الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة  و 1 / 2.. المايسترو يحيى الفخرانى يقود مهرجان القاهرة للدراما

كلمة و 1 / 2.. المايسترو يحيى الفخرانى يقود مهرجان القاهرة للدراما

من المؤكد أن طموح يحيى الفخرانى لا يعرف سَقفًا، كفنان مبدع، ولكنّى أتحدّث هنا عن الوجه الآخر للفخرانى رئيس مهرجان القاهرة للدراما الذي أعلنت نتائجه الأربعاء الماضى، النسخة القادمة من المهرجان ستشهد ولا شك قفزة أبعد؛ لأنه أعلن على المَلأ أن هذه هى النسخة (الزيرو)، والطموح أن نقدّم مهرجانًا له أيضًا بُعده العربى، تواجُد يحيى الفخرانى منح خشبة مسرح المنارة وهجًا خاصًا، وأكد مصداقية المهرجان، الذي قطعًا سيخطو خطوات للأمام .



تعوّدنا أن نهتف للزعماء، الفنان هو الوحيد الذي لا يمكن أن يشترى هتاف الجماهير، فهم يصوّتون لاسْمه من خلال قنوات لا يمس نزاهتها أى لمحة شك، وهكذا تهتف له القلوب قبل الحناجر «يحيا يحيى»!

غياب «الفخرانى» فى رمضان يشبه كتم صوت  المدفع وإطفاء نور فانوس رمضان وتحطيم طبلة المسحراتى.

حاولت أن أتأمل حكاية هذا الفنان الاستثنائى فوجدت أن الإصرار على عبور الذرى التي يصل إليها هو سرّه الحقيقى .. إنه ينسى النجاح مَهما بلغت درجته. يعتقد البعض أن الفشل هو العدو الأكبر للفنان، ولكن الحقيقة أن النجاح فى أحيان كثيرة يصبح هو العدو الأشد ضراوة وفتكًا. البعض قد يتوقف أمام نجاحه فى حالة أقرب إلى النرجسية ينظر إلى مرآته الفنية ويتغزل فى الدور الذي لعبه وفى النجاح الذي انتقل به إلى قلوب الناس؛ حيث يتحول النجاح الطاغى إلى لقطة من كاميرا فوتوغرافية تُطيل النظر إليها، لقطة ثابتة تمسكها بيدك وتعصرها فى نشوة.. إن هذا هو النجاح القاتل؛ لأنه يضع نهاية للطموح، أمّا «يحيى الفخرانى» فلا توجد لديه لقطات ثابتة ولا كاميرا فوتوغرافية.. اللقطات الفنية التي تمر به لا تعرف الثبات.. لقطاته تتحرك سريعًا 24 كادرًا فى الثانية بالضبط وكأنها شريط سينمائى لا تستطيع أن توقفه.. وهكذا فى كل مسلسل تليفزيونى لا يسكره النجاح؛ بل يُحَرّك بداخله على الفور غُدة الإبداع، حيث إنه قادر على أن يطوى الصفحة سريعًا ليعيش مع اللحظة الحاضرة فى تجربة قادمة يتحدى بها نجاحه ونفسه ليدخل فى مغامرة جديدة!

«سليم البدرى»، «ربيع الحسينى»، «سيد أوبرا»، «جابر مأمون نصار»، «رحيم المنشاوى»، «عباس الأبيض»، « حمادة عزّو»، «شيخ العرب همام» و«الخواجة عبدالقادر» و«الباسل»  و«نجيب زاهى زركش».. وغيرها وغيرها..

كل هذه شخصيات انتقلت من الشاشة الصغيرة لتعيش معنا باعتبارها بَشرًا من لحم ودم، ونشعر بها وكأننا سبَق أن التقيناها وعايشناها ثم يمر زمن وهى لم تغادرنا رغم أنها غادرت صاحبها؛ لأنه يعيش حالة أخرى بكل الصدق فلا يتبقى شىءٌ منها فى دمائه ولا بقايا فى فكرة تخونه مع شخصية سابقة، لقد طوى هذه الصفحة التي كتبها بإحساسه ودمائه ليكتب صفحة جديدة.

«الفخرانى» مع نقيب الممثلين أشرف زكى، اجتمعا فور نهاية حفل المهرجان؛ لكى يضعا الخطوط العريضة للدورة القادمة، التي ستشهد تواجدًا عربيًا، ولن تقتصر فقط على دراما رمضان وستصبح إطلالة على الدراما فى العالم العربى، أنتظر فعلاً أن يعود مهرجان القاهرة للدراما وتعود أيامنا التي لا تنسى معه، بقيادة ( المايسترو) يحيى الفخرانى!