الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى اليوم العالمى للإذاعة: حكايات عن رائدات الإذاعة المصرية

عرفت مصر الإذاعة فى مرحلة مبكرة عن باقى الإذاعات العربية، فقد كان أول ظهور لها عام 1925 أى بعد ظهور أول محطة إذاعية فى العالم بـ5 سنوات، وكانت بدايتها فى شكل إذاعات أهلية يملكها أفراد وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات، وفى 29 مايو 1934، تم إيقاف جميع الإذاعات الأهلية وتم التعاقد مع شركة ماركونى على إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.



  واستمر إرسال اليوم الأول 6 ساعات، وكانت أول الأسماء التى شاركت بهذا اليوم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب والشاعر على الجارم وصالح عبدالحى والمونولوجست محمد عبدالقدوس والموسيقيين مدحت عاصم وسامى الشوا، وفى الساعة 6.45 مساء انطلق صوت المذيع أحمد سالم مفتتحا البث الإذاعى وهو يقول: هنا القاهرة سيداتى وسادتى أولى سهرات الإذاعة المصرية فى أول يوم من عمرها تحييها الآنسة أم كلثوم.

فى 13 فبراير من كل عام، نحتفل  باليوم العالمى للإذاعة، حيث تم اختيار هذا التاريخ بالتزامن مع ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946، وعلى مدار سنوات طويلة لعبت الإذاعة المصرية دورًا كبيرًا فى المجتمع المصرى قبل ظهور التليفزيون، فكان الراديو المصدر الوحيد الذى يلتف حوله الجميع للاستماع لكل ما هو جديد ومهم.

العديد من الأصوات النسائية خاضت مجال الإذاعة وتركت بصمة كبيرة حتى الآن، لكن أول امرأة مصرية عملت بالإذاعة فى الوطن العربى كانت صفية المهندس.

 صفية المهندس أم الإذاعيين

هى أول سيدة تترأس الإذاعة المصرية، ولدت فى عام 1922، والدها الدكتور العلامة زكى المهندس، الذى كان عميدًا لكلية دار العلوم، ونائبًا لرئيس مجمع اللغة العربية، فى تلك الفترة التى كان فيها عميد الأدب العربى طه حسين رئيسًا للمجمع وشقيقها الفنان فؤاد المهندس لقبت بأم الإذاعيين، وتزوجت من الإعلامى محمد محمود شعبان «بابا شارور» والذى كان يرأسها فى الإذاعة.

التحقت صفية بمدرسة السنية فى عام،1937 وأظهرت براعة وتفوقًا فى دراستها، وإلى جانب ذلك انضمت للنشاط الاجتماعى بالمدرسة، فكانت عضوًا بارزًا فى جماعة الخطابة المدرسية، لما لها من تميز واضح فى كتابة ونطق اللغة العربية بأسلوب بسيط ومنمق، بسبب اهتمام الأسرة باللغة العربية، وتحديدا والدها، وهو ما انعكس على الأبناء، وتحديدا فؤاد وصفية.

لم تكتفِ «صفية» بتمكنها من ملكة الخطابة، بل أغراها ذلك بالانضمام إلى فريق التمثيل أيضًا، وبعد حصولها على شهادة البكالوريا التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية لتحصل على الليسانس عام ١٩٤٥، وقد أقنعها صديقا والدها رائدا الإذاعة المصرية آنذاك، الإذاعى محمد فتحى وعبدالوهاب يوسف، بالعمل فى الإذاعة المصرية، وهو اقتراح لاقى قبولها وترحيبها، وفى الوقت نفسه لتحقيق أمنية عزيزة عليها تمنتها طويلًا منذ اشتراكها فى فريق الخطابة والإذاعة المدرسية.

بدأت «صفية المهندس» مشوارها عام ١٩٤٧ من خلال برامج المرأة وبدأته ببرنامج «ركن المرأة»، حيث لم يكن هناك برنامج خاص للمرأة فى الإذاعة المصرية من قبل، ولهذا كانت تقوم بجمع أحاديث مشاهير السيدات مثل «أمينة السعيد»، و«بنت الشاطئ»، و«د.سهير القلماوى» لتذيعها فى برنامجها، ثم أعدت برنامجها الشهير «ربات البيوت» كما شاركت بصوتها فى أوبريت «قطر الندى».

وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة، كأول سيدة تتولى هذا المنصب المهم من عام  1975 إلى 1982 حتى بلغت سن التقاعد، غير أن علاقتها بالميكرفون لم تنقطع بإحالتها للتقاعد، فاستمرت فى تقديم برامجها الشهيرة حتى فترة قصيرة قبيل رحيلها.

وتم اختيارها عام 1999 عضوًا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم عضوًا بمجلس الشورى وعضوًا بالمجلس القومى للفنون، حتى رحلت عن عالمنا عام 2007 عن عمر يناهز 84 عامًا وتركت لنا تراثًا إذاعيًا عظيمًا.

 «أم الإذاعيين»

اشتهرت الإعلامية الراحلة صفية المهندس بلقب «أم الإذاعيين» ليس لكبر سنها، أو لأنها كانت اسمًا بارزًا وعاصرت جيل الرواد الأوائل من الإذاعيين، بل لأنها كانت بالفعل أمًا لكل الإذاعيين بما اشتهرت به من حب وعطف وتقديم العون للجميع، وعدم البخل بخبراتها الطويلة لأى من الأجيال التالية لها، فضلاً عما قدمته من برامج وأعمال إذاعية تمس الأسرة المصرية، والمرأة العربية بشكل عام.

 صفية المهندس لم تكن أول صوت نسائى إذاعى انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فحسب، بل فى إذاعات المشرق العربى كله، فاستحقت اللقب عن جدارة، وربما لم ينافسها فيه غيرها سواء فى حياتها أو بعد رحيلها.

 ليلى دوس

وتعد أول امرأة عربية تعمل كمذيعة راديو فى الشرق الأوسط، بدأت حياتها المهنية كمنتج فى الراديو عام 1944 ثم مذيعة فى نفس العام عندما أعلنت خبر إنزال نورماندى ذلك الغزو الذى أنهى الحرب العالمية الثالثة، والذى قالت عنه أنها وجدت نفسها عالقة أمام هذا الموقف، حيث لم تجد أحدًا فى الإذاعة لإعلان الخبر، مما اضطرها للإعلان عنه بنفسها ومن بعدها انطلقت فى رحلتها بالعمل الإذاعى.

 أمال فهمى

هى ملكة الكلام فى الوطن العربى، وكانت من الإعلاميات الخالدات فى تاريخ الراديو، فهى أول من أدخل الفوازير فى الإذاعة العربية، كما أنها الوحيدة فى ماسبيرو التى حصلت على جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة، بعدما حولت تحقيقات صحفية إلى تحقيقات إذاعية وهو الأمر الذى لاقى استحسان مستمعى الإذاعة، ولدت آمال فهمى عام 1926، وتخرجت فى كلية الآداب، قسم اللغة العربية.

عملت بالصحافة بعد تخرجها، لكنها لم تستمر فى هذا المجال أكثر من عام، كان  أول برنامج قدمته على الإذاعة هو برنامج «حول العالم»، الذى كان يقدم تسجيلات نادرة.

- ويرجع لها الفضل فى إدخال الفوازير للإذاعات العربية وذلك عام 1955، وتعاونت فيها مع «أمير شعر العامية» بيرم التونسى، وبعده مع الشاعر الكبير صلاح جاهين.

- ومن أشهر برامجها، برنامج «ع الناصية» بدأته عام 1957، وحققت من خلاله شهرة واسعة فى الشارع المصرى، كان يقدمه قبلها الإذاعى أحمد طاهر، واستمر البرنامج لمدة 50 عامًا.

- حرصت أمال فهمى على تقديم برامج خدمية منها برنامج «فى خدمتك»، وبرامج فنية منها «هذه ليلتى كما إنها تعد».

أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط عام 1964.

تولت منصب وكيل وزارة الإعلام ثم مستشارة لوزير الإعلام، وكانت من أوائل الإعلاميين الذين جعلوا من برامجهم وسيلة لجمع التبرعات لعدد كبير من المستشفيات رحلت عن عالمنا عن عمر يناهز 92 عامًا.

فضيلة توفيق «أبلة فضيلة» 

عرفت فى بداية ستينيات القرن الماضى فاختارها «بابا شارو» لتحل محله فى تقديم برنامج «غنوة وحدوتة»، واستضافت فيه شخصيات كثيرة بارزة منهم نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبدالوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبدالحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى.

هى صاحبة الصوت الحنون الذى تربى عليه العديد من أطفال جيل الستينيات والسبعينيات، وذلك من خلال برنامجها اليومى «أبلة فضيلة».

تخرجت «فضيلة توفيق» فى كلية الحقوق، ومن ثم عملت فى مكتب المحامى ووزير النقل وقتها «حمدى باشا ذكى». مُنذ نعومة أظافرها ولديها الرغبة فى العمل بمجال يكفل لها القص على الأطفال لأن حسبما قالت فى حوار صحفى لها «كنت أجمع جيرانى الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات».

وفى عام 1953 قابلت الإذاعى المشهور «محمد محمود شعبان» المعروف باسم «بابا شارو» وأخبرته برغبتها فى العمل ببرامج الأطفال، ولكنه أخبرها أن هذا العمل مسئوليته هو فقط!

ثم تم تعيينها للعمل كقارئة للنشرة بالإذاعة وفى عام 1959 تحقق حلمها بالعمل فى برامج الأطفال، وذلك فور انتقال «بابا شارو» للعمل بالتليفزيون.

 ومن هنا بدأت رحلة برنامج «أبلة فضيلة». وقدمت أيضًا برنامجًا آخر بعنوان «غنوة وحدوتة» ومن خلاله حاورت المشاهير من مُختلف المجالات الفنية والأدبية. وأصبحت فيما بعد «أبلة فضيلة» رمزًا من رموز الإذاعة التى يُحبها ويتابعها الكبار والصغار. 

 أمينة صبرى

أول صوت نسائى يرأس الإذاعة هى أمينة صبرى التى كانت تلقب أثناء تجوالها فى حرم «ماسبيرو» بـ«أمينة هانم صبرى».  أمينة هى ابنة وحيدة لأسرة متوسطة تلقت تعليمها فى مدرسة للراهبات، إلا أنها نقلت منها بعدما ضربتها إحدى الراهبات واستكملت تعليمها بكلية البنات بالزمالك.

تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية، أرادت العمل فى المجال الصحفى، نجحت فى اختبار الصوت للإذاعة فى لجنة ترأسها رئيس الإذاعة الأسبق، عبدالحميد الحديدى الذى أخبرها أنها ستذهب لإذاعة صوت العرب، كما كان عضوا فى اللجنة وقتها، بابا شارو وعدد من الإعلاميين الكبار.

اشتهرت أمينة صبرى بجملة «إذاعة صوت العرب من القاهرة»، كما قدمت برنامج «حديث الذكريات» الذى استضافت فيه نجوم الفن والطرب والشعر ومنهم الفنانة صباح وشادية وعماد حمدى وفريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب وحسن فايق ويوسف إدريس ونزار قبانى وغيرهم.

 إيناس جوهر 

من أشهر المذيعات اللاتى عملن فى كل من البرامج الإذاعية والبرامج التليفزيونية  بدأت عملها الإذاعى عام 1969 كمذيعة وقارئة لنشرة الأخبار فى البرنامج العام، ثم عينت كمذيعة وقارئة للنشرة فى إذاعة الشرق الأوسط ووصلت لمنصب نائب شبكة الشرق الأوسط،  ومن ثم لمنصب رئيس شبكة الشرق الأوسط فى الفترة بين عام 2000 وحتى عام 2005 ثم رئيسة للإذاعة فى نفس العام، لتصبح بذلك ثانى سيدة تتولى رئاسة الإذاعة بعد الإذاعية القديرة صفية المهندس وظلت فى هذا المنصب حتى 26/6/2009. 

ساهمت فى إعداد  عدد كبير من البرامج التليفزيونية، ولم يتوقف عطاء «إيناس جوهر» عند هذا الحد حيث أنها تعمل فى تدريب المذيعين على العمل فى التنفيذ على الهواء داخل استوديو التنفيذ وعلى الإذاعات الخارجية  باختلافاتها. 

كما قامت بالمشاركة فى الإعداد والإشراف وإدارة المسرح لجميع الحفلات التى تقيمها الإذاعة وحفلات قطاع الإنتاج والتليفزيون فى المناسبات القومية.

كما ساهمت ضمن لجان الإشراف على إنشاء قناة النيل للدراما وقناة النيل للمنوعات وذلك بالإضافة لكونها قامت بقراءة نشرة الأخبار فى التليفزيون المصرى لمدة أربع سنوات منذ عام 1974 وحتى عام 1978.

من أهم البرامج التى قدمتها:

«تسالى» - «قصة فيلم» - «الجديد فى ورق سوليفان» - «النادى الدولى» - «الفترات المفتوحة» - «ألبوم الذكريات».

- حصلت على العديد من الجوائز  أكثر من مرة فى الاستفتاءات المنوعة على جوائز أفضل إذاعى.

- حصلت برامجها على جوائز أفضل البرامج فى أعياد الإعلاميين.

- وحصل برنامج «تسالى» على رقم 6 بين إذاعات العالم كأفضل برنامج يعطى جرعة ثقافية يومية للمستمع، وذلك من خلال مسابقة أقامتها إذاعة «مونت كارلو».