الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. عاجل: حُكْم نَفَقة للزوج

عكس الاتجاه.. عاجل: حُكْم نَفَقة للزوج

اقرأ الخبر: المحكمة العليا فى (مومباى) بالهند حكمت على امرأة بدفع نفقة شهرية من راتبها لطليقها المُعَوّز والعاطل عن العمل، قال دفاع الزوج: إن الأمر عادى ويحدث غالبًا فى البلاد، بينما استنكف دفاع المطلقة الأمر باعتبارها لم تعد زوجته، بينما صرح الزوج السابق بأن النفقة من حقه لأنه مريض وعاطل وأن طليقته حصلت على تعليمها ووظيفتها حين كانت زوجته، وبينما قالت الزوجة إنها قد طلقته منذ العام 2015، بينما تقول الحكايات والروايات المتواترة هناك أن الزوجة أيضًا هى من تدفع المهر للزوج لو كانت ثرية، أما لو كانت فقيرة فلديها حلّان: يصبح المهر دَيْنًا عليها تسدده على أقساط أو تُقتَل، يقتلها الزوج أو أحد أفراد عائلته.



أما نحنُ هُنا فنجد أن للخبر وقع الصدمة على أولئك الذين تماهوا واعتادوا وتبرمجوا واستكانوا ورضخوا لنظرية الرجل السيد وسى السيد، والرجال القوامون على النساء، نعم فى مجتمعاتنا الرجل هو من يدفع النفقة لطليقته، لكنه فى مجتمعاتنا أيضًا لم يعد الزوج وحده هو من يعول أسرته بل تعولها معه زوجته، ولم يعد يعولها بعض الأزواج مطلقًا، بل تعولها بعض الزوجات وحدهن برضاء و(طرمخة) الزوج، ولم يستطع فرد صغير أو كبير فى تلك المجتمعات أن يفسر معنى (القوامة) تفسيرًا آخر حفظًا لماء وجه الرجال وحفظًا لتراث تلك المجتمعات، ثم حفظًا لكرامة اللغة العربية ومعانيها حمالة الأوجه والتى يجب أن تجد تفسيرًا آخر للقوامة.. ففى العالم القريب هناك مجتمعات تدفع فيها النساء للرجال نفقة.

الأمر جد خطير: يقول باقى الخبر إن المحكمة العليا فى مومباى قد أيدت الحكم الذى أصدرته سابقًا محاكم فرعية فى العام 2016 والعام 2017 لنفس الحالة، وكانت الطليقة قد امتنعت عن دفع النفقة من قبل مما اضطر المحكمة لمخاطبة إدارة المدرسة التى تعمل بها المرأة كمُدَرسة أن تقتطع الإدارة قيمة النفقة من راتبها. 

هامش: يقول «ابن كثير»: الرجل قيم على المرأة، أى هو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت (بما فضل الله بعضهم على بعض).

وهنا لا يؤكد ولا يلمح «ابن كثير» بأن القوامة تعنى مصروف البيت والنفقة

بينما معاجم اللغة العربية الأخرى قد خلُصَت على أن القِوامة تعنى الولاية على الأمر أو المال.

تلك الواقعة الغريبة القادمة من «مومباى» قد فتحت علينا للريح العاتية أبوابًا قديمة تقول إن الأمر ليس جد خطير كما نعتقد وأن التاريخ القديم عرف معنى قوامة النساء على الرجال حتى فى روما القديمة والتى سمحت فيها القوانين للحرائر من النساء -وليس للإماء- بالإنفاق على الرجال -كل الرجال فى أُسَرِهِن- من الرجال المعوزين والفقراء والعاطلين عن العمل، هذا حين كانت المرأة تتساوى مع الرجل، وتتولى مهام الحكم والحراسة والتشريع والفلاحة والنجارة سواسية مع الرجال، بالطبع لم يعد الآن حال النساء كما هو ولم تعد روما كما كانت، لقد تدهورت أوضاع النساء كثيرًا فى معظم دول العالم.

وما يدعو للدهشة والعجب فى حالة الطليقة الهندية التى حكم عليها القاضى بدفع نفقة لطليقها، أن الحادثة وقعت فى الهند وهى ذات البلاد التى تُهدَر فيها كرامة وحقوق النساء حيث تشهد البلاد أعلى معدل عنف وجريمة واغتصاب ضد المرأة، وفى الهند أيضًا يوجد أعلى معدل حالات انتحار بين الفتيات والعجائز، حيث لا فرق فى القهر والعنف، وفى الهند كانت تعيش وتحكم «أنديرا غاندى».