الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وكأن أطفال العالم جميعًا فى «بئر»: إنقاذ الطفل ريان.. من المغرب إلى لبنان

قصتان إنسانيتان بطلاهما طفلان يحملان نفس الاسم، «ريان»، ذلك الاسم الذى اهتزت له القلوب وتردد طيلة الأيام الماضية على منصات الشبكات الاجتماعية وشاشات التلفزيون والراديو وفى كل الوسائل الإعلامية. اهتم الأطفال قبل الكبار بحادثة طفل المغرب الذى سقط فى البئر وطفل لبنان الذى كان بصحبة والدته فى إحدى الأسواق واختطفته عصابة طلبت فدية قدرها 250 ألف دولار أمريكى.



 

تلك المآسى الإنسانية، التى وحدت الصفوف واللغات والتوجهات، لم تكن هى الأولى من نوعها، فهناك العديد من الأطفال الذين هزت قضاياهم الرأى العام العالمى مثل الطفل الهندى «سوجيث» و«إيلان» الذى جسد مأساة المهاجرين، ومن ضمنهم من دفع حياته ثمنًا للحروب والدمار، شأن كثيرين من الأطفال الفلسطينيين وأبناء مناطق النزاعات فى الشرق الأوسط.

وفى السطور التالية، ترصد مجلة «روزاليوسف» أبرز القصص التى هزت الرأى العام ال

«ريان» المغرب

انتشلت السلطات المغربية جثة طفل كان قد سقط فى بئر عميقة شمالى البلاد لمدة خمسة أيام، بعد محاولة شهدت جهودا كبيرة لإنقاذه.

وكان ريان البالغ من العمر خمس سنوات يلعب بالقرب من البئر التى يزيد عمقها على 30 مترا قبل أن يسقط فيها.

وأثار نبأ وفاة الطفل ريان حزن روّاد مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما من العرب، الذين ظلوا على مدى أيام يتابعون عن كثب سير العملية آملين فى نجاة ريان.

الحادثة المؤلمة التى شدت إليها أعين جميع المغاربة داخل أرض الوطن وخارجه، أظهرت مدى الحس الإنسانى والتلاحم اللذين تتمتع بهما مختلف الشعوب، من خلال تدوينات توثق مدى تتبعهم لمجريات القضية وتأثرهم بالقصة.

وقد جمعت حادثة الطفل ريان ما فرقته السياسة وكرة القدم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم المشادات والمشاحنات التى خلقتها السياسة خاصة بين المواطنين المغاربة والجزائريين، وما خلقته كرة القدم بين المصريين والمغاربة والجزائريين وأيضا التونسيين، إلا أن حادثة الطفل ريان هزت قلوبهم ومشاعرهم، ووحدت بين الشعوب.

«ريان» لبنان

وفى لبنان، تعرض الطفل «ريان» إلى عملية خطف من شخصين يستقلان سيارة وكان بصحبة والدته فى السوق، وتوجها به إلى جهة مجهولة، وظن الخاطفون أن والده صاحب محل مجوهرات وطلبوا فدية تقدر بـ250 ألف دولار أمريكى.

وفور وقوع الحادثة انتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعى صور الطفل ريان ومناشدات لمن يعرف عنه شيئا الاتصال بوالده جوزيف كنعان.

وبعد حالة الحزن التى عمت لبنان وخارجها، تمكّنت شعبة المعلومات فى قوى الأمن الداخلى فى لبنان من تحرير الطفل ريان كنعان وعمت الفرحة قلوب الجميع.

وقد هزت عملية خطفه اللبنانيين، وجعلتهم يطرحون ألف سؤال وسؤال، لاسيما أن هذه العملية سبقتها عملية أخرى تم خلالها احتجاز طفل بالغ من العمر 12 سنة فى إحدى بلدات الضنية ليتم تحريره من قبل القوى الأمنية خلال ساعات.

«قطيفان» سوريا

وتشغل قضية اختطاف الطفل السورى فواز قطيفان، مواقع التواصل الاجتماعى، ونشرت العصابة، التى قامت باختطافه، فيديو مفزعا توثق فيه قيام أفراد العصابة بتعذيب الطفل بطريقة غير إنسانية.

وتألمت سوريا حيث قام ملثمان كانا يستقلان دراجة نارية باعتراض طريق الطفل وشقيقه فى الثانى من نوفمبر العام الماضى، وهما فى طريقهما إلى المدرسة ليخطفوه وينطلقوا به بعيدا إلى جهة غير معلومة. 

وعمد الخاطفون إلى نشر تصوير الطفل أثناء تعذيبه من أجل ابتزاز ذويه، إذ تبلغ قيمة الفدية التى يطالب بها 500 مليون ليرة سورية أى نحو 150 ألف دولار أميركى، مقابل الإفراج عنه. كما أرسل الخاطفون عدة أشرطة مصورة للطفل وهو يناشد ذويه، فى أوقات مختلفة.

«إيلان» وأزمة المهاجرين

أعادت حادثة «ريان» فى المغرب صورة الطفل السورى «إيلان» مجددًا إلى الأذهان مرميا على الشاطئ بعد أن قضت محكمة تركية بالسجن 125 عاما ضد 3 أشخاص بتهمة قتله عمدا، هو الطفل الذى قضى غرقا أثناء محاولة عائلته الوصول إلى أوروبا عبر تركيا واليونان.

وكان إيلان بين مجموعة من المهاجرين السوريين الذين غرقوا عندما انقلب بهم زورق كان يقلهم من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية، وكان بين القتلى شقيقه غالب، خمس سنوات، ووالدته ريحانة، 28 عامًا، فيما نجا والده فقط.

أما صورة جثته ممددا بعدما جرفتها المياه إلى شاطئ تركى، فقد أثارت موجة تعاطف وغضب بسبب ما اعتبر تقاعسا من الدول المتقدمة عن مساعدة آلاف اللاجئين الذين يقومون برحلات بحرية خطرة فى قوارب متهالكة للوصول إلى أوروبا.

«كريم» اليتيم

مأساة الطفل كريم الذى كسرت جمجمته وفقد إحدى عينيه وأمه بقصف أثناء الحرب السورية للمنطقة التى يقطن بها بغوطة دمشق لم تنته بعد، إذ إنه معرض لما هو أشد مرارة.

القصف رسم بداية قاتمة لحياة الرضيع، وأفقده سنده فى الحياة والدته وإحدى عينيه، ليجد نفسه اليوم مهددا بفقدان البصر بشكل كامل، فى حال لم يحصل على الرعاية الطبية اللازمة خارج الغوطة.

وقال والده إن الأطباء أبلغوه أن ابنه بحاجة إلى العلاج خارج الغوطة، حتى لا تصاب شبكية عينه الثانية فيفقد بصره، لافتًا إلى أن الأطباء فى الغوطة بذلوا أقصى جهودهم، لكن شروط الحصار المفروض على المنطقة لا يسمح بأكثر من ذلك.

وقد لاقت قصته تفاعلا واسعا فى شتى أنحاء العالم، وفجرت موجة تضامنية مع الرضيع ومع المحاصرين بالغوطة الشرقية.

«سوجيت» الهندى

تعاطف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى العرب مع محنة الطفل “سوجيث” الذى سقط فى بئر ضيق فى الهند، وسقط “سوجيث”، الذى يبلغ من العمر عامين، فى بئر مهجورة أثناء اللعب مع أصدقائه خارج بيته.

وعلق الطفل فى البداية على عمق 10 أمتار ولكنه سقط إلى أكثر من 21 مترا فى وقت لاحق، ولا تزال عملية إنقاذه مستمرة.

تشابه السيناريو بين «سوجيت» و«ريان» حيث إن كليهما تعرض للخطر ولكن مع اختلاف بعض التفاصيل التى تعرض لها سوجيث الذى صارع الموت بعد مرور ساعات.

«جولين» إسبانيا

تذكرت قناة «أتينا 3» الإسبانية الطفل «جولين» الذى توفى بعد سقوطة فى بئر عميق فى إسبانيا، وذلك بعد أن انتشر خبر وفاة الطفل المغربى ريان عن عمر 5 سنوات، والذى آثار مشاعر العالم بعد سقوطه أيضا فى بئر عميق.

وأشارت القناة إلى أن المغرب وتحديدا مدينة إجران، تعيش حالة من الحزن العميق بسبب الإنقاذ المحزن لريان، الذى سقط عن طريق الخطأ فى بئر، وهو ما أحيا آلام إسبانيا بسبب الإنقاذ المحزن لجولين.

وبعد محاولات مكثفة لإنقاذ الطفل جولين الذى سقط فى بئر عمقها 110 أمتار واتساعها 25 سم، عثر عليه ميتا بسبب ضربة فى الرأس، ويمثل هذا الحادث مأساة كبيرة بالنسبة لإسبانيا برمتها.

وكان جولين يستمتع بيومه فى الريف مع أسرته عام 2019، عندما سقط فى بئر، وحدث نفس الحدث فى المغرب، مع الطفل ريان الذى يبلغ 5 سنوات، مع أوجه شبه واختلاف خاصة فى النتيجة حيث إن كليهما توفى.

وقالت القناة إن ريان كان لا يزال على قيد الحياة، وتم التأكد من إرسال قناع أكسجين ومشروبات سكرية إليه عبر أنبوب، وكان الطفل الصغير فى وضع الجنين دون أن يكون قادرًا على الحركة. مع جولين، لسوء الحظ، لم يكن هناك دليل على أنه لا يزال على قيد الحياة بعد السقوط.