
الفت سعد
أحلف بسماها .. تحديات مؤتمر المناخ COP 27
تنعقد قمة المناخ فى مصر، وسط تحديات جسيمة، منها ما له علاقة بتداعيات مؤتمرات المناخ السابقة ومنها ما يختص بالأحداث والأزمات الدولية الصعبة، وذلك يفرض على مسئولى المؤتمر سواء من الأمم المتحدة أو مصر الممثلة عن إفريقيا والدولة المضيفة للمؤتمر مواجهة عَقبات وتحديات كبيرة.. وإذا بدأنا بالجزء الخاص بقرارات مؤتمرات المناخ بدءًا من اتفاق باريس فى 2015 الذى أقرّت من خلاله الدول الكبرى المتسببة فى زيادة الانبعاثات بضرورة احتواء الاحترار العالمى لأقل من 2 درجة والسعى لعدم تعدِّى الزيادة إلى 1.5 درجة ومساعدة الدول المُضارَة وغير المتسببة فى التغيُّر المناخى بـ100 مليار دولار، وتتابعت مؤتمرات المناخ لمحاولة تنفيذ اتفاق باريس على أرض الواقع لنفاجأ بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق باريس وتقاعُس دول مثل الصين والهند والبرازيل عن تقليل الانبعاثات، وحتى القرار الخاص بتعويض الدول المضارة لم يتم تفعيله تمامًا بل تم دفع أجزاء قليلة جدًا على مَدار السنوات السّت الماضية، وتخلفت الدول الغنية عن تعهداتها التمويلية.. واستمرار الوضع الكارثى سواء فى تزايُد الانبعاثات أو تمويل مشروعات التخفيف والتكيف بهذا الشكل ممكن أن يزيد نسبة درجات الحرارة على 1.5 واقترابها من الزيادة إلى 2 درجة يُعَد مقدمة لتدهور العالم.
أمّا بالنسبة للأزمات الدولية فقد ألقت الأجواء الاقتصادية بتأثير جائحة «كورونا» على قمة مناخ جلاسكو العام الماضى ومع ذلك تعهدت الدول الكبرى بتمويل مشروعات المناخ للدول النامية بـ130 تريليون لم يتم دفع دولار واحد منها حتى الآن.. وتتزايد التحديات أمام مؤتمر مناخ شرم الشيخ بآثار الحرب «الروسية- الأوكرانية» التى أدت إلى حدوث أزمة كبيرة فى تصدير القمح من البلدَيْن ونقص السلع الغذائية فى معظم دول العالم والأهم هو زيادة أسعار النفط وسط اندفاع عالمى بضخ استثمارات جديدة فى مشروعات النفط والغاز لتعويض وقف تصدير الغاز الروسى.. وتلك مجازفة كبيرة تؤدى إلى زيادة الانبعاثات وزيادة الاحترار بشكل قد لا نستطيع وقفه.
بَعد استعراض تلك الأزمات العالمية فإن أصوات الشعوب لا بُد أن تصل لصُناع القرار فى الدول الكبرَى التى لا يعنيها تدهور المناخ وتأثيراته.. وأتمنّى أن يكون لمنظمات المجتمع المدنى القادمة من مختلف دول العالم مع المنظمات المحلية دورٌ مؤثرٌ أثناء انعقاد مؤتمر المناخ بمصر نوفمبر المقبل ربما ينتبه العالم لخطورة المُضىّ سريعًا نحو الهاوية.