الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ياريت تعود

ياريت تعود

سحابة من الحزن العميق  اجتاحت الشارع الغنائى وغير الغنائى بعد رحيل الموسيقار والمطرب أحمد الحجار شقيق المطرب العملاق على الحجار، ترجمتها  معانٍ  مؤثرة وصادقة حولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى سرداق عزاء لم يغلق أبوابه  حتى الآن، ومنذ مساء الثلاثاء الماضى.



رثاء زملائه والمقربين منه، كشف حقيقة حالة الشجن التي أبدعها فى ألحانه أو التي قدمها لكبار المطربين وميزت كتالوجه الموسيقى النادر وغير المسبوق منذ أن قدم للجمهور رائعة اعذرينى لشقيقه المطرب الكبير على الحجار، وعندما  لحَّن أغنية «وصار العشق موالى» للمطرب الكبير أحمد ابراهيم ثم فاجأ الجمهور بصوته برائعة «عود» التي كشفت الوجه الآخر للموسيقار الراحل وأعلنت ميلاد مطرب عملاق ثم تنوعت أعماله من المطرب محمد فؤاد إلى هشام عباس وطارق فؤاد ليؤسس مدرسة موسيقية غير مسبوقة تمثل امتدادًا حقيقيًا لجيل العمالقة الكبار الذين أمتعونا بأعمالهم الخالدة بالعود الشرقى أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى ومحمد الموجى وبليغ حمدى وكمال الطويل وعمار الشريعى، فقد كان أحمد الحجار من أواخر الملحنين البارعين فى العزف والتلحين بالعود هذه الآلة الخالدة التي باختفائها غابت الأغنية الطربية من السوق الغنائية وخرجت الأصالة ولم تعد حتى الآن.

كلمات الرثاء التي خرجت من زملائه والمقربين عكست أيضًا الجانب الإنسانى الذي قد لا يعرفه أحد والوجه الملائكى الحقيقى لفقيد الموسيقى والغناء والجانب الأخلاقى النادر له وطيبته الشديدة وتواضعة وبساطته، وكلها مواصفات خرجت من رحم النشأة والتربية حيث عاش أحمد فى بيت مصري متمسك بالتقاليد والأعراف الاجتماعية  الأصيلة وبيئة موسيقية خالصة ونقية ومبدعة  لوالده «إبراهيم الحجار» الأستاذ والمربى لأجيال من الوسط الغنائى.

وكان التجلى الأعظم لصورة هذه العائلة والحب الذي جمع بينهم عندما قدم المطرب القدير على الحجار فى إحدى حفلاته المذاعة تليفزيونيًا  على الهواء وشاهدها كل المصريين،  وقدم فيها والده بصوته الساحر وشقيقه فى أغنية «عود»..الحفل لم يكشف فقط معدن هذه الأسرة الغنائى الفطرى؛ بل رسم صورة مثالية لأسرة الحجار التي تشبه الأسر المصرية الأصيلة.

رثاء أحمد الحجار لم يقتصر على أبناء جيله؛ بل  مختلف  الأجيال فى الوسط الغنائى والسينمائى الذين ارتبطوا بأعماله، وكان الشاعر المصري جمال بخيت من أوائل مَن أعلنوا خبر وفاة صديقه الفنان الراحل،  حيث وصفه بـ«الملاك»، وهو نفس الوصف الذي كتبه الفنان الكبير صلاح عبدالله.

والكاتب والشاعر الكبير جمال بخيت الذي نعاه بكلمات مؤثرة قائلا «ياريتنى كنت أنا يا أحمد»، وبخيت هو الذي أبدع كلمات أغنيته الشهيرة «عود» وتقول:

عود.. الفجر لسه بيبتسم بين دمعتين

عود.. الفرح ممكن يتقسم على شفتين

عود.. الوهم مات والذكريات قالتلى حبك بالوجود

ياريت تعود.. ياريت تعود

رسائل النجوم «مصريون وعرب» توالت بعد أن نشر جمال بخيت صديقه المقرب  فى صفحته خبر الرحيل الصادم، منهم عمرو دياب، تامر حسنى، عبدالله الرويشد والشعراء بهاء الدين محمد ومصطفى مرسى.  الفنان الراحل أصدر ألبوماتٍ غنائية متنوعة منها «ولا عمري»، و«اتمنيت»، وغنّى من ألحانه، الفنانون: أنغام، مدحت صالح، وأحمد إبراهيم وعلاء عبدالخالق، هشام عباس وأنوشكا، ومن آخر ما قدمه الراحل أغنية «قالوا إيه» من كلماته وتلحينه، وغناها شقيقه على الحجار والفنان محمد ثروت.. إلى جانب تأليف عددٍ من المسرحيات، والأفلام،  والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، ومن أشهر أعماله الموسيقية التي ألّفها للسينما؛ موسيقى وأغانى فيلم «أمريكا شيكا بيكا» بطولة الفنان محمد فؤاد، والذي نعاه  أيضا عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل بقوله: «وداعًا الأخ العزيز والإنسان النقى...» كما نعت إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية الفنان الراحل، واعتبرت أن «الموسيقى العربية فقدت نجمًا لامعًا تميز بصوت أصيل وإحساس مرهف».. ياريت يعود  هذا الإحساس الساحر أو يستمر بيننا.