الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أكواد عبدالحليم حافظ الغنائية

أكواد عبدالحليم حافظ الغنائية

لا تتأثر احتفالية ذكرى عندليب الغناء ولا تتضارب مع كل المناسبات ولا يبطل مفعولها أى مناسبة بل تتداخل معها.. فالنجم الأسطورى عبدالحليم حافط يضعه عشاقه فى بروتوكول كل مناسبة تتوافق مع يوم رحيله؛ بل يكون جزءًا منها.



فرغم أن ذاكراه الـ45 تحل قبل 3 أيام من حلول شهر رمضان وسط انشغال الجميع بطقوس استقبال الشهر الكريم؛ فإن حليم استثناء لا يقبل جمهوره العريض التفريط فى إحيائه، والمفارقة أن اسمه يطلق هذا العام على مكسرات رمضان نفسها كنوع من التكريم لذكراه، فنجد ياميش العندليب أو فانوس حليم.

فى السنوات العشر الأخيرة، انشغل المصريون بثورتين وتلاهما جائحة عالمية أثرت فى كل كوكب الأرض؛ لكن طقوس إحياء ذكرى رحيله ظلت صامدة بأمر عشاق فنه جمهوره العريض..حليم فى ثورتى مصر كان هو الصوت النابض فى الميادين بأغنياته الوطنية التى تعبر عن مطالب الشعب (صورة.. أحلف بسماها..حكاية شعب.. بلدى يابلدى) و«الله يا بلدنا الله على جيشك والشعب معاه»، بعد ثورة 30يونيو ثم رائعته « إحنا الشعب اخترناك من قلب الشعب» رددها كل المصريين بعد ثورة 30يونيو وحتى بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر وكأن الأغنية مصنوعة لتترجم مشاعر الجماهير.. وفى رمضان تتصدر أدعيته الدينية كل المحطات والإذاعات «أنا من تراب، على التوتة والساقية، أدعوك يا سامع، يا خالق الزهرة، رحمتك فى النسيم، بين صحبة الورد،، بينى وبين الناس، ورق الشجر،   خلينى كلمة نفضت عينيا المنام».

عظمة عبدالحليم حافظ أنه تعاقبت سنوات على رحيله، وما زالت بصمته الغنائية باقية فى قلوب الملايين، وعلى القمة كواحد من العلامات المميزة فى تاريخ الموسيقى والطرب، ليس فى مصر بل والعالم العربى، ولهذا يأتى جمهوره من كل فج عميق سنويًا لزيارة مقبرته ومشاركة أسرته إحياء ذكراه مع ابن شقيقة محمد شبانة وابنة شقيقته الحاجة زينب الشناوى وأعضاء جمعية تخليد ذكراه التى يديرها بحب ووفاء عظيم د.صابر ياسين وأسامة النجار ومحمد شندى وأبناء الراحل عبدالعليم عون عاشق العندليب، بينما يغيب أحد رعاة الجمعية الموسيقار الموجى الصغير الذى لم يتخلف عن إحياء ذكرى حليم والذى رحل أوائل هذا العام. الجميع يشاركون عشاقه ويستقبلونهم بالورود كل عام وعلى مدار الـ45عامًا الأخيرة. وحول مقبرته بالبساتين تتوالى القصص والحكايات الأسطورية حول عبقرية صوته وسحره الغنائى الممتد الصلاحية والمفعول.

العندليب الخالد صاحب نقلة نوعية فى عالم الموسيقى ومدرسة خاصة ظهرت وخطفت الأنظار والقلوب، واستطاع أن يحتل مكانة خاصة ومميزة وسط أصوات عمالقة مثل محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش، وقد قدم خلال مسيرته الغنائية ما يزيد على 250 أغنية تنوعت بين الوطنية والرومانسية والدينية إلى جانب أفلامه السينمائية «فتى أحلامى وشارع الحب وحكاية حب والبنات والصيف ويوم من عمرى والخطايا ومعبودة الجماهير حتى أبى فوق الشجرة» هذا التنوع المدهش يمثل عقيدته الغنائية العابرة لكل الأجيال.

‎ تاريخ عبدالحليم حافظ  يمثل  أكوادًا غنائية مصرية للإبداع على مستوى الصوت واللحن والكلمة، هذه الأكواد سجلت أرقى المشاعر والانفعالات الإنسانية السامية رغم ظهور عشرات الأصوات بعده ما زال هو تريند الغناء المصرى والعربى بفضل حرصه فى أغنياته على ترسيخه واحترامه لعقل المستمع، فضلا عن الحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتساهم بكبرياء فى تهذيب المشاعر الراقية وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع، بعيدًا عن المعانى المتدنية والسوقية التى تشوه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى.. إن كتالوج عندليب الأمة الغنائى يتسق وطبيعة المجتمع، محافظًا على العادات والتقاليد والموروث الشعبى والذى يتطرق فيه من القضايا الاجتماعية إلى العاطفية المهمة والدينية العميقة ولهذا بقى صوت وتراث العندليب شامخًا وخالدًا أمس واليوم وغدًا.