الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. تامر حسنى فنان من زمن (الفهلوة)!

كلمة و 1 / 2.. تامر حسنى فنان من زمن (الفهلوة)!

عندما شاهَدَ المُخرجُ عاطف سالم عام 1954 المطربَ الصاعدَ عبدالحليم حافظ فى بداية المشوار، أراد فقط أن يتح له فرصة الغناء فى (تتر) فيلمه (الفجر)، اعترضت المنتجة مارى كوينى وكان رأيُها أن وجهه ليس (فوتوچينيك)- لا يصلح للكاميرا-، وانكسر حلمه، إلا أن عاطف سالم أبقى على صوته فقط فى (التتر)، حتى جاءت له الفرصة مع المخرج حلمى حليم فى فيلم (أيامنا الحلوة) وبَعدها المخرج إبراهيم عمارة فى (لحن الوفاء)، وعُرض الفيلم الثانى قبل الأول، فأصبح من الناحية القانونية هو فيلمه الأول، ارتفع أجره من فيلم إلى آخر، ولكن لم ترتفع سطوته فى الاستوديو، فكان ينتظر دائمًا تعليمات المخرج مثل هنرى بركات (بنات اليوم) أو عز الدين ذوالفقار (شارع الحب)، أو عاطف سالم (يوم من عمرى)، ثم بدأ رحلة الإنتاج فى خطوة مهمة بعد أن حقق رسوخًا فنيًا لا يمكن إنكاره، وصارت شركات الإنتاج تتهافت عليه، فقرر فى خطوة مصيرية، أن ينضم إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومعهما مدير التصوير وحيد فريد فى كيان إنتاجى، أطلقوا عليه (صوت الفن) ينتج أفلامًا وأيضًا يطبع الاسطوانات، وذلك قبل عصر (الكاسيت).



الإنتاج مكّن «عبدالحليم» من تقديم أفلام مثل: (الخطايا) حسن الإمام وصولاً لآخر أفلامه (أبى فوق الشجرة) حسين كمال، أقصى ما كان يفعله عبدالحليم أنه يرشح المخرج، ولم يكن الأمْرُ عشوائيًا؛ بل بناءً على دراسة وبحث.. هكذا شاهد للمخرج حسين كمال «أوبريت» تليفزيونيًا اسمه (الدندرمة) وجد أن لديه إحساسًا بالنغمة والحركة، ورُغْمَ اعتراض مدير الشركة والمستشار القانونى مجدى العمروسى؛ فإن أفلام حسين كمال لا تحقق إيرادات؛ حيث عُرض له قبلها (المستحيل)، ثم (شىء من الخوف)، فإن عبدالحليم دافع عن اختياره وأقنع أيضًا شريكه عبدالوهاب.. وهكذا صار ( أبى فوق الشجرة) واحدًا من أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية.

«عبدالحليم» هو المنتج وهو الذى رشح حسين كمال إلا أنه لم يكن يجرؤ على أن يفرض إرادته على المخرج، حتى إنهما فى الأسبوع الأخير للفيلم، تخاصما داخل (اللوكيشن) وظلت كلمة المخرج حسين كمال هى العليا.

أقصى ما كان يفعله عبدالحليم، أنه يرشح الشعراء والملحنين، ويدلى برأيه فيمن يشاركونه البطولة.

«عبدالحليم» لم يجرؤ حتى على التلحين لنفسه، رُغْمَ أنه دارس موسيقى ويجيد العزف ويشعر قَطعًا بالنغمة الحلوة، ولكنه لم يجرؤ أن يُمسك بالعود ويلحن، بينما حفيده تامر حسنى يفعلها ببساطة، ولم يكتفِ بهذا القدر؛ بل يكتب ويخرج ويضع الموسيقى التصويرية، يمارس كل ما يعنّ له، متى تعلم الإخراج وقبلها الكتابة، وكيف يجرؤ على تأليف الموسيقى التصويرية.. المخرج يجب أن يلم بكل تفاصيل التصوير والإضاءة والمونتاج وحركة الكاميرا وأنواع العدسات، وكيف يوجّه الممثلين وغيرها.. لقد درس محمود مرسى الإخراج فى فرنسا، وعاد لمصر ولم يجرؤ أن يُخرج، ودرس حسين فهمى الإخراج فى أمريكا وأيضًا لم يجرؤ أن يمارس الإخراج.

تامر حسنى يفعل ما يعنّ له، بعد أن حسبها على هذا النحو، ما دام هناك إيراد يحققه الفيلم فى الداخل والخارج، لن تستطيع أى قوة إيقافه، وأتصور أنه طبقًا لتركيبة تامر حسنى سوف يستمر فى تقديم أفلامه على هذا النحو، لا يعنيه سوى أنه يحصد أموالاً من الداخل والخارج، وهى أفلام ستتبخر سريعًا من الذاكرة.

ولكن عليك ألا تنسَى أننا نعيش فى زمن (الفهلوة) وتامر حسنى هو الألفة بين الفهلوية!