السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
عكس الاتجاه.. المغنية التى «بالت» على الجماهير

عكس الاتجاه.. المغنية التى «بالت» على الجماهير

كانت حادثة المغنية صوفيا التى تبوَّلت على أحد معجبيها فى حفل حىّ وأمام آلاف الحضور، هى الحادثة الأشهَر فى أمريكا  هذهٍ الأيام، ربما كانت أكثر شهرة من قصة مرض بايدن المفاجئ وتسلم كمالا هاريس الحكم مؤقتًا منه.. ففى أحد مهرجانات الغناء الكبرى التى تقام فى ولاية فلوريدا والمعروف باسم (Rockville metal festival) كانت المطربة صوفيا أوريستا Sofia Urista تغنى والباند يعزف، وفى وسط أداء الفرقة نادت صوفيا على أحد الحضور وطلبت منه أن يصعد ويستلقى على المسرح ثم خلعت بنطالها وتبوّلت على وجهه، بينما لم تتوقف الفرقة الموسيقية عن العزف أثناء التبوُّل، ثم كان أن وجّهت صوفيا كلامها لآلاف الحضور قائلة أنها (مزنوقة) ولا تستطيع إيقاف الغناء.



لم تمر الحادثة مرور الكرام؛ إذ صارت كالنار فى هشيم المجتمع المفتوح على كل الفضائح وتناولتها كل الصحف والقنوات هناك، وتدخلت إدارة الفيسبوك وأبلغت إدارة بوليس فلوريدا بالتصرف.

فى حادثة تاريخية لم يفعلها أى مغنٍّ فى العالم من قبل ولا حتى مطربو مهرجانات مصر، كما أنهم فى أمريكا ليست لديهم نقابة موسيقية وبالطبع (ما عندهومش) هانى شاكر، إلا أن الجمهور الأمريكى هو الذى صار القاضى والجلاد؛ خصوصًا بعد أن (خلع) البوليس يديه ومزّق أوراق القضية التى (سوّتها) إدارة الفيسبوك، وانتشرت تعليقات المتابعين على تويتر وفيسبوك المستهجنة للفعل المشين والمُخجِل والغريب والنادر فى حفل غنائى عام.

لم يسأل أحد من قبل سؤالًا مُهمًا ربما كان سؤالًا غير لائق: ماذا يفعل المغنى الذى يظل على المسرح ساعات طوال لو أراد دخول الحمَّام؟

يقينًا أن تكون الإجابة أن يتبول على الناس؛ لكن تلك الواقعة فتحت حدودًا وآفاقًا ليس فقط بجنون وطرقعة نافوخ بعض الفنانين ولكن لمسألة المعاقبة ثم مسألة إلقاء التهم والمسميات التى تدعى تلويث الذوق العام والإساءة للبلد وأشياء من هذا القبيل: 

أولا: لم تقم أىُّ مؤسّسة بإيقاف المُتَبَوّلة عن الغناء، فلا يوجد هناك نص قانونى بإدانتها وحبسها.

ثانيًا: كانت الجماهير شديدة العصف بها ما اضطرها للخروج عن صمتها يوم الأحد الماضى والاعتذار عبر تويتر  والوعد بأنها لن تفعل تلك الجريمة البشعة ثانية؛ لأنها تحب فنها وجمهورها، ثم اعتذرت للرجل الذى بالت على وجهه.

صوفيا أوريستا المطربة ومؤلفة الأغانى الأمريكية ذات الأصول الإفريقية والمولودة فى 1نوفمبر عام 1985بمدينة ديترويت ولاية ميشيجان قد بلغت هذا الشهر عامَها السادس والثلاثين، وهى التى اعتادت أن تقدم حفلاً كبيرًا  كل عام فى شهر مولدها؛ إلا أن الاحتفال هذا العام كان غريبًا ومقرفًا ومستهجنًا من جماهيرها العريضة، الجماهير التى كادت أن تطيح بشهرتها لولا أن اعتذرت ونَدِمَت وأقسمت ألا تفعل ذلك مرةً ثانيةً.

فى أمريكا لا توجد نقابة للمطربين لكن توجد نقابة للكتّاب لها مقران أحدهما فى نيويورك والآخر فى كاليفورنيا، كما توجد نقابة للممثلين.

للحكاية وجهٌ آخرُ، وجْهٌ أكثر إشراقًا وتحضرًا يقول إن الحكم أولا وأخيرًا للجماهير، وإن كل الفنون تُطرَح وتُغَرّبَل من قبل المستمعين والمشاهدين والنقاد، ولها مستمعوها، فلا حِكْرَ ولا منع ولا مصادرة ولا حُكْم لأحد سوى ذائقة الجماهير.