الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الساحر فيريرا

الساحر فيريرا

مكاسب بالجملة حققها الزمالك محطما نظريات قديمة وتطبيقات حديثة معمول بها فى علم الكرة، لكنه أثبت بطلانها فى الموسم الكروى 20/21 فى ظل تولى إدارات «دليفرى» حتى عاد المجلس الشرعى ووقف قيد لاعبين واستمرار تمرد النجوم الأبرز «بعد فوزه بكأس مصر الأسبوع الماضى ليجمع بين بطولتى الدورى والكأس فى أطول موسم كروى ليس فى تاريخ مصر بل فى تاريخ مسابقات الكرة الأرضية نفسها».



الزمالك بشبابه وقوته الاحتياطية فى موسم 2022 فى طريقه لتحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق إذا استمرت صحوتة فى المباريات السبعة القادمة ليحتفظ بالدورى للعام الثانى على التوالى وهذه المرة كلمة السر البرتغالى والساحر المخضرم «مانويل جوسفالدو فيريرا» (76عاما) الذى تولى المهمة قبل 4 أشهر مضت فى ولاية ثانية ويثبت فى كل مباراة أن العمر ليس مجرد رقم بعد أن تسلم الفريق وهو فى حالة انهيار تام على أثر خروجه من دورى المجموعات الإفريقى فى بطولة الأندية الأبطال محققًا أسوأ النتائج.

الساحر فيريرا واجه أول عقبة بعدما اكتشف غياب من قادهم فى ولايته الأولى حقق معهم بطولتى الدورى والكأس عام 2014 باستثناء اسمين فقط أولهما الحارس محمد أبو جبل الذى كان له الفضل فى إطلاق لقب جابسكى عليه وطارق حامد الذى كان حبيس دكة الاحتياطى فى عهده، وعلم أنه من ركائز الفريق بينما الأول كان حديث القارة الإفريقية مع منتخب مصر وعندما عقد العزم على الاعتماد عليهما فوجئ بتمردهما وخروجهما بالتالى «عن طوعه» بينما المحترفون خارج الخدمة وهم سيسيه والمثلوثى وأوناجم والجزيرى وخامسهم بن شرقى قد فقد تركيزه لرغبته فى الاحتراف وترك الفريق قبل انتهاء الموسم ولم يجد فيريرا حلاً إلا الاستسلام للواقع وتدريجيا ساهم فى استعادة ثلاثة منهم وهم «المثلوثى والجزيرى وبن شرقى» لمستواهم واكتشاف مواهب شابة وتحت السن لاستكمال الموسم والاعتماد على زيزو وعاشور والونش وفتوح كأعمدة أساسية وراهن بهم وكسب الرهان المستحيل ليفوز ببطولة كأس مصر وينتصر على الأهلى بعد بروفة ناجحة انتهت بالتعادل فى الدورى وكان الزمالك الأقرب للفوز ،ومازال يحافظ بهم على صدارة الدورى حتى الآن مع فاصل من الأداء المتزن والجميل وافتتاح مدرسة الفن واللعب والهندسة من جديد.

عبقرية فيريرا إلى جانب قوة شخصيته أنه يجيد تنويع خططه وطرق اللعب وفقا للفريق المنافس ومستوى لاعبيه ولا يتأثر بغياب أى نجم سواء لظروف الإصابة أو الإنذارات أو التمرد ولهذا تفوق على الجميع خصوصا بعد أن ابتعدت الإدارة برئاسة مرتضى منصور عن التدخل وترك الرجل يعمل فى هدوء بل وتهيئة المناخ المناسب لنجاحه وبحلقة وصل متمكنة وعاشقة وهو أمير مرتضى وهذا ما كان يفتقده الزمالك فى الفترات الماضية.

مكاسب (الزمالك-فيريرا) بعد فوزه على الأهلى ليس فقط بطولة كأس مصر للمرة الـ28 فى تاريخه وعودة الاتزان والانضباط والعدالة الكروية، بل وضع ثوابت وركائز جيل جديد للزمالك لمدة 10 أعوام قادمة من أبناء النادى اعتقد الجميع أن بعضهم يلعب بالواسطة فى مقدمتهم سيف فاروق جعفر ويوسف أسامة نبيه ومعهما تحت التجهيز آدهم محمود الخواجة والمحترف على سبيل الإعارة أحمد نادر السيد الذى من الوارد قطع إعارته.. هذه المواهب الشابة ستكون هى القوام الأساسى للنادى فى الفترة القادمة مع زملائهم سيد نيمار وحسام عبد المجيد ومحمد طارق وحارسى المرمى السيد عطية ومحمد نديم وماجد هانى وحاتم سكر ومحمد بيسو وايشو والأخير موهبة تنتظر موعد الإطلاق. كل هذه الأسماء الشابة مع أحمد سيد زيزو وإمام عاشور وأحمد فتوح مع العائدين من الإعارة مثل حمدى علاء ومروان حمدى وما تبقى من عناصر الخبرة هم مستقبل الزمالك فى العشر سنوات القادمة، والذى فى مقدوره تحديد نسل شراء نجوم جديدة والاعتماد على هذه الأسماء فقط، بعد فتح باب القيد والذى كان غلقه تطبيقا للمثل الشهير «رب ضارة نافعة» وفى أضيق الحدود شراء 3 نجوم سوبر من إفريقيا وبعيدا عن مزايدات أبرز نجوم هذا الدورى والذين تدور حولهم الأقاويل وسيلعبون فى النهاية لمن يدفع أكثر.

 



 

الشواهد تقول إن الدورى مازال فى الملعب مع تساوى حظوظ الفرق المتنافسة الثلاثة الأهلى الذى دفع فاتورة إجهاد نجومه وتوالى البطولات لكنه استعاد توازنه سريعًا، وبيراميدز الذى يحلم بكتابة التاريخ والزمالك المتصدر والذى يقدم عروضا استثنائية مع البروفسير والساحر فيريرا الذى قهر قوانين الجاذبية الكروية، وكل السيناريوهات واردة فى مسابقة دورى هذا العام.