الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 كلمة  و 1/2..  النجم  أصبح «بابا وماما وأنوروجدى»!!

كلمة و 1/2.. النجم أصبح «بابا وماما وأنوروجدى»!!

من المحفوظات العامة داخل مقرر الفنانين الصاعدين، وأيضا  الذين أصبحوا ينظر إليهم باعتبارهم فنانين  مخضرمين، بات عليهم  أن يتوجهوا فى كل أحاديثهم للثناء على نجم العمل الذى كان متعاونا جدا ووجه هذا الفنان أو تلك الفنانة، إلى المفتاح الدرامى للشخصية، وكيف أنه متواضع و«كيوت» على عكس ما اعتقد البعض، وأنه أول من يأتى للأستوديو وآخر من يغادره، وأنه الحضن الدافئ للجميع، وأنه وأنه  وأنه وتستطيع أن تضيف عشرات من الصفات الإيجابية الأخرى،  لا أنكر قطعا أن هناك عددا محدودا من النجوم يفعلون ذلك وربما أكثر، مثلا نور الشريف، لديه هذا العطاء  لكل  من يعملون معه، ولا يبخل بالنصيحة ويضيف الكثير إليهم، ولكنها تظل حالة استثنائية مرتبطة بالتكوين الفكرى والنفسى لنجمنا الراحل نور الشريف، إلا أن كل ما أقرأه حاليا  من ثناء على أغلب النجوم  يشعرنى بأنه يهين «مايسترو» العمل الحقيقى أقصد المخرج، الذى يبدو فى هذا الأمر،  وكأنه يأتى يوميا إلى موقع التصوير لمشاهدة النجم أو بالأحرى للتصفيق له.



أتصور أن الزمن تغير خاصة على مستوى الدراما بعد أن صارت  هناك شركات إنتاج قوية تقودها «المتحدة» تضع خططا طموحة لتنفيذ الأعمال الدرامية،  وأنهت فوضى الأجور، التى كان الوجه الآخر لها زيادة هيمنة النجوم واختلال فى الميزانية، ودخلت العديد من الشركات الأخرى تحت نفس تلك المظلة لتنضبط الصورة، الخضوع للنجم الوجه الآخر له، الثناء المفرط عليه لأنه هو الذى يمنح الجميع فرصة التواجد،  وطالما يمنح، فهو أيضا قادر على أن يمنع، كل ذلك كان له علاقة بمرحلة هيمنة النجم على كل المفردات الدرامية حيث يتم تسويق العمل الفنى باسمه، و جرت العادة أن يتحكم فى كل التفاصيل منذ اختيار المخرج حتى الاتفاق مع عامل  البوفيه، يجب أن تحظى بموافقة  هؤلاء النجوم، ظهر فى السنوات الأخيرة، إضافة أخرى متمثلة فى فريق عمل النجم، قائمة طويلة عريضة  من الأسماء تشمل مدير أعمال وكوافير ومساعد كوافير و«لبيس» ومساعد «لبيس»، ومنظف صحون  وحامل «كوباية» الشاى الأسود، وحامل آخر لـ«كوباية» الشاى الأخضر، وماسح أحذية.

الصورة مفروض أنها منضبطة  وتقلصت بنسبة كبيرة سطوة النجوم، إلا أنهم على الجانب الأخر، استحوذوا على مساحة مبالغ فيها من«التترات»، يشغلها ما يطلقون عليه فريق العمل، رغم أننا  بدأنا نتابع عودة المخرجين لممارسة دورهم الحقيقى، عاد المخرج ليمارس مهنته  باعتباره  قائد العمل، فهو الذى يرشح الجميع ويوجه أيضا الجميع، بما فيهم النجم، لا شك أن أسماء عدد من النجوم تُشكل ثقلا فى البيع للفضائيات، لتمتعهم بقدرة على التسويق، إلا أن الدراما بدأت فى تحقيق  قدر من الضبط والربط، ليلتزم كل مبدع حدوده.

 أنتظر قطعا أن يأتى اليوم الذى كان يتساوى فيه أجر النجم مع المخرج والكاتب، روى لى المبدع الكبير، أسامة أنور عكاشة وهو أول كاتب درامى كان اسمه يشكل قدرة على التسويق، قال عكاشة  إن أجره  فى الحلقة مثل  المسلسل الأشهر «ليالى الحلمية» كان يساوى بالضبط أجر الأبطال يحيى الفخرانى  وصلاح السعدنى  وصفية العمرى، ولكن مع الزمن حدثت طفرة فى أجور النجوم، وزادت على الجانب الآخر  السطوة ـ قبل أن يتم تقليصها وضبطها، إلا أن ما يحيرني، الوجه الآخر من الصورة وهو  «التتر» الذى يتضمن عشرات الأسماء من فريق عمل النجم، وما يحيرنى أكثر أن العديد  من الفنانين المخضرمين والشباب أيضا، لا يكفون فى أحاديثهم على مجاملة النجم، الذى أصبح ينطبق عليه مقولة إسعاد يونس الشهيرة فى مسرحية الدخول بالملابس الرسمية.. «أنت بابا أنت ماما أنت أنور وجدى»!!.