السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الإتجاه..فياجرا فى رأس السنة

عكس الإتجاه..فياجرا فى رأس السنة

الجرائم الإنسانية المروعة التى ارتكبها عدد من سكان الكوكب فى بعضهم البعض بسكين بارد وبدم بارد وهم يحتسون مشروبًا باردًا فى الليلة الأخيرة من العام 2021، نهاية السنة التى تقول إن كل تلك الهدايا والمباهج والألوان والأضواء والصخب والاحتفالات المُصوّرة والأمنيات والضحكات والقُبُلات كلها كاذبة.



لأنك وأنت تتابع صفحات الحوادث فى كبريات الصحف والمجلات الصادرة فى دول العالم الأول ودول العالم الأخير، وأنت تتأمل تلك الشعوب المتحضرة والأخرى الهمجية ستعرف أن «ما فى القلب فى القلب» وأن «مصارين بطن الدنيا شرقها وغربها تتعارك» بنفس السلاح «التِلِم» وبنفس الروح الأكثر رداءة؛ حيث لا فضل لغربىّ على شرقىّ إلا بغزارة الدم ومهارة السكين، وأننا كما نحن على نفس الوضع الذى ابتدأ به العام الأول من الكون العتيق.

ربما حظيت بلدة Fanano di Gradara بإيطاليا بالجريمة الأكثر بشاعة والأكثر غرابة على الإطلاق ليلة رأس السنة، الجريمة التى تقول إن المرأة هناك ضحية تعانى الأمرّيْن وأنها لم تخرج من عصر جاهليتهم وأنها المخلوق الأكثر ضعفًا والمُنَكّل بها مع سبق الإصرار والترصُّد، حين أقدم الزوج Vito Canginy الثمانينى -عمره 80 عامًا- على طعن زوجته الأوكرانية الستينية - 61  عامًا -Natalia Kyrychok حتى الموت شاكّا فى سلوكها ولأنها رفضت مطارحته الغرام بعد أن ابتلع حبة فياجرا وطلب منها الدخول معه إلى غرفة النوم، ولمّا تماطلت طعنها 6 طعنات نافذة بسكين المطبخ وتناول عشاءه وخَمْرِهِ ونام واستيقظ فى الصباح وتناول إفطاره بجوار الجثة والدم ثم أخذ الكلب وخرجا ودخلا البيت معًا للتريض- كيف قبِل ورضِىَ وسكت الكلب على قتل صاحبته؟- وعند مغيب اليوم الثانى اتصل الزوج بالجيران وطلب منهم إبلاغ الشرطة لأنه قد قتل زوجته بالأمس، وعندما جاءت الشرطة قال الزوج الثمانينى إن زوجته التى تعمل طباخة فى مطعم لم تعد ترغبه وأنها تخونه مع صاحب الكافيتريا!

وتناقلت جريمة الثمانينى الإيطالى معظم وسائل إعلام الغرب لغرابتها ولشذوذها؛ حيث لم يصدقها أحد، حتى الجيران والشرطة حين أبلغ القاتل عن جريمته اعتقدوا أنه يمازحهم إلى أن شاهدوا الجثة والدماء المتخثرة حولها وبقايا عشاء وخمور الأمس فوق الطاولة.

لماذا لم يصدقه أحد؟.. لأنه ببساطة عجوز طاعن فى العمر، مُسِنّ فى عمر الوهن؛ وَهَن الجسد والقلب، عجوز فى عُمر التجاعيد؛ تجاعيد البشرة والروح، تقريبًا هو عُمر الموت.. واحدٌ وثمانون عامًا، لقد بلغ من العمر عِتيًا ويغار ويتناول الفياجرا ويقتل!

وهل تختلف تلك الجريمة الإيطالية عن هذهِ الجريمة الهندية التى وقعت فى بلدة تُدعى Maharashtra بغرب الهند وتحكى عن فتى مراهق ووالدته قتلا الابنة ذات الـ 19 عامًا طعنًا بالسكين وفصلا رأسها وأخذا صورة ثلاثية سيلفى لهما مع رأس القتيلة التى كانت تعد لهما كوبين من الشاى فى بيت الزوجية! قتلاها لأنها تزوجت دون إرادتهما ممن تُحب وكانت حاملاً فى جنين.

فى الجريمتين البشعتين ليس ثمة اختلاف فى الوقائع والنتائج والنهايات، لا بين أداة الجريمة ولا طريقة القتل ولا نوع الضحية؛ حيث النساء يكافحن ليحصلن على إنسانيتهن المسلوبة والموءودة، الاختلاف الوحيد بين الجريمتين أن إحداها جَرَت فى إيطاليا والأخرى جرت فى الهند؛ حيث لا فرق.

نعم حيث لا فرق بين امرأة إيطالية ترتدى من برادا أو جوتشى أو أرمانى أو روبرتو أو فيرساتشى أو موسكينو، وبين هندية ترتدى السارى وتضع علامة حمراء على الجبين، وحيث تنفرد نساء الهند بالأكثر عددًا فى الاغتصاب والقتل وتحتل المركز الأول عالميًا.

هل يعنى هذا المركز المتفوق لاغتصاب نساء الهند حقيقة الوضع فى العالم؟ ربما لا.. ربما حظيت إحدى أو عدد من دول العالم الأول بالمراكز الأولى، مَن يدرى؟ فنفس المساحيق الإيطالية والروائح الفرنسية التى تتجمل بها المرأة الأوروبية، تتجمل بها الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان هناك والدليل جريمة إيطاليا.