحياه مطرب مهرجانات، وانتشر موازيًا لذلك فى الشوارع (التوك توك) صارت لدينا ما يمكن أن نُطلق عليها ثقافة (التوك توك)، تابع ما يُكتب على خلفية تلك السيارات الصغيرة ستجد حكمة وأمثالاً شعبية، وأحيانًا سخرية من شىء ما، أو عتابًا على صديق، وتلك المفردات، هى ما حاول أن يلتقطها مثلاً عمرو دياب ويقدمها فى عدد من أغانيه.

مَن تغلق اليوم دونه الباب، سيأتى لك حتمًا فى الغد من الشباك، أعجب ما تردد فى الاجتماع هو أن هناك من يريد تغيير اسم (مهرجانات)، وكأن المشكلة فى الاسم، مثل تلك اللمحة التى رددها كاتبنا الكبير يوسف السباعى فى قصة (أم رتيبة)، عندما اعترض أهل العروس على اسم الطرشجى (على بنجر) الذى تَقدّم لخطبة ابنتهم، فأطلق على نفسه (سيد بنجر)!!