الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مناهج التعليم

مناهج التعليم

 العِلْمُ نورٌ بين أيدى المَرء فى كل المَطالب



فى العِلم توسيع لأبواب التجارة والمكاسب

يا قوم إن العِلم بالإجماع محمود العواقب

يا قوم إن العِلم ثم العِلم ثم العِلم واجب

الأبيات السابقة المنسوبة لشاعر هو «جميل صدقى الزهاوى»، التى تضمنها مقال الشاعر الكبير «أحمد عبدالمعطى حجازى» فى إطار حديثه عن الجهة التعليمية المسئولة عن وضع المناهج الدراسية والنصوص الشعرية لمرحلتى الإعدادية والثانوية، ويدلل من خلالها على الإخفاق المُزرى لتلك اللجان التى اختارت هذه النصوص ولم تحسن الاختيار ويستنكر أن يكون هذا النثر الركيك شعرًا.. نعم هو موزون مُقفّى مثل «ألفية ابن مالك».. لكن ألفية ابن مالك علمٌ صحيحٌ وليس شعرًا أمّا أبيات «الزهاوى» هذه فلا هى علم ولا هى شعر.. ولم يزد فيها حرفًا عمّا ينصح به الأطفال الصغار الذين يتعلمون الجمع والطرح.

مثال آخر أضيفه إلى ما عرضه الأستاذ «عبدالمعطى حجازى» عن ذلك الشعر الساذج عن مُعَلقة شعرية كتبها «عمرو بن كلثوم» ويدرسها الطلاب فى المَرحلة الثانوية، ومناسبة النص- كما أورده الكتاب المقرر- أن مَلك الحيرة طرَح سؤالًا على بعض من حاشيته، هو: هل هناك امرأة تأنف من خدمة أمّى؟!.. فقال له أحدهم: نعم.. إنها «ليلى بنت المهلهل» أمّ عمرو بن كلثوم الشاعر، فقرر الملك أن يقيم مأدبة عامرة فى قصره يدعو إليها الشاعر وأمَّه وأوعز لأمّه أن تطلب من «ليلى» أن تناولها طبقًا من الطعام بعيدًا عنها فما كان من «ليلى» إلا أن أجابتها فى اعتداد وترفُّع: «فلتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها».. فلما كررت الأم الطلب آمرة بحدّة.. حتى صاحت «ليلى» صيحة مدوّيّة: «وا ذُلاه».. فما كان من «عمرو» أن انتفض فى غضب جامح واندفع إلى المَلك مشهرًا سيفه وأطاح برقبته وأسقطه مُضرجًا فى دمائه وأسرع واصطحب أمَّه وامتطى جواده وانطلق إلى داره ليكتب مُعَلقته الدامية التى يزهو فيها ببسالته ونخوته دفاعًا عن كرامة والدته.. والمدهش فى الأمر أن يذكر الأستاذ المسئول عن اختيار النصوص المقررة فى تقديمه للقصيدة أنها كتبت فى غرض دفاع هذا «الداعشى» الآثم عن شجاعته وعزة نفسه الأبيّة التى تنتصر فى إباء وشمم لكرامة العرب.

فأى دعوة إرهابية وإجرامًا عتيدًا وتطرفًا ذميمًا وعدوانًا بغيضًا وانحطاطًا خُلقيًا نصدّره لأولادنا من خلال تلك النصوص المتخلفة!

ويطرح شاعرنا الكبير «عبدالمعطى حجازى» عن الشروط التى التزمتها وزارة التربية والتعليم فى اختيارها أعضاء اللجنة التى قامت باختيار هذه النصوص لنطمئن على مستقبل الشعر من ناحية وعلى مستقبل أبنائنا وعلى ما توفره لهم من المناهج الدراسية من زاد يضمن لهم مستقبلًا وحياة سعيدة.

وأتساءل أنا بدورى: لماذا تقتصر الوزارة بموجّهيها ومفتشيها وقياداتها التعليمية من موظفى الوزارة ولا تستعين بشعراء وأدباء ونقاد.. ومفكرين فى وضع تلك المناهج؟!