الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«الاستحواذ».. «الاستحواذ»

«الاستحواذ».. «الاستحواذ»

يحتوى القاموسُ الكروى المُعاصر على مجموعة كبيرة من المصطلحات والتعبيرات والأكلاشيهات والمُسَلّمات والتعريفات والافتكاسات والتوصيفات وخلاصة الخلاصة فيما توصَّل إليه المُعلقون الذين يقومون بإذاعة مباريات كرة القدم أو الجهابذة الذين يحللون أداء اللاعبين ويتبادلون الآراء العاصفة فى الاستوديوهات.. ويشتبكون ويختلفون ويتفقون فى حوارات ساخنة متحذلقة يغلب عليها التحيز المعيب والانتماءات العنصرية السخيفة.. والمدهش فى الأمر أنهم جميعًا استقروا بيقين مطلق وثقة دامغة على تشبيهات يكررونها بحماس بغبغائى مدهش.. والأمثلة على ذلك كثيرة؛ فهم حينما يُعبّرون عن تفوُّق لاعب أو لاعبين أو فريق بأكمله يؤكدون أنهم «رجالة» وكأنما السائد أن يكونوا من جنس آخر.. وهم يجمعون أيضًا على وصف اللاعب الذى يجيد اللعب بأنه «فايق انهاردة» وكأنه من المفترض أن يكون «مسطولًا» أو يصفون أداء فريق بعينه بتميزه «بالشراسة» دون أن يدركوا أن صفة الشراسة غير ملائمة للتعبير عن الأداء «الجيد» أو «التميز» أو «المهارة» بل هى صفة تعنى لغويًا العدوان والسلوك الذميم والكريه والذى لا يتناسب مع الروح الرياضية.. وهم يتبارون فى التشدق والتباهى بأن المقياس الأمثل لجودة أداء فريق فى مواجهة فريق آخر بمقدار استحواذه على الكرة.. والحقيقة الدامغة أن نسبة الاستحواذ الأكثر عددًا لا تعنى دائمًا تحقيق الانتصارات التى يفوز بموجبها خصم ضد آخر.. إنما المعيار المنطقى السليم يعتمد على فاعلية الأداء الهجومى ومدى خطورة المهاجمين فى صُنع الفرص.. وتسجيل الأهداف وتناسُق الخطوط والقدرة على تنفيذ الخطة التى وضعها المدرب.. كما أنهم يتشدقون بعبارة قاطعة باترة حاسمة أن الفريق الفلانى لم يعد يعنيه حلاوة وجمال الأداء وجودته بل خطف الأهداف التى يفوز بموجبها والبديهى بالطبع أن الأهداف تتحقق بفضل الأداء الجيد ومهارات اللاعبين.



ناهيك عن الأخطاء الفادحة الفاحشة فى أبجديات اللغة العربية التى من المفروض إلا يقع فيها طلبة المَرحلة الابتدائية.. إن لغتنا الجميلة تئن وتبكى وتنتحب من فرط الاعتداء السافر عليها.. فالمُعلقون ينصبون المبتدأ ويجرون المفعول به.. والمراسلون الذين يستعين بهم مقدمو البرامج الرياضية لإلقاء التقارير ينطقون «القاف» «كاف» و«الثاء» «صاد».. ومع ذلك فإن مقدم البرنامج يثنى عليهم بانبهار ويشكرهم جزيل الشكر ويصف المراسل منهم بـ«المتألق» 

ولله فى خلقه شئون!!.