الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الدولة خططت للاعتماد الكامل على النفس منذ 2016 متحور كورونا ومعرض «إيديكس» يكشفان حقيقة مصـر العظمى

الدولة خططت للاعتماد الكامل على النفس منذ 2016 متحور كورونا ومعرض «إيديكس» يكشفان حقيقة مصـر العظمى

عندما ظهر فيروس كورونا قبل عامين غير الكثير من واقع الحياة فى العالم وأجبر دولا على إغلاق حدودها وعالما كاملا على ارتداء الكمامة وأوقف التلامس الاجتماعى، لكن أكثر ما فعلته كورونا فى العالم أنها أسقطت نظرية التكتلات الجيوسياسية وفتحت الباب على مصراعيه أمام الحديث عن الدولة القُطرية - بضم القاف - خاصة أن من امتلك التكنولوجيا والقدرة على تصنيع لقاح مضاد لكورونا فقد وضع نفسه على خريطة النجاة.



 

أعقبها الدول الغنية التى تمتلك الثورة ولا تمتلك التكنولوجيا لكن عندها القدرة على شراء اللقاح لكنها ومع كل الثراء تأتى فى المرتبة الثانية فعليها أن تنتظر أولا حصول الدول المتقدمة تكنولوجيا على كفايتها من اللقاح ثم تستورد ما تبقى.

وفى المرتبة الثالثة الدول الفقيرة التى تنتظر الفتات من دول التكنولوجيا ودول الثروة.

لذلك كان منطقيا ومع بداية ظهور المرض وقلة عدد اللقاحات المنتجة أن تجد دولًا كاملة تستولى على سفينة لقاحات مرسلة إلى دولة أخرى، أو تفكر بعقلية أنا وشعبى أولا. 

ولولا أن انتشار الفيروس عالميا يمكن أن يقضى على الحياة فى الكوكب وسيهدد حتى الدول التى تمتلك التكنولوجيا أو الثروة لما تم توزيع اللقاح عالميا والسماح بتصنيعه فى دول حول العالم ليست بالثراء الضخم لكن لديها بنية إنسانية وتكنولوجية تساعدها على إنتاج الأمصال ومن تلك الدول كانت مصر.

هذه الحقيقة التى كشفت أهمية الدولة – القُطرية – بضم القاف – هى التى أفرزت فى الأدبيات السياسية المصرية مصطلح مصر العظمى.

مصر العظمى التى يجب ألا تعتمد على أحد سوى سواعد وعقول أبنائها وبالتالى لا يمكن أن تستمر الحياة بنفس الوتيرة التى تجعل مصر مهددة فى حالة ما أجبر فيروس كورونا العالم على الإغلاق. 

مصر بدأت منذ تولى الرئيس السيسى السير فى طريق تحقيق الاستقلالية الاقتصادية رغم صعوبة الطريق وما تحمله المواطن المصرى من جراء تبعات الإصلاح الاقتصادى الذى لو لم يتم فى 2016 كانت مصر ستتعرض لأسوأ أزمة اقتصادية فى تاريخها.

الرئيس السيسى لديه فلسفة فى الإدارة وهى الإدارة بالنموذج بمعنى أن عندى أزمة فى إسكان الطبقات الكادحة التى تعيش فى أماكن خطرة غير مخططة والحل قد يكون بتقديم مساعدات أو ترميم منازل أو غيره لكن الرئيس يدخل لحل المشكلة من جذورها.

بيوت جديدة مؤثثة وإزالة كاملة للمناطق الخطرة.

عندك أزمة مرورية فى مدينة نصر ومصر الجديدة. 

فورا جراحة دقيقة وعدد من المحاور الطولية والعرضية تنهى الأزمة.

الإدارة بالنموذج امتدت إلى تثبيت ما يسمى بمصر العظمى التى لن تحتاج إلى أحد قبل وبعد ظهور كورونا ومتحورها الجديد. 

مثلا معرض إيديكس شهد ظهور الطائرة بدون طيار المصرية بالكامل وقد طرحتها «الهيئة العربية للتصنيع» وهى طائرات مقاتلة وتدريب ومسيرات من إنتاجها بالمعرض والطائرة نوت«Nut» أول طائرة استطلاع مصرية %100 وهى طائرة هدفية واستطلاعية ومسلحة تم تصميمها وتصنيعها بالكامل بأياد مصرية، واسم الطائرة مستوحى من اللغة الفرعونية وهى تمثل إلهة السماء عند قدماء المصريين وقد يسال البعض عن أهمية تصنيع طائرة بدون طيار وعلاقتها بالفيروس.

أهميتها أنها جزء من امتلاك السلاح ولن تنتظر أن يعطيك الآخر سلاحا أو قطع غيار كما أنها أحد الحلول السريعة والناجزة لإنهاء مهام قتالية خارج حدودك وتدمير ما تريد تدميره لو كتب عليك القتال داخل حدودك أو خارجها.

القصة لم تكن فقط فى الطائرة بل شمل المعرض لأول مرة أيضا عرضا لقذائف الأعماق «نورس 1» التى تتعامل مع الغواصات على أعماق عديدة وهى صناعة مصرية، وشهد الجناح المصرى أيضا افتتاح أول وأحدث مركز لعمرة الطائرات الهليكوبتر يعمل على عمرة 16 طائرة فى وقت واحد بعمالة فنية مصرية 100 % تقوم بعملية رفع كفاءة وعمرة طائرات الهليكوبتر سواء شرقية أو غربية.

طبعا إلى جانب صناعة الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة والخفيفة وقطع الغيار كل هذا يصب فى مصلحة مصر العظمى القوية متعددة مصادر السلاح.

التعامل مع نظرية مصر العظمى لم يكن مقتصرًا على أن نمتلك ونصنع السلاح بل تعداه إلى تصنيع اللقاحات وإذا كنا نصنع حاليا سينوفاك الصينى فهناك الآن تجارب سريرية على لقاح مصرى %100 وتجارب أخرى تجرى على دواء مصرى.

ولأن من يمتلك قوته يمتلك حريته كان تخطيط الرئيس السيسى أن تتمكن مصر من إنتاج قوتها بالكامل أو على الأقل معظم قوتها لذلك كان الإعلان عن مشروع المليون فدان ومشروعات الصوب الزراعية وتكنولوجيا الزراعة الحديثة التى تعطى إنتاجية أعلى للفدان فمثلا إنتاج فدان من الصوب الزراعية يعادل إنتاج ثلاثة فدادين من الإنتاج العادى.

وبحسب مجلس الوزراء فقد ارتفع إنتاج الخضر بنسبة 88.9 %، حيث سجلت 25.5 مليون طن عام 2020 مقارنة بـ 13.5 مليون طن عام 2014، وزاد إنتاج الفاكهة بنسبة 42.7 %، حيث سجل 10.7مليون طن عام 2020 مقارنة بـ 7.5 مليون طن عام 2014. وفى الإطار ذاته، زاد إنتاج المحاصيل السكرية بنسبة 20 %، مسجلًا 2.4 مليون طن عام 2020 مقارنة بـ 2 مليون طن عام 2014، بينما زاد إنتاج الحبوب بنسبة 4.2 %، حيث سجل 24.8 مليون طن عام 2020 مقارنة بـ 23.8 مليون طن عام 2014، وكذلك زاد إنتاج البقوليات بنسبة 2 %، حيث سجل 300 ألف طن عام 2020 مقارنة بـ 294 ألف طن عام 2014.

كما حققت مصر الاكتفاء الذاتى بنسبة %100 من 9 محاصيل زراعية خلال عام 2020، أهمها الخضر بإنتاج 25.5 مليون طن، والفاكهة بإنتاج 10.7 مليون طن، والأرز بإنتاج 6.5 مليون طن، والذرة البيضاء بإنتاج 4.5 مليون طن، والبصل بإنتاج 4 ملايين طن، والتمور بإنتاج 1.7 مليون طن، والذرة الرفيعة بإنتاج 850 ألف طن.

ورغم جائحة كورونا التى أثرت بالسلب على اقتصاديات العالم، صمدت الصادرات الزراعية المصرية خلال عام 2020، حيث تراجع الميزان التجارى للسلع الزراعية بنسبة %10.5، مسجلًا 5.1 مليار دولار عام 2020 مقارنة بـ 5.7 مليار دولار عام 2019، ذلك على الرغم من تفشى فيروس كورونا وتراجع حركة التجارة العالمية بنسبة بلغت 9.5 %.

كما حققت الصادرات الزراعية المصرية حتى الآن نحو 4.5 مليون طن استطاعت النفاذ إلى جميع أسواق العالم.

والأهم من كل تلك الأرقام أننا استيقظنا على خبر تحقيق مصر الاكتفاء الذاتى من السكر وإنتاج %60 من احتياجاتنا من القمح. 

سيقول البعض أن إنتاجنا من القمح مازال ضعيفا لكن لو دققنا النظر فإن مصر لديها مخزون من السلع يكفينا ما بين 6 إلى 9 أشهر خاصة السلع الحيوية مثل الزيت والقمح وهذا يعنى التالى

أنه فى حالة تعرض البلاد لإغلاق أو تعرض الدول المصدرة لإغلاق بسبب كورونا فإن الدولة قادرة على تغيير تركيبة زراعة المحاصيل وساعتها سنودع الكانتلوب والفراولة مؤقتا لصالح القمح والذرة وعباد الشمس.

ومع انتشار المزارع السمكية تمكنت مصر من احتلال المركز الأول إفريقيًا إنتاجًا للأسماك والسادس عالميًا فى الاستزراع السمكى وبحسب وزير الزراعة السيد القصير، فإن مصر نجحت فى احتلال المرتبة الثالثة عالميًا فى إنتاج أسماك البلطى وأصبحت تكتفى ذاتيا من إنتاج الأسماك بعد أن كان لدينا عجز 300 ألف طن سنويا.

مصر العظمى يخطط لها منذ زمن وبهدوء, ونصيحة لا تنظر إلى مشروعات الرئيس السيسى لبناء مصر نظرة منفردة إنها مثل قطع البازل لو جمعتها مع بعضها ستصلك رؤية كاملة تعرف بعدها أن مصر تستعد لإعلان مصر العظمى قريبا جداً.