امرأة لا تستسلم ولا تيأس بعض الرجال يفضلونها مربوحة

منى عشماوى
منذ الحلقات الأولى وعند ظهورها الذى أسر ملايين المشاهدين فى مصر والعالم العربى ممن يتابعون مسلسل الكبير فى نسخته السادسة منذ كان الزواج بين الكبير ومربوحة بداية من الفرح وليلة الدخلة وحتى أحداث المسلسل المستمرة، لتربح مربوحة الرهان الرمضانى بين قوالب الكوميديا النسائية دون منازع، فهى خليط من وجوه كوميديا لفنانات سابقات ولكن ببصمتها الخاصة جدًا استطاعت أن تخلق خطًا وطريقًا جديدًا بينهن ومن قبل البدء فى العمل بالتأكيد كانت تعلم الفنانة رحمة أحمد أن مربوحة ليس عليها فقط أن تأسر قلب الكبير ولكن كانت مهمتها الصعبة فى أن تأسر قلوب المصريين نساءً ورجالًا! لاسيما أنها ستدخل فى مقارنة مع فنانة كبيرة مثل دنيا سمير غانم (الفيديت)!
فى كوميديا تخرج من القلب لتدخل للقلوب وفى كل لقطة لابد أن تشعر أن مربوحة قد قابلتها من قبل!
وإذا تخيلت أن مربوحة شخصية وهمية متخيلة من صنع مؤلف إذن أنت لم تقابل أى مربوحة من قبل!
ولكن ماذا تملك مربوحة مما لا تملكه الأخريات الفاتنات النحيلات الطويلات صاحبات الشفاه الغليظة والأنف المثالية والباروكات على اختلافها وألوانها، نعم ماذا تملك مربوحة لتدخل قلبك بكل يسر وبساطة وسهولة؟
مربوحة هى امرأة تبحث عن الحياة رغم كل ظروفها، تتزوج رجلًا له ظروف خاصة وأولاد من غيرها وأشقاء بل ولديه زوجة سابقة كانت تملك قلبه ذات يوم.
مربوحة هى امرأة تجيد فعل كل شىء حتى وإن كان على طريقتها الخاصة الا أنها تحاول وتتعلم وتعافر فى الحياة لاتستسلم ولا تيأس، لديها طموحاتها وثقتها فى آن معًا.
مربوحة تقوم بكل مهام المنزل وتربية الأولاد وتصلح المكسور وتفهم فى ميكانيكا السيارات بحكم تربيتها مع خالها الميكانيكى صاحب الورشة!
لاتتعب ولا تكل تفعل كل شىء بحب وتقدم كل ماتقدر عليه لمن حولها.
لا تخجل مربوحة من اعترافها أمام الدنيا بحبها لزوجها بل وتبتكر معه وله المصطلحات، فأى امرأة تلك التى ترى أن زوجها هو (كلوب العتمة) هى بالتأكيد امرأة محبة تحاول إرضاء غروره ونزواته ورغباته بكل طريقة حتى لو ارتدت له ملابس الممرضة الفاتنة والتايجر وملابس المرأة المنيرة المثيرة للشفقة، حتى لو خلقت من غرفة النوم مسرحًا للضحك والشقلبة الأخطبوطية وصنع الكفتة المشوية على السرير!
لا تملك مربوحة جسدًا مثيرًا ولكن تملك كل مفاتيح الإثارة والفتنة البكر، ولا تملك مربوحة شعرًا أشقر ولا شفاه كنزة ولكن تملك تقاطيع جميلة هادئة مريحة لامرأة تريد أن تعيش فى بيتها بسلام تحافظ عليه بكل قوتها…
مربوحة موجودة بيننا بل الآلاف من المربوحات اللاتى يعشن داخل بيوتهن ويفعلن كل مستحيل للمحافظة عليها لذا سأحكى عن:
أميرة امرأة فى منتصف الثلاثينيات معها دبلوم تجارة تعمل فى الصباح مشرفة على عمال النظافة فى معهد التمريض العسكرى ولديها أربعة أولاد أكبرهم 14 سنة وأصغرهم ثلاث سنوات.
تحكى لى أميرة أن لو أى شيء فى بيتها خرب هى من تقوم بإصلاحه فى السباكة أو فى الكهرباء فى يوم إجازتها دون أن تخجل أو تشعر أن هذا ليس عملها مثلًا!
وتحكى لى كيف استطاعت أن تعيد تدوير (جزامة) خربة فى بيتها وتصنع منها دولابًا بسيطاً تضعه فى المطبخ!
زوج أميرة يعمل مشرف أمن فى إحدى الشركات وهو سعيد جدًا أنها من تقوم بإصلاح كل شيء وتضحك (أنا مريحاه من أى حاجة بتخرب فى البيت علطول أقرا إزاى تتصلح من على النت وأقوم مصلحاها مرة على مرة بقيت أسطى لأن أى صنايعى النهاردة بيكون غالى جدًا، بحب الشغل جداً ومش بأتفرج على التليفزيون لأن معنديش وقت كانت هذه إجابتها وذلك عندما سألتها هل تشاهد مربوحة فى مسلسل الكبير؟) رغم الشبه الكبير بينهما!
أميرة بعد كل ذلك تملك ورشة لصنع الاكسسوارات والسبح والميداليات من الفضة وقامت بفتح محلها الصغير لتبيع منتوجها فى المرج، وتقوم بعرض منتجاتها فى معارض بنادى النخيل فى منطقتها بل وتقوم بتعليم ابنتها أصول الصنعة لتكتسبها بعدها.
كذلك تقوم أميرة بالتعامل مع محلات فى حارة اليهود لتبيع ما تصنعه بأسعار الجملة لتوسيع تجارتها! لا أحد يساعد أميرة عبد العزيز فى مهامها داخل بيتها أو خارجه! وتقف بجانب زوجها امرأة وسندًا…
السؤال المهم الذى يطرح نفسه بقوة اذا كانت مربوحة وأميرة وغيرهما من النساء العاملات المكافحات المتزوجات المتزنات اللاتى يمثلن القدوة الحقيقية لنساء مصر بعيدًا عن التصنع والرتوش موجودات حولنا.
ومع ازدياد معدلات الطلاق اليوم لتحتل مصر المرتبة الأولى عربيًا فى ارتفاع حالات الطلاق!
يجعلنى أسأل هل من الممكن أن يطلق الرجل زوجة مثل مربوحة؟!
أو لعله يطلق امرأة حسناء لكنها لا تجيد فعل شيء فى الحياة تتحول مع الوقت لعبء لا لشريك حياة يقف فى ظهره ويتحدى معه الدنيا! باحثًا عن مربوحة! -- وبالمناسبة ليس صعبًا على الإطلاق أن تكون امرأة جميلة وجذابة ومربوحة المجتهدة المكافحة فى ذات الوقت كثيرات حولنا.
ولكن أى الصنفين من النساء قد يستغنى عنهما الرجل بسهولة أو قد يمل من وجودها فى حياته بمرور الوقت! لاسيما اليوم وفى كل ظروف الحياة الحالية.
تحدثنى الدكتورة عزة هيكل عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحدثنى عن الفرق بين مربوحة وبعض البنات اللاتى يتطلعن للزواج اليوم وتقول: (يعجبنى فى مربوحة محاولتها إرضاء زوجها وأولاد زوجها وهى ساذجة لكن بتحاول تتعلم وبالطبع ليست كل المصريات هن مربوحة الساذجة لأن فيه ستات ذكيات (مربوحة الذكية) للغاية وقويات، ولو أن مربوحة فى المسلسل لديها ذكاء أيضًا وقوة خاصة بها، أشعر عندما أشاهد رحمة أحمد أن بها الكثير من زينات صدقى على الشاشة ولكن بشكل عصرى يتماشى مع اليوم.
مربوحة امرأة عاوزة تعيش وذلك عكس ما نراه اليوم من بنات وفتيات يبحثن عن الأحلام ولا يعشن فى الواقع فتخرب بيوتهن! ورغم أن كثيرًا من الرجال اليوم يبحث عن المظهر والشكل ولون الشعر لكن بعد ذلك يكتشف أن غالباً زوجة بهذه المواصفات لا تعمر بيتًا!
مربوحة متعددة المواهب والأعمال وده موجود فى كثير من النساء المصريات.. تكون سبع صنايع مع بعض دون أن تشتكى!
ورغم أن مربوحة ساذجة إلا أنها فاهمة ماذا تفعل؟ وأقول لأى شاب يبحث عن الشكل فكر جيدًا، والحقيقة أنا لا ألوم الشباب ألوم الإعلام وما يرسخه من مفاهيم حول شكل المرأة ودورها فى المجتمع وألوم البرامج النسائية التى توجه للنساء وتحرضهن على الرجل أو تقدم صورًا سيئة للمرأة المصرية التى تبحث عن خراب بيتها ولا تطيق العيش مع صعاب الزواج.
اليوم نجد مربوحة نموذجًا لطيفًا للمرأة المصرية الجميلة، وأجد أن رحمة أحمد تف وقت لأنها تختلف عن ممثلات كثيرات أصبحن شبه بعضهن البعض فى الشكل والملامح - يبدو أنهن يذهبن لذات طبيب التجميل!
كذلك نجد اليوم الكثير من التصنع فى الكلام وإدخال اللغة الإنجليزية فى الكلام أصبحن جميعهن شكلًا واحدًا كأنهن أجانب، وهذا ما يسوقه الإعلام والفن اليوم فى أغلب أعماله للأسف أن هذه هى المرأة الجميلة النموذج الذى يتهافت عليها الرجال!
مربوحة بسيطة غير متكلفة مجتهدة تحب زوجها وتعطف على أولاده وتجمعها علاقة أخوة جميلة بأخيه وتحترم زوجها بكل تقاليده وأفكاره ومتفهمة طبيعة بيتها جيدًا وهذا ما تحتاجه كل امرأة اليوم سواء جاءت من خلفية اجتماعية بسيطة مثل مربوحة أو كانت تحمل أعلى الشهادات، لذا ليس غريبًا أن يبحث الرجل الفاهم الذكى عن مربوحة.