بلغ تحياتى لكل أسرة روزاليوسف

سلم لى على كل فرد فى روزاليوسف، وبطلب منك تبليغ تحياتى لكل العاملين فى أسرتها.. آخر ما قاله لى الفنان الراحل سمير صبرى فى آخر لقاء جمعنى به.

روعة هذه التحية أنها موثقة وخرجت عبر أثير إذاعة الأغانى فى برنامجه «ذكرياتى» فى حوار سجله معى فى آخر زيارة ولقاء معه فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة التي أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي باستكمال علاجه فيها إيمانا بقيمة ودور قوة مصر الناعمة فى تشكيل الوعى.

الفنان الكبير عندما فاجأنى بالتسجيل كان يريد توصيل رسالة أخرى بأنه قد تجاوز محنة المرض وأنه عائد لاستئناف حياته العادية. كما يقدم لى درسا فى العطاء وحب العمل حتى آخر لحظة فى عمره.

أقول قولى هذا فى العدد الذي لن يراه «سمير» ولن يقلب صفحاته بعناية واهتمام كعادته وكما كان يفعل دائما ومثلما فعل بسعادة فى العدد الذي تضمن ملفا خاصا عنه بعد دخوله المستشفى وكان يحتفظ به على سرير المرض…

ظل النجم متعدد المواهب والقدرات الخاصة يواصل العطاء ويقتل آلامه بالعمل، بينما يصارع المرض والموت ضاربا بتعليمات الأطباء بعدم تعريض نفسه للإجهاد لتسجيل حلقات الوداع بعضها تمت إذاعته مع الفنانة الكبيرة سميرة أحمد والنجمة ليلى علوى والفنانة وفاء عامر فى حياته والأخرى لم تذع لعل أبرزها كما قال لى مخرج البرنامج محمد تركى - الذي لازمه دون انقطاع فى السنوات السبع الأخيرة وأثناء مرضه - مع مادلين طبر التي أذيعت الثلاثاء الماضى وحلقة مع الفنان الكبير حسن يوسف بالإضافة إلى حلقة مع الإعلامية الكبيرة إيناس جوهر وكان يعدها للإذاعة فى آخر مايو الحالى بمناسبة عيد الإذاعة المصرية الـ 88.

وكما بدأ مشواره الحافل فى الإذاعة مع البرنامج الأوروبى بصحبة الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز فقد أنهى رحلته فى برنامج ذكرياتى بإذاعة الأغانى وبين البداية والنهاية مرحت موهبته فى التليفزيون مؤسسا لعلم التوك شو فى مصر والعالم العربى ببرنامجه الشهير «النادى الدولى» ثم «هذا المساء» إلى جانب كتالوجه السينمائى الكبير ممثلا ومنتجا وفقراته الاستعراضية والغنائية من خلال فرقته الشهيرة فى مناسبات عديدة  «ليقدم نفسه فنانا شاملا بالمعنى الحرفى لهذا اللقب ولم يسبقه على عرشه أحد قبله ولن يخلفه أحد بعده.

قبل ساعات من رحيله عقد النجم الكبير اجتماعا مع الزميلين الصحفيين أحمد النجار وقدرى الحجار لوضع اللمسات الأخيرة للدورة الأولى لمهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكوفونية المقرر إقامته فى يونيو القادم محددا كل صغيرة وكبيرة فيه وكتب بخط يده أسماء النجوم الأحق بالتكريم فى المهرجان والضيوف الأجانب عاشقا متيما لمسقط رأسه ومقره الأبدى حتى النهاية.

سمير صبرى الذي حملنى رسالة بإبلاغ تحياته لمؤسسة روزاليوسف شاء القدر أن تكون آخر ندواته الإعلامية فيها بعد طرح كتابه «حكايات العمر كله» وكانت سعادته لا توصف بعد الاستقبال الحافل للأستاذ أحمد الطاهرى رئيس التحرير والزملاء من أسرة قسم الفن بالمجلة فى ندوة فتح فيها خزائن ذكرياته بجانب كواليس لقاءاته مع حوالى 35 شخصية مرموقة تحدث عنهم فى كتابه الوثيقة من رؤساء وملوك وأمراء ووزراء وعلماء وأدباء ونجوم التمثيل والغناء فى مصر والعالم تلخص عصرا من تاريخ مصر، تأملوا مثلا أسماء بحجم الشيخ زايد آل نهيان والسلطان قابوس والإمام موسى الصدر البابا شنودة وأولياء مصر المبدعين من أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزى وفريد الأطرش وبليغ حمدى ومحمد الموجى إلى فاتن حمامة وكمال الشناوى ونادية لطفى وسعاد حسنى وميرفت أمين ونجلاء فتحى والأسماء الأخيرة رسمت خريطة قوة مصر الناعمة.كل هذه الأسماء تحدث عنها فى ندوته معنا.

 

إن روزاليوسف هى مجلته المفضلة ويحتفظ بصداقات لم تنقطع مع أجيالها بداية من عهد الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وحتى الآن.. رحم الله الفنان العملاق سمير صبرى .