السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«أوفر دوز» التنوير يصب فى مصلحة المتطرفين ويضرب فى استقرار الدولة

«أوفر دوز» التنوير يصب فى مصلحة المتطرفين ويضرب فى استقرار الدولة

فى فيلم «يارب ولد» كان هناك حوار عبقرى بين أحمد راتب وفريد شوقى. 



أحمد راتب الفنان البوهيمى عيسوى عيسوى عيسوى وارث العيساوية أبًا عن جد والفنان الذى يسبق جيله بخمسين سنة على الأقل كما يطلق على نفسه.

فريد شوقى سأله انت بتشتغل إيه؟

قال له أنا بوصل الأجيال ببعض. 

رد فريد شوقى بكل صدق: قصدك كهربائى.

هذا الحوار هو ما يدور حاليًا بين إبراهيم عيسى والقطاع الأعم والأكبر من مشاهديه. 

إبراهيم يرى نفسه سابق جيله بخمسين سنة على الأقل وهو بالمناسبة لديه جزء كبير من الحق.

الرجل قارئ عظيم وكاتب رائع وصانع صحف لا يشق له غبار وحكاء هايل.

إبراهيم عيسى لديه القدرة على أن يقنعك بالشيء ونقيضه فى لحظة.

وليس لعيب فيك ولكن لقوة فى حجة إبراهيم. 

إبراهيم رئيس نادى الفكر الناصرى فى الجامعة يستطيع استخدام المواقف والتاريخ والشواهد ليقنعك أن عبدالناصر هو أعظم من أنجبه التاريخ وهدية الإنسانية لمصر، وهو نفسه قادر على إقناعك بحجج وأسانيد من نفس التاريخ وبنفس الحماس بأن جمال عبدالناصر ديكتاتور دموى أضاع البلد وقضى على الشخصية المصرية. أما معظم مستقبلى رسالة إبراهيم عيسى فهم من نوعية فريد شوقى فى الفيلم الذى فسر مهنة توصيل الأجيال ببعضها بمهنة الكهربائى.

ما يحدث على الساحة المصرية حاليًا يمكن أن نطلق عليه «أوفر دوز» تنوير  فى مجتمع 50 % منه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، و90 % من الذين يجيدونها لا يقرأون، و90 % من الذين يقرأون لا يفهمون، فما الرسالة التى تريد إيصالها يا أستاذ إبراهيم ولمن؟، 

بالمناسبة إبراهيم عيسى ليس شيعيًا ولا من الخوارج ولا ناصبى ولا مكلف من اليهودية العالمية بهدم الإسلام كما يروج البعض من المتطرفين، هو فقط إبراهيم عيسى الذى كان زمان يمسك الجريدة قبل الطبع ليقيمها ويقول: 

-العدد ده ضعيف يا رجالة مش هيجيب قراء مين أكبر رأس لو خبطناها تجيب قراء؟

-الشيخ الشعراوى يا ريس. 

-تمام يبقى مقالى عن أخطاء الشعراوى فى تفسير القرآن.

ويضرب العدد ويخلص من الأسواق بسبب المقال.

لما انتقل إلى الإعلام كان نفس الحكاية.

-موضوعات الحلقة دى ما تجيبش مشاهدة يا شباب.

-يا ريس فيه موضوع عروسة الإسماعيلية وحمدى ووفاء.

-لأ أنا مش بتاع التفاهة دى أنا هتكلم عن إنكار المعراج.

-بس مفيش مبرر للكلام ياريس ولا حتى الموضوع ترند.

-با ابنى أمثالنا اللى بيخلقوا الترند. 

إبراهيم عيسى يلعبها بهذه الطريقة ليبقى متوهجًا على الشاشة ويحجز لنفسه المقعد الأول كما كان فى الصحافة، لذلك عادى أن تراه فى حلقة ينتقد صيدليًا لأنه يقرأ القرآن وهو جالس فى الصيدلية.

-افتحلك كتاب صيدلة ينفعك يا دكتور. 

مع أن الأستاذ إبراهيم فى وقت فراغه لا يفتح كتاب صحافة يقرأ فيه كلمتين ينفعوه.

مع أنه يعلم أنه ضعيف جدًا فى مادة الخبر الصحفى، تقريبًا هو الصحفى الوحيد الذى لم يكتب خبرًا فى حياته، فهل يقبل أن نطالبه بقراءة كتاب فنون الخبر الصحفى جايز ينفعه.

أما الحديث عن الإسراء والمعراج فهو ليس بجديد أستطيع، أن أضع أمامك قائمة بها عشرين موضوعًا من نوعية أن فاطمة ليست ابنة محمد، وصلاة الجمعة ليست مفروضة، وزواج المسلمة من الكتابى حلال، والكثير الكثير الذى يعلى الترند ويجعل المشاهدة ترتفع وترتفع معها اللعنات أيضًا.

السؤال هل مثل هذه الموضوعات مكان نقاشها هو ساحة الإعلام؟

وهل المتلقى سوف يستقبل بسهولة ما ستقدمه؟

وهل لغة الخطاب المستخدمة تخدم القضية التى تدافع عنها؟

هل يصح مثلًا استخدام لغة متدنية مثل لغة سيد القمنى -يا موسى ابقى ادى العصاية لأخوك محمد يعمل بيها شوية شغل؟

ما الذى تنتظرونه من تفجير تلك الموضوعات وبهذه الطريقة فى مجتمع لا يقرأ أساسًا؟

هل تريد معرفة النتيجة ومن الكنترول؟!

معظم الشعب المصرى سيقفون مع من يقف ضدك حتى لو كانوا الإخوان والإرهابيين. 

ستصبح الصورة أن قنوات الدولة والمحسوبين على الدولة يريدون هدم الدين بينما الإخوان والإرهابيين والمتطرفين هم المدافعون عن الدين.

تطرف التنويريين خسائره أكثر من تطرف الإرهابيين، العقل يقول أنك يجب أن تنتبه أين تضع قدميك.

نموذج الفنان عيسوى عيسوى وارث العيساوية لن يفيد سوى عيسوى وحده لا غير.

لكنه سيضر مصالح الدولة والتنوير حاليًا ومستقبلًا.

ولن يتمكن حتى من توصيل الكهرباء إلى البريزة اللى فى مطبخ البرنامج.