الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
اللا معقول.. واللعب على الكبار

اللا معقول.. واللعب على الكبار

عبث الواقع الذى نعيشه، وسيطرة «اللا معقول» على سلوكنا الاجتماعى والإنسانى الذى ينضح بالمفارقات الصارخة.. ويخاصم العقل والمنطق ويتجاوز خيال مبدعى الكوميديا وخاصة الكوميديا السوداء.. ويعلن عن نفسه بوضوح وبلا مواربة.. وعلى الملأ ليشمل كل مناحى الحياه.. وتتبدى مظاهره ساطعة ومتفشية فى كل اتجاه.. فإليكم بعض منها على سبيل المثال لا الحصر.



 عاهرة بائسة تتفق مع خمسة رجال على ممارسة الفاحشة معها تباعًا فى «توك توك» يملكه واحد منهم فى مكان مهجور بمقابل مادى قدره خمسة جنيهات للفرد.. وعندما أنهوا مهمتهم وطالبت بأتعابها رفضوا وأنهالوا عليها ضربًا.. وطردوها من «التوك توك» فى الخلاء.. أسرعت العاهرة إلى قسم الشرطة وطلبت من الضابط النوباتجى أن يحرر محضرًا تثبت فيه أنهم خدعوها وضنوا عليها بـ«حقها» المادى.. رغم دهشة الضابط من غرابة ما تطلبه.. وجهلها أنها متهمة بجريمة ممارسة الدعارة ولا تمارس مهنة شريفة تستحق عنها أجرًا.. إلا أنه أشفق فى النهاية على حالتها البائسة.. واستدعى الجناة.

 يقول الخبر: تابعت مباحث المخدرات نشاط أحد العناصر الإجرامية فى الإتجار بمخدر الحشيش والترويج له عبر إحدى الصفحات فى موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) متخذًا من منطقة مدينة نصر مسرحًا لمزاولة نشاطه الإجرامى.. وبتقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه أثناء تواجده بدائرة قسم شرطة ثان – مدينة نصر وبحوزته كمية من مخدر الحشيش ومبلغ مالى وسلاح أبيض.. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وجارى العرض على النيابة العامة.

 تحت عنوان «مستريح الجامعة فى قنا ينصب على الكبار» كتب المراسل الصحفى بجريدة الأهرام «محمد شمروخ» مشيرًا إلى أن لقب «المستريح» بدأ فى الانتشار ليشمل كل نصاب يستولى على أموال المواطنين حتى لو لم تكن لهدف توظيفها بمقابل ربح كبير.. فيسرد واقعة نصب مدهشة لها دلالات تؤكد مفارقة من مفارقات الواقع العبثى.. فالواقعة متهم فيها أمين معمل بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادى وضحاياها بعض كبار الموظفين وأساتذة الجامعة نفسها.. حيث استولى المتهم على أموال (23) ضحية والتى تبلغ (16) مليون جنيه.. وباع لهم الوهم بحجة حجز أراضٍ للبناء فى مشروع سكنى بمدينة «قنا» الجديدة.. والمفارقة التى تبرزها الواقعة أنه من المعتاد أن يحجم النصاب التقليدى عن تلك الشرائح الاجتماعية خشية من مناصبهم ولزيادة وعيهم وثقافتهم على عكس الضحايا من البسطاء الذين يسهل خداعهم ولا يعرفون كيف يحصلون على حقوقهم.. فكيف تسنى لهذا النصاب أن يحتال على هؤلاء الكبار.. لقد تمكن من إقناعهم أن مشروعه الإسكانى المزمع إقامته على مساحة (16) فدانًا فى صحراء قنا الشرقية.. قد حصل على كل التراخيص اللازمة الخاصة به شاملة المستندات والموافقات وخطابات التخصيص ومخاطبات الأجهزة المعنية.. وبدأ فى قبض مقدمات الحجز.. واصطحب عددًا من الضحايا إلى الموقع للمعاينة على الطبيعة.. ولم ينكشف أمره إلا عندما ساور بعضهم الشك لطول مدة التنفيذ.. ليكتشفوا فى النهاية أن المشروع السكنى المزعوم لا أصل له ولا علم للأجهزة المختصة به، وأن إجمالى مساحة الأرض التى ظنوا أنهم حجزوها لإقامة مساكنهم ودفعوا مقدماتها وسددوا أقساطها ليست سوى أملاك دولة.. وتيقنوا من خلال المحافظة أنه لم يتم طرح هذه الأرض للبيع أو الاستثمار.

إنه العبث و«اللا معقول» واللعب على الكبار.