السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. (نميمة) ما قبل الليل!!

كلمة و 1 / 2.. (نميمة) ما قبل الليل!!

من البديهى أن نتابع بين الحين والآخر فنانًا يهاجم زميله، أو فنانة تنال من منافسة لها، أو مخرج  فاته قطار الإبداع فأصبح لا يتوقف على صفحته الإليكترونية، من النيل من مخرج حقق فيلمه أرقامًا فى شباك التذاكر، أعادت الحياة للسينما المصرية، ما استوقفنى فى الحقيقة، أن أجد أكثر من نجم ونجمة يبدأ فى نشر مشكلة عائلية، بينه وأقرب الناس إليه، (زوج أو أب أو أم)، وبالطبع تتهافت الملايين على المتابعة.



 صار الهم الأساسى لعدد من النجوم أن تشهد لصالحهم (السوشيال ميديا)، لا يعنيهم مستوى الأغنية أو المسلسل أو الفيلم، انحياز الرأى العام هو الهدف، والذي من الممكن أن يعلن رأيه من خلال عدد (اللايكات)، التي يتم تجميعها، سواء جاءت معبرة عن الحقيقة، أو عن طريق توجيه الجيوش الإليكترونية، الأغلبية من الفنانين لا تعنيهم الوسيلة، المهم الوصول إلى النتيجة، (التريند) هو الهدف، ليصبحوا جميعًا ( نمبروان).

كل هذا وغيره قطعًا لا أقره، إلا أننى فى نفس الوقت أتفهم دوافعه، ولكن أن تُصبح الحياة الخاصة للفنان هى المادة التي يستيقظ عليها الجمهور وينام أيضًا عليها، ولا يهدأ له جفن أو يخلد للنوم إلا بعد الحصول على الجرعة الثانية وربما أيضًا الثالثة المعززة، على طريقة التعاطى مع الأمصال، فى هذه الحالة تتحول إلى حالة مرضية، تستحق أن يتدخل فى رصدها وعلاجها، علماء الطب النفسى والاجتماعي.

 صارت خلافات الفنانين بعضهم البعض، بل وحتى الصراعات العائلية لها مساحة معتبرة فى الوسائط الاجتماعية، رغم أن الفنان كثيرًا ما يعتب على الإعلام، بسبب التدخل السافر فى حياته الشخصية، ويصفها بصحافة (الباباراتزي)، التي تعيش على فضائح الفنانين والشخصيات العامة، وفى العادة يتسللون بالكاميرا من الشباك لأن الأبواب موصدة أمامهم، فيلجأون لطرق ملتوية لاقتناص الخبر، حتى لو كان فى غرف نوم المشاهير، لقد عانت حتى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منهم، عندما التقطوا لها قبل تسع سنوات صور بـ( المايوه)، وهى تستجم على أحد الشواطئ الإيطالية، كثيرًا ما أُقيمت دعاوى قضائية ضد هؤلاء المتسللين، الغريب فى الأمر أن ما نراه الآن من انتهاكات ليس عن طريق (الباباراتزي)، حتى نجرمه أو نحرمه، ولكن صار الفنان هو الذي يمنح (الميديا)، بمختلف أطيافها حكايته الخاصة، وغالبًا ما تمتلئ بالتفاصيل الساخنة والمثيرة، التي لا يصل إليها خيال أى برنامج، وهكذا تفتح شهية الإعلام مجددًا للحصول على مزيد منها، ومن المستحيل قطعًا فى هذه الحالة، أن نتهم ( الميديا) بأنها تخون شرف المهنة.

هكذا شاهدنا قبل بضعة أشهر، زوج المطربة الشهيرة قبل طلاقها وهو يطعن فى سمعة أبيه على الملأ، مهددًا إياه بالزج به إلى غياهب السجون، بعدما تم تسريب تسجيل صوتى للأب وهو يتهم ابنه بأنه تزوج من المطربة الثرية، وأنه بفلوسها سوف يتزوج بأخرى تليق به.

الجمهور بطبعه وطوال الزمن لديه رغبة فى أن يخترق هذه الأسوار، التي يضعها الفنان على حياته الخاصة، كانت القاعدة المتبعة تقضى بأن الفنان يعيش فى قلعة محصنة، تمنع التلصص ولا يستطيع أحد الاقتراب أو التصوير.

 فى هذا الزمن صار الفنان يدفع الثمن مرتين ويخسر مرتين، إذا هاجم أقرب الناس إليه سيؤدى حتما إلى استياء الجمهور، وإذا صمت على الإهانة التي وُجهت إليه من أقرب الناس إليه، ولم يرد بأسوأ منها، سيجد الناس يصدقون الاتهام، الكأسان أحلى ما فيهما مُر، وكلها صارت تدخل فى باب نميمة ما قبل النوم!!