الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. صناعة الفراق

عكس الاتجاه.. صناعة الفراق

فى جائحة حُمّى العلاقات العاطفية البغيضة المنتشرة الآن، العلاقات المسمومة التى باتت ما إن تبدأ وتستقر حتى تتفسّخ وتنتهى بسرعة البَرق، الحُمّى التى ضربت فى الأساسات الواهنة والتايوانى (المضروبة) للثنائى، لكلا العاشقيْن اللذَيْن كنا نشاهدهما على غير حقيقتهما وبعدسة مكبرة وبموسيقى تصويرية مبهرة؛ بل نعتبرهما امتدادًا و«فوتو كابى» من «روميو وچولييت» فإذ بهما «ريا وحسب الله» وليس «سكينة وعبدالعال»- لأن سكينة وعبدالعال كانا صادقين فى حبهما وظلا يعشقان بعضهما حتى حبل المشنقة.



الجائحة المُعدية التى ازدادت وتضاعف ضحاياها سقوطًا بين كل طبقات المجتمع، فنانين وغير فنانين، الجائحة التى أطاحت بكل الأعراف وتخلّت عن أى لياقة بأعراضها الساخنة الملتهبة بدرجة حرارة النيران والمصحوبة بالتشهير والتسريب والفَسْخ والتفسخ والمنشورة صوتًا وصورةً على كل المواقع وكل وسائل الإعلام وعلى عينك يا تاجر.

لماذا صارت العلاقات العاطفية جائحة؟ لأنها تشبه الفيروس، وتماثل «كوفيد 19» حين يتسلل فى المفاصل ويضرب ضربته، وأظن أن الجائحتين مصطنعتان وأنهما قد بدأتا فى وقتٍ واحد.

ستعرف أن المرض والعَرَض قد طال الجميع هُنا وهُناك، وفى البلاد القريبة وحتى البلاد التى تركب الأفيال والبواخر والطائرات وبساط الريح، لا فرق فى الفضيحة وفى الجُرسة وفى كل المجتمعات المتخلفة والمتقدمة، وكأن المرض صار مطلوبًا لملء فراغات وجودية وإنسانية واقتصادية فى أربعة أرجاء الدنيا، الأمر الذى يصل مداه وصداه إلى بيوت ومَخادع الأمراء والملوك ومن قديم الزمان.

لذا يجب ألّا نتوقف فقط ونبدأ التأريخ منذ ليلة زواج «ياسمين صبرى وأبوهشيمة» وحتى طلاقهما ولا «چونى ديب وأمبر هيرد»، فمن قبلهم شاهدنا وسمعنا العجب بين الـ couple منذ بدايات العشق وأثناءه وحتى زوال الحب والعِشرة، ويجب ألّا نكتفى بالفرجة ومَصمَصة الشفاه والتصَعّب على الأيام والأحلام والحب الذى كان؛ لأن الأمر قد يبدو مصنوعًا فى بدايته ونهايته، ولا تستبعد الكاميرا والمصور والصحفى والباباراتزى فى صوره المتعددة.

وراقب كيف تتم صناعة الهجران والخذلان!

فى تحقيق مصور شديد الغرابة نُشِر بإحدى الصحف ونقله موقع أفريقى قد عُنوِن بـ (Meghan and Harry’s public kiss shows their faking their love)، كان كل هَمّ واهتمام الصحفى والمصور أن يخضع لغة جسد هارى وميجان لمِقصلة ديانا وتشارلز وبنفس آلية الكُره والنفور وأن يثبتا للقراء أن الزوجين باتا يكرهان بعضهما ويلعنان اليوم الأغبر الذى التقيا فيه سويًا، وكان المصور والصحفى يزاوجان بين صور تشارلز وديانا وهارى وميجان فى لقطات متتابعة لمحاولة التصاق كل couple فى قبلة بائسة باردة بلا عاطفة، والحقيقة بدا الأمر كذلك فعلًا وجاءت صور ميجان وهارى- أثناء حضورهما مناسبة فنية بكاليفورنيا الأسبوع الماضى- لتثبت أن الاثنين باتا صوب قوسين وأدنى من الانفصال.. هل كان اللقاء الشهير بين الثنائى وبين «أوبرا وينفرى» العام الماضى والذى فضحا فيه الملكة وتشارلز وكشفا أسرارًا فى مقتل ديانا وطفولة هارى، ومن ثم زواجه وفراره مع «ميجان» إلى كندا ثم أمريكا سببًا فى مَشاهد تفسّخ العلاقة؟، بمعنى: هل تم دق إسفين فى علاقة الثنائى الشهير؟ هل لو كانت «ميجان» تعيش فى قصر الملكة كانت ستتم صناعة نفس الفراق المُر؟ ومن ثم مصرع ميجان على شاكلة «ديانا»؟

ويبقى السؤال المهم: متى سيعلن هارى وميجان انفصالهما؟ أمْ أن الأمر ليس إلا سحابة صيف ولطشة برد وليست جائحة فيروسية؟ 

هل ثمة فارق ما بين جائحتنا هنا وجائحتهم هناك فى آخر بلاد الدنيا: بمعنى هل تختلف النهايات؟ وأشكالها وأسبابها؟.. الإجابة: إلى حد ما، فليس شرطًا فى قصص الغرب أن تكون الخيانة سببًا فى نهاية قصة «ميجان وهارى» أو «إمبر هيرد وچونى ديب» لم تكن الخيانات سببًا كما فى حكاية «ديانا وتشارلز» فلم يحاول لا «چونى» ولا «هارى» اصطناع وتسريب ونشر صور لعلاقات عاطفية جديدة سريعة الغرض منها هو إذلال الطرف الآخر الذى تجرأ وطلب الانفصال، الأمر الذى يحدث هنا مع مشاهير الشرق- بالطبع يحدث أحيانًا هناك وكان جليًا وواضحًا عند انفصال «كيم كارديشان وكانى ويست» إذ دخل الاثنان فى علاقات عاطفية فورية عقب وقبل الانفصال، عكس ما يحدث فى الشرق، إذ إن الرجل الشرقى الحمش سرعان ما يلجأ للمواقع الصحفية لتسريب أخبار وصور وحكايات وروايات عدة عن نسائه الجميلات الكُثر اللاتى سرعان ما ارتبط بإحداهن فور انفصاله بثلاث دقائق وتسع ثوان.. يا دوب.. والحكايات كُثُر.