الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجانب الصينى شعر بامتنان كبير لمشاركة رئيس مصر فى حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين سفير مصر فى  بكين: العلاقات المصرية الصينية فى تنامٍ وازدهار

حققت العلاقة بين مصر والصين فى السنوات الأخيرة تطورًا سريعًا فى العديد من المجالات، وتبادل رئيسا الدولتين الزيارات بشكل متكرر، وتجلى عمق العلاقات بين البلدين خلال ظهور وباء كورونا المستجد، حيث ساعدت مصر والصين بعضهما البعض ودعمت بعضهما البعض خلال تلك الأزمة، كما أن مصر والصين تعززان بشكل مشترك الشراكة الاستراتيجية الشاملة فيما بينهما إلى أعلى مستوى، وتعزيز الصلة بين «رؤية مصر 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية، ودعم مشاريع علمية وتكنولوجية وتبادل طلابى مشترك.



خلال مقابلة حصرية أجرتها مجلة روزاليوسف معه، قبل عودته إلى القاهرة قريبًا، بعد أن جرى تعيينه سفيرًا من الفئة الممتازة بديوان عام وزارة الخارجية، بموجب القرار الجمهورى رقم 196 لسنة 2022، الصادر فى 18 مايو الماضى هنأ الدكتور محمد عبدالستار البدرى، السفير فوق العادة، المفوض لدى حكومة جمهورية الصين الشعبية، غير المقيم لدى حكومة منغوليا؛ القيادة المصرية والشعب المصرى بالذكرى السبعين لثورة يوليو، مؤكدًا على أن السفارة المصرية ببكين هى امتداد لما يحدث فى مصر من تطور وتنمية فى السنوات الأخيرة. 

كما استعرض السفير المصرى لدى بكين؛ مراحل تطور العلاقات المصرية الصينية وصولًا إلى الانطلاقة الحالية المدعومة من الرئيسين عبدالفتاح السيسى وشى جين بينغ، والتى تمت ترجمتها فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأكد أن العلاقات بين البلدين تُعد نموذجًا يُحتذى به فى الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، واحترام المبادئ الراسخة للعلاقات الدولية. كما تناول أوجه التعاون بين الجانبين فى مختلف المجالات، وعلى رأسها التصنيع المشترك للقاحات المضادة لفيروس كورونا، وتنفيذ حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة.

قال د. محمد البدرى، إن العلاقات المصرية الصينية فى تنام وازدهار، لاسيما العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية وفى كافة المناحى الأخرى، كما أن الصين تساهم  وبقوة فى دعم المشروع الوطنى القومى المصرى الكبير للنهضة الذى نشاهده الآن فى مصر وحاز على إعجاب الجميع. 

وحول التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين، قال د.البدرى: لا أحد يأتى ليضخ استثمارات أو يعمل فى بلد ما إلا إذا كان لديه شعور داخلى مستندًا إلى أرقام وحقائق بأن هذه الدولة تسير فى الطريق الصحيح؛ وهذا فى الحقيقة ما نلمسه فى مجتمع الأعمال الصينى، وبالفعل فقد زاد التبادل التجارى بين البلدين، وإن كان الميزان التجارى يميل بشدة لصالح الصين فهذا أمر مفهوم إنما لا بد من السعى لمعالجته. 

وأضاف: كان لدينا أمل أن تستطيع السياحة خلق هذا التوازن ولكن فى ظل أزمة كوفيد - 19؛ التى نعايشها والإجراءات الاحترازية المشددة فى الصين أدى ذلك إلى ندرة الحركة السياحية الصينية إلى مصر والتى كانت قد وصلت فى مرحلة من المراحل إلى قرابة الـ200 مليون قبل تلك الظروف.

وأوضح السفير المصرى بأن العلاقات المصرية الصينية  تسير على أحسن ما يرام، قائلًا: العلاقات بين البلدين تسير بشكل جيد، ونسعى إلى جذب الاستثمارات الصينية إلى مصر، وبالفعل هناك العديد من الشركات الصينية التى تعمل فى مصر على سبيل المثال فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وأيضًا هناك شركة «تيدا» التى تدير مجمعًا للصناعات، حيث تذهب الشركات الصينية التى تريد الاستثمار إلى هناك. 

وحول التطور الملحوظ للعلاقات الراهنة بين الصين ومصر، وعلاقات الصداقة بين قيادتى البلدين قال د.البدرى: بالتأكيد العلاقة بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيد الرئيس شى جين بينغ هى التى وضعت الإطار للعلاقة التى نحن بصددها الآن بين مصر والصين. فمنذ عام 2014 دخلت هذه العلاقة بسبب الرؤية المشتركة والصداقة التى نشأت بين الرئيسين السيسى وشى جين بينغ، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. 

وقد عكست التهنئة التى أرسلها الرئيس شى جين بينغ إلى الرئيس السيسى بمناسبة الذكرى السبعين لثورة 23 يوليو تقديره للسيد الرئيس ولمصر  كلها.

كما ينظر الجانب الصينى أيضًا بكل امتنان لمشاركة رئيس مصر فى حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين؛ حيث جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين فى الرابع من فبراير من العام الجارى وكان لتلك المشاركة وقع شديد جدًا على الجانب الصينى وأثر طيب للغاية على العلاقات بين البلدين.

وتعقيبًا على الدور العظيم الذى قامت به السفارة المصرية ببكين تحت قيادته فى بداية وذروة انتشار جائحة كوفيد- 19 فى الصين؛ حيث كان للسفارة  جهد ودور كبير لن ينساه المصريون فيما يتعلق بمساعدة وإجلاء المصريين من  مدينة ووهان الصينية، أكد سفير  مصر فى العاصمة الصينية أن السفارة المصرية ببكين ما هى إلا امتداد للدولة المصرية وهى فرع من فروعها خارج القطر المصرى. 

وقال البدرى: نحن لم نبتدع سياسة ولم نبتدع دورًا، ولكن قمنا بما هو منوط بنا، مشيرًا إلى أن جائحة كوفيد - 19 المستجد كانت ظرفًا جديدًا طارئًا بالنسبة للعمل الدبلوماسى، وكان كل ما يشغل السفارة هو كيف ستتعامل مع هذه الظروف الاستثنائية والقيام بالدور المنوط بها على أكمل وجه ودون أى تقصير.

وأضاف : ولكن الحمد لله استطعنا بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ والمتابعة الحثيثة من دولة رئيس الوزراء وكذلك المتابعة الآنية من السيد السفير سامح شكرى وزير الخارجية بالقيام بعملية إجلاء المواطنين المصريين من ووهان، وكانت عملية صعبة جدًا، لأننا كنا ندير ذلك عن بعد وفى ظل ظروف كان العالم كله لديه اعتقاد شبه تام بأن فيروس كورونا المستجد هو الطاعون الذى أصاب أوروبا فى القرن الرابع عشر. 

وشدد د. البدرى بأن الدور الذى قامت به السفارة المصرية مع بداية تفشى الوباء فى الصين لم يكن ليحدث لولا فكر الدولة المصرية، وأن دور السفارة المصرية ببكين هو فى الأساس امتداد لدور البلد. 

وأردف: بعد عملية إجلاء المصريين من ووهان، دخلنا فى مرحلة توفير اللقاحات، وقال مستطردًا:  وهنا أحب أن أؤكد على أن الصين كانت أول دولة قدمت بكميات كبيرة مساعدات لمصر من اللقاحات؛ ثم بعد ذلك دخلنا مرحلة المشتريات الخاصة بالكوفيد-91  وبطبيعة الحال كان للسفارة دور فى هذا الشأن. وفى تلك المهمة عملنا جميعًا كخلية نحل لإنجاز المهمة المتعلقة بإرسال اللقاحات إلى مصر. 

لم يكن هناك فرق بين وزارة الخارجية أو الدفاع أو الصحة أو هيئة الشراء الموحد، فقد قمنا جميعًا بالعمل كفريق واحد نساعد بعضنا البعض، لأن الهدف كان هو أن نسعى جاهدين لتسليم اللقاحات فى أسرع وقت ممكن، وبالطبع كان هناك تكليفات مباشرة قبلها من أجل توفير المعدات الطبية فى فترة كانت تتسم بالصعوبة البالغة فقد كانت هناك بعض التحديات ولكن الحمد لله بفضل الدعم الذى وجدناه من الجانب الصينى بالإضافة إلى الاهتمام المكثف من المسئولين فى مصر ومعاونة الزملاء أعضاء السفارة تمكنا من العمل كفريق وتوفير جسر جوى من المشتريات (مستلزمات ومعدات طبية) إلى مصر وأبرزها أجهزة تنفس صناعى وأجهزة وقائية.

وبالفعل نجحت مهمتنا واستطعنا أن نكون أداة من أدوات الدولة فى إنجاز هذا العمل. 

وهذا ما جعل كل مصرى هنا فى الصين يشعر بفخر كبير ببلاده؛ سواء فيما يتعلق بتخطى هذه الأزمات أو لما تشهده مصر من تطور ملحوظ وتنمية خلال السنوات الأخيرة.