الخميس 3 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
عكس الإتجاه.. طلاق  على قسيمة زواج

عكس الإتجاه.. طلاق على قسيمة زواج

ليس غريبًا على مسامعنا ولا على مجتمعاتنا أن تحصل عروس الطلاق يوم زفافها فى الكوشة، ويحدث الزواج والطلاق السريع لدواعى كثيرة مُهمة أو على أغرب وأهون سبب، حتى لو داس العريس على ذيل فستانها أو سكب الشربات على الطرحة، أو أن الست أمه قد برطَمت بكلمتين أو «زغرت» لها بطرف العين، لكن الغريب أن تحدث نفس الطلاقات بذات الكثافة ولذات الأسباب التافهة وفى المجتمع الأمريكى وليس العربى فقط، وكأن البشر جميعهم صاروا يسيرون على حافة المشاعر الملتهبة والمرتبكة والزائفة فى خرابة شديدة الإتساع تضمنا جميعا اسمها الأرض، وكأننا سئمنا الألفة والوَنَس وبِعنا مصائرنا بالبَخس والخسارات.



من مجلة State Magazine الأمريكية العريقة وغير المنتشرة جماهيريًا كالنيوز ويك مثلاً والتى تصدر من واشنطن دى سى انطلق الخبر كاللهب: خبر العروس الأمريكية التى أصرّت على الطلاق من حبيبها يوم زفافهما ليلة رأس العام لأن العريس كان (بيهزر معها وزودها حبتين) ودفن رأسها فى تورتة الفرح، وهو تقليد يتبعه أغلب العرسان هناك.. قبل الزفاف قد طلبت منه ألا يفعلها أبدا لأسباب لها علاقة بخوف قديم جراء حادثة سيارة أورثتها الرعب والاضطراب من ارتطام وجهها بالأشياء، لكن العريس بَيّتَ النية وفعلها، فكان ما كان.

الأغرب أن العروسين قد صارا بعد انهيار الزواج وخراب الفرح و(شماتة المعازيم) من المشاهير تطاردهما وسائل الإعلام والمواقع ليحكى كلٌ منهما حكايته.. وبينما إلتزم العريس الصمت لأنه هو المتسبب فى انهيار الزواج جالت وتجلّت العروس (جينى هاريس) فى الحكىّ واللت والعجن واستخدمت حساباتها الإليكترونية لتنشر قصصا يومية وقد صارت مصلحة اجتماعية تقدم النصائح للثنائيات ولتؤكد أن علاقتهما كعشيقين لسنوات قبل عقد القران كانت جميلة وآمنة ومستقرة لكنه حين طلب منها الزواج منذ عام انتهى الحب والزواج فى ليلة الزفاف. 

تلك الحكاية أيقظت الصحافة والقنوات ومراكز الدراسات ليكتشفوا جميعًا أن موضوع الطلاق على ورقة زواج صار طقسًا وفعلًا عاديا ويمارسه العروسان بأريحية وبلا ندم، وأن البيوت هشة بما يكفى وزيادة. 

صارت رءوس الموضوعات فى الصحف الأمريكية طوال الأسبوعين الماضيين عبارة عن أسئلة تأتى من الناس المرتبكين والمنزعجين لما يحدث ببساطة، أسئلة على هذه الشاكلة بالتحديد:

1 - can I marry the next day after divorce?

2 - how soon after widening can you get divorce?

3 - why do men change after marriage? أظن أن هذا التساؤل عالمى ولا يخص الرجل الأمريكى وحده بعد الزواج

4 - what is the number 1 reason for divorce?

كل تلك التساؤلات المستهترة التى تدور حول الزواج والطلاق السريع وأهمها هذا السؤال: هل أستطيع الزواج ثانى يوم بعد الطلاق؟ وكأنه وكأنها يملك كلاهما استبن إنسانى جاهز ثانى يوم، وكأنهما بلا مشاعر حب وحزن وأرق وندم.. وكأن السائل يستفسر: هل يجوز شرب المياه بعد الأكل؟ أو هل يجوز أكل البيرجر أو هل يصح إرتداء بدلة مع كوتشى؟

فى كل الأسئلة والأجوبة حول الزواج والطلاق التى يطرحها المجتمع الأمريكى الآن على نفسه، سواء كانت الأسئلة المطروحة على قدر من الأهمية أو هى أسئلة ساذجة بلا اعتناء، إلا أنها جميعها قد خلت من أسباب الطلاق لأجل القائمة أو المهر والثلاجة (على مين؟)..

واجتمعت واشتركت بعض أنواع الطلاقات حول العالم شرقه وغربه وبكل لغات شعوبه فى أن بعض الرجال يتزوجون أكثر من امرأة فى ذات الوقت حتى فى أمريكا، يحدث بالتحايل بالطبع كأن تكون كل امرأة فى ولاية والولايات متباعدة وبعيدا عن أعين السلطات، ويقوم الزوج بتغيير بياناته فى كل ولاية لأن الفعل مُجرّم وغير قانونى، ويتفق الرجال جميعهم فى أربعة أرجاء الدنيا فى الجمع بين عدة عشيقات وحبيبات فى وقت واحد خارج إطار الزواج وبدون عِلم - أو بعلم - الزوجة أو العشيقة.

وتعتبر السيدة Jenée Desmond-Harris صاحبة أقصر وأشهر فترة زواج وطلاق أمريكى تحصل عليه إمرأة إذ تزوجت ليلة عيد الميلاد وطلبت الطلاق فى ذات الليلة، ورسميا ستحصل على ورقتها فى نهاية يناير الحالى، ورغم محاولات أسرتها وأصدقائها لإصلاح ما بينهما باعتبار أنه أول خطأ يرتكبه الزوج إلا أنها ردت عبر حسابها الشخصى قائلةً إن الزوج قد تعدى الخطوط الحمراء وأنه لم يبدِ تجاهها الاحترام الكافى.

طيب ياريت الست «جينى» تيجى تتفرج هِنا.