الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1/ 2.. موسم الهجرة للمهرجانات «كعب داير»

كلمة و 1/ 2.. موسم الهجرة للمهرجانات «كعب داير»

يكتظ شهر أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر بالعديد من المهرجانات العربية التي تتلاحق، انتهت قبل قليل فعاليات مهرجان «قرطاج» في الدولة الحبيبة إلى قلوبنا تونس «الخضراء»، وواكب ذلك اقتراب انطلاق مهرجان «القاهرة» وبعد أن يسدل ستائره 5 ديسمبر القادم بأربع وعشرين ساعة فقط، يبدأ مهرجان البحر الأحمر «جدة» بالمملكة العربية السعودية، وذلك في دورته الأولي، المهرجانات السينمائية العربية صارت تقريبا محشورة زمنيا في تلك المساحة المحدودة زمنيا، وينتقل النجوم والصحفيون والإعلاميون «كعب داير» من مهرجان إلى آخر. أقدم مهرجان عربي «قرطاج» فى دورته التي تحمل رقم «32» عقد أيضا أول دوراته في أكتوبر.



وقبل أن تسأل عزيزي القارئ لماذا هو الأقدم بينما مهرجان «القاهرة» يحتفل نهاية هذا الشهر بدورته رقم 43 ؟ أجيب قائلا أن السبب في تفوق «القاهرة» الرقمي يعود إلى أن «قرطاج» والذي انطلق عام 1966 كان يعقد في البداية مرة كل عامين، بينما «القاهرة» أقيمت أولى دوراته 1976، «قرطاج» قبل عشر سنوات فقط صار مهرجانا سنويا.

 بدأنا نستشعر تفاصيل متعددة تشير إلى إيقاع سريع لعودة الحياة بكل طقوسها، المهرجانات واحدة من المؤشرات، من خلال تلك الرسائل التي تتلاحق أمامنا، المهرجانات ليست فقط أفلاما وندوات ولقاءات ولكن هناك رتوشا على هامش الصورة، من الممكن أن تلقي ظلالا، وتؤدي دورا، وترسم ملمحا، يظل يسكنك، بينما قد تغادرك سريعا أفلام لا تستحق حتى زمن المشاهدة.

 لديكم مثال واحد من أشهر المهرجانات وهو «كان»، تلك المدينة الصغيرة جغرافيا، الساحرة بمقياس الجمال، والتى حققت بسبب المهرجان منذ انطلاقه عام 1946 كل هذا الحضور العالمي،  يصل عدد زوارها في أسبوعي المهرجان إلى ثلاثة أضعاف عدد سكانها.

«كان» ليس فقط هدفا لعشاق أفلام السينما، ولكن تجد أيضا وبوفرة «المهاويس» بنجوم السينما، الذين جاءوا من مختلف أنحاء العالم،  دائما هناك من يسألك أن تمنحه دعوة مجانية لفيلم،  كما أن كُثرا لا يعنيهم سوى الحصول على صورة «سلفي» مع فنان، أو لقطة على «السجادة الحمراء»،بعضهم يعتقد بأن الطريق للعالمية يبدأ من شاطئ «الريفييرا»، طوال رحلتي في المهرجانات العالمية، التي تربو على ثلاثة عقود من الزمن، وأنا أرى مجانين الفن والأضواء،  الذين يعتقدون أن الوصول للنجومية مجرد ضربة حظ، طبعا لا أنكر أن للحظ دورا لا يمكن إغفاله، ولو عدت لأغلب حكايات النجوم ستكتشف لمسات الحظ مسيطرة، ولكن استكمال الطريق لا يمكن أن يستند فقط إلى ضربة الحظ التي قد تأتي فقط مرة واحدة في البداية، الاستمرار يحتاج إلى قانون آخر، إنه الشغف، أن يظل الفنان شغوفا بالمعرفة وأن يبذل أيضا الجهد من أجل تحقيق حلمه، وأن يتعلم كيف لا ينكسر، مهما تلاحقت ضده الضربات.

المهرجانات تلعب حاليا دورا أكثر إلحاحا في حياة الناس، وهدفها الأسمي في هذا العام، قبل اقتناص الأفلام المهمة، التأكيد على عودة الحياة إلى طبيعتها، وهو ما نراه الآن، برغم الاحتراز فإن لدينا حياة ستعود حتما، ويبقي أن نسعى إلى إيجاد مساحة زمنية أبعد من مجرد الشهور الثلاث الأخيرة من العام ليعود فيها مجددا تفنيط أوراق المهرجانات العربية على كل شهور العام، بعد أن أصبحنا جميعا نلهث «كعب داير»!!.