السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مدرسة الكاريكاتير.. عبدالسميع صاحب الريشة المقاتلة

كان الكاريكاتير قبل عبدالسميع شيئًا وبعده أصبح شيئًا آخر، فهو أول رسام كاريكاتير فى تاريخ الصحافة المصرية يفكر لنفسه، حيث كان رئيس التحرير هو الذى يقوم بإمداد الرسام بالأفكار لينفذها، وهو ما اتبعه الأستاذ محمد التابعى مع صاروخان ورخا على صفحات مجلة روزاليوسف حتى جاء عبدالسميع عبدالله (1916-1986) ليؤسس مدرسة جديدة فى تاريخ الكاريكاتير المصرى يقوم فيها رسام الكاريكاتير بتنفيذ أفكاره (التوحد بين الرسام والفكرة).



 

بعد رحيل صاروخان ورخا إلى جريدة الأخبار طلب الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس من عبدالسميع الرسم لروزاليوسف، وبدأ ظهوره على غلاف المجلة عام 1946، وحاز على إعجاب الجميع وتألق بشكل لافت حتى أصبح عمودًا أساسيًا فى روزاليوسف وأصبح نجمها، ورسومه هى الأكثر تأثيرًا وشعبية، رسوم تحريضية تقود الرأى العام وتؤثر فى الناس وتعبر عنهم وكأنه زعيم شعبى.

كانت رسوم عبدالسميع تهاجم الفساد السياسى قبل ثورة يوليو، كما انتقدت الثورة أيضًا فى بعض المواضع وهاجم الفنان الكبير الإخوان المسلمين بقوة بعد الثورة وتم تهديده بالقتل حتى تم تعيين حراسة له.

كان عبدالسميع ملتزمًا بخط سياسى واضح ويرسم بحس وطنى عالٍ، حيث اشترك الفنان الكبير فى الحملات السياسية الشهيرة لروزاليوسف قبل ثورة يوليو ضد الأسلحة الفاسدة والأحزاب والإنجليز والفساد السياسى بشكل عام، وظهر هذا فى أغلب أغلفة روزاليوسف، حيث كان يقوم برسم غلاف المجلة المطبوع باللونين الأحمر والأسود، ليلحق به بعد ذلك فى رسم الغلاف جورج البهجورى وإيهاب شاكر وصلاح جاهين وحجازى وبهجت عثمان ورجائى ونيس ومحيى اللباد.

يعد عبدالسميع ثالث أهم رسام كاريكاتير فى تاريخ روزاليوسف بعد صاروخان ورخا، فبعد رحيلهما إلى أخبار اليوم تصدر هو المشهد فى روزاليوسف وخاض معاركها الشرسة  وحملاتها السياسية الشهيرة واستكمل رسم شخصية المصرى أفندى التى كان يرسمها صاروخان ثم رخا، وهى أشهر شخصية كاريكاتيرية مصرية والتى كانت تعبر عن نبض الشارع المصرى،  ثم ابتكر شخصيات كاريكاتيرية جديدة أضافت لتاريخ الكاريكاتير المصرى مثل شخصية الشيخ متلوف الشهيرة.

تميزت رسوم الفنان الكبير بقوة الأفكار وجرأتها نظرًا لسخونة الأحداث وطبيعة الحياة السياسية فى مصر فى ذلك الوقت، أيضًا شخصياته التى تشعر بحركتها وحيويتها داخل اللوحة الكاريكاتيرية وخطوطه القوية التى تدب فيها الحركة والحياة، ورغم تأثره بالفنان صاروخان فى البداية فإنه غيّر أسلوبه وإمضاءه أكثر من مرة خلال مسيرته الصحفية ومشواره الفنى المتميز الذى امتد لأكثر من 40 عامًا، ويكاد يكون هو الوحيد الذى امتلك جرأة التغيير والتطور خمس مرات متتالية فى مسيرته التى تستحق التأمل والتقدير.