الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. تريندات  «نيكولاس كيدج»

عكس الاتجاه.. تريندات «نيكولاس كيدج»

لماذا يُصِرُّ نيكولاس كيدج أن يتماهَى وجهه مع وجه أمريكا القبيح وهو الذى كان طوال الوقت يُصدّر لنا  وجهَه الطيب الذى طالما أحببناه تمامًا مثلما تفعل بنا أمريكا؟



 كيدج وبلاده: كلاهما ممثل وبجدارة.. ولهما وجهان: الطيب والشرير، كلاهما يخفى وجهه الأشد قسوة وصلافة ويُصدّر للعالم وجه City Of Angels، بينما هما بارعان فى لعب دور الـ Face Off.

قرّر نيكولاس كيدج حتى لا يفقد جماهيره العريضة ومع اقتراب يوم عيد الأم بالتوقيت الأمريكى أن يخلع وجه الـ Evil ويرتدى الـAngel بعد أن نشرت له الصحف والمواقع مؤخرًا مزيدًا من الفضائح الشخصية وهو الذى اشتهر بعشقه للنساء وله من الزوجات خمس ومن العشيقات كثيرات وهو الذى عُرِف عنه السَّفَه والبَذخ فى شراء ما لا يلزم من قصور وطائرات وتحف وجُزُر وحيوانات غريبة وآثار، وهو مدمن الكحول والمخدرات بجدارة وهو الممثل عظيم الموهبة والذى تتمحور أغلب بطولاته السينمائية فى أدوار الأكشن، لكننا ننسى أدواره الشريرة ونفضّل أن نُثَبّتَ عيوننا على دور البطل «سيث» فى فيلم (ملائكة المدينة) أو دوره فى (كون إير) أو نصف دوره فى (فيس أوف) النصف الطيب وليس الشرير.

بعد أن زادت فضائحه وملأت سيرة انحرافاته النسائية والمالية الصحف والقنوات نجده قد نحى دور الشرير جانبًا وارتدى وجهه المستعار الطيب وخرج للجمهور الأمريكى فى حوار للإندبندت سرعان ما تناقلته معظم الصحف ووكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية، يستدرّ فيه قلوبَ عشاقه قائلاً أنه اُضطر لسنوات لَعِبَ أدوار فى أفلام VOD هابطة المستوى حتى يوفر المال اللازم لعلاج أمّه - والتى توفت منذ تسعة أشهُر - المريضة عقليًا ورعايتها طبيًا فى البيت حتى لا يتم حجزها داخل عنبر مستشفى المجانين، هذا التصريح المفاجئ- والملعوب- قبل حلول عيد الأم الأمريكى الموافق 9 مايو من كل عام.. وهنا يحاول أن ينفى ويمحو كل صور العبث والسَّفَه التى تواترت عنه سرًا وعلانيةً. انظروا نيكولاس كيدج يلعب على مَشاعر النساء وقلوبهن بالحديث عن أمّه المجنونة.

لماذا لم يصرح «كيدج» بهذا الخبر قبل أو أثناء وفاة والدته فى يوم 26 من  شهر مايو2021؟ ماتت أمّه بعد احتفال الأمريكان بعيد الأم السابق بأسبوعين.. وستكتشف أن فانز نيكولاس كيدج يصدقون أكاذيبه ويحبونه (مَهما شافوا منه كما غنّى محمد عبدالوهاب)، فمعجبوه كلهم فى هواه يفضلون خداع أنفسهم، فمن الذى لا يحب نيكولاس كيدج؟، وهى الطريقة نفسها التى نصدّق من خلالها أن أمريكا هى تمثال الحرية وراعية الحقوق والحريات فى العالم.

منذ متى قد غضب معجبو الممثل الأمريكى الكبير نيكولاس كيدج منه يومًا  حتى يلجأ إلى استدرار عواطفهم وإيلام قلوبهم بالحديث عن جنون والدته والأموال الكثيرة اللازمة لعلاجها كى يغفروا له سقطاته حين خرج على الناس وصرّح بأنه ليس سفيهًا ولا مُبذرًا وأن ملايينه التى جمعها من الفن لم (يصرفها على الهَلْس) بل صرفها على علاج والدته المريضة عقليًا  وقد كان حريصًا ألا يودعها مصحةً عقليةً بل أراد أن تتلقى علاجَها فى بيته.

جماهيره التى تعلم أنه لم يحضر جنازتها ولا دفنها ولا أيامها الأخيرة لأنه كان وقتها مشغولًا بتصوير آخر أفلامه The Retirement Plan، جماهيره تتناسى شطحاته.. منذ متى قاطعت (الفانز) أفلامه؟ ومنذ متى غَضِب عُشّاقه عليه؟ فهو رغم زلاته وانحرافاته لم تتهمه امرأة بالاغتصاب أو بالتحرش وهما الفعلان المستهجنان هُنا وهُناك.

ويبقى السؤال القديم الجديد الأزلى والآنى: هل يظل الفنان رهنَ سلوكه الخاص تحت رحمة أحكامنا العاطفية أو العقلانية؟ وهل يجب محاكمة المبدع إلا على جودة ورداءة إبداعه؟ وهل يصح أن نمد عيوننا داخل ملابسه وضميره وما يخفى؟

تصوروا: هذهِ الأسئلة تُطرَح حتى فى أمريكا!.. ولِمَ لا وقد انهارت سمعة مؤسّسة هوليوود منذ ثلاثة أعوام بتحرش معظم مشاهيرها وأولهم وليس آخرهم المنتج الكبير «هارفى واينستين» المودع إحدى  زنازين سجون نيويورك إثر اتهامه باغتصاب عدد من الفنانات وقت اندلاع حركة ما عُرف بـ MeToo ضد تحرش واغتصاب نجوم هوليوود بزميلاتهن، الحركة التى أشعلت مثيلاتها فى أربعة أرجاء الدنيا.

لكن نيكولاس كيدج قصة ثانية