الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إلا خمسة

إلا خمسة

 أجمل ما فى مباراة  القمة 123 التى انتهت بفوز مستحق وعريض للأهلى هو هتاف جمهور الناديين الكبيرين بعد لقاء ثنائى الأبعاد وخروجه سعيدًا. 



أمّا الأروع فهو لقطة نجم الأهلى محمد مجدى «قفشة» عندما احتضن طفل الزمالك جامع الكرات بعد أن رآه يبكى بحرارة على هزيمة الزمالك وأهدى له «تى شيرت» الأهلى.

واللقاء فى مُجمله عبارة عن مباراتين منفصلتين (ذهاب وعودة) أو مباراة من شوطين أبدع الأهلى فى الأول وسَجّل ثلاثية نظيفة وأسعد جماهيره وفى الثانى فاز الزمالك بثلاثية مقابل هدفين وأنقذ سمعته بمعجزة.

القمة الكروية الـ 123 خرجت مشرفة وكبيرة وبرقم قياسى فى عدد الأهداف لم يتحقق فى لقاءات الفريقين طوال تاريخهما (8 أهداف) وبطاقم تحكيم «صُنع فى مصر» وبأداء يليق بسمعة الناديين الكبيرين يبعث الطمائنية لمسيرة منتخب مصر ويخدم تطلعه لتحقيق بطولة كأس العرب وبلوغ نهائيات كأس العالم بقطر.

فى لقاء الذهاب أو الشوط الأول تفوّق «موسيمانى» بتشكيل مثالى وطريقة لعب واقعية وفاجَأ الجميع بالچوكر «حمدى فتحى» فى مركز الليبرو والقيام بأدوار مهمة فى الدفاع والوسط لتأمين منطقة المناورات مع منح «السولية» حرية التقدم و«قفشة» حرية بناء الهجمات من النقطة التى يراها مناسبة فى الملعب، بينما ترك «ديانج» يمرح بين الوسط والهجوم لإنجاز مهمة تأمين دائرة الوسط والتقدم للضغط على دفاع الزمالك، وهى مهمة جديدة له سمحت له بإحراز هدفين. الرباعى «فتحى والسولية وديانج وقفشة» منحوا الأهلى الأفضلية فى السيطرة على مناطق المناورات وتضييق المساحات على عمق الزمالك، فبدا «عاشور» تائهًا و«زيزو» أمام طرُق مسدودة و«أوباما» فى غيبوبة، بينما ارتبك أداء «طارق حامد» واختفت أدواره وبالتالى خطورة الزمالك تمامًا طوال هذا الشوط الذى أنهاه الأهلى لعبًا وأداءً بنتيجة ثقيلة أفقدت «كارتيرون» وعيه مع غياب تركيز مفاتيح لعبه وخسارته للرهان بـ«عمر السعيد» الذى كان مجرد شبَح فى صورة مهاجم فَقَدَ عقله، فضلاً عن ارتباك الثلاثى «المثلوثى وعلاء وأبوجبل» الذى لم يحضر الشوط الأول بالكامل ولهذا خرج الأهلى بنتيجة كبيرة وغير متوقعة أعادت كابوس مباراة الستة الشهيرة فى عام 2002 وتمنت الجماهير الزملكاوية- وأنا منهم- أن ينتهى اللقاء بهذه النتيجة فى ظل غيبوبة نجوم الزمالك.

فى لقاء العودة أو الشوط الثانى تبدّل الوضع فى الزمالك بنزول «الجزيرى ومصطفى فتحى» وبدلاً من أن ينقض نجوم الأهلى والسعى لتحقيق نتيجة تاريخية جديدة تراجَع الأهلى واستعاد الزمالك توازنه بعد هدف «فتحى» وبعدما فاق الأهلى وتقدّم بخمسة أهداف قابلة للزيادة بدأت تخاريف «موسيمانى» بإخراج نجوم اللقاء وإتاحة فرصة ذهبية للزمالك بالعودة للقاء وتقليل الفارق.

نتيجة اللقاء فى العموم ثقيلة بكل المقاييس على جماهير الزمالك، وساحقة وتاريخية للأهلى الذى خرج منها مستعيدًا توازنه وبريقه ووصوله إلى تشكيل مثالى قادر على توجيه إنذار لكل أندية الدورى، أمّا الزمالك فليس أمامه سوى تثبيت تشكيل الشوط الثانى وخروج «بن شرقى وإمام عاشور» من الإنعاش والغيبوبة مع إعادة الحسابات مع نجومه؛ خصوصًا الثلاثى الضائع «أبوجبل والمثلوثى ومحمود علاء»، فالأول رُغْمَ إعلانه الحارس الأساسى للفريق وانضمامه للمنتخب الوطنى؛ فإنه يحتاج إلى مراجعة النفس والأداء الذى لا يليق بعدما أصبح صورة حارس لكن بلا شخصية أو مضمون، أمّا الثانى فقد أثبت أن تألقه حلاوة روح ولا بُدَّ من إيجاد البديل، أمّا الثالث فلا بُدَّ له من التخلص من الأداء العبيط والأخطاء الساذجة المتكررة، ولا أعرف لماذا انضم لاعب بهذا المستوى للفريق الوطنى ولعل هذا الانضمام هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ سمعته والحفاظ على اللقب الذى لا يستحقه كهداف تاريخى لمدافعى الزمالك.

من حق جماهير الأهلى أن تفرح بالفوز التاريخى والمستوى الذى يليق باسم الأهلى والافتخار بمستويات «حمدى فتحى» مفتاح الفوز و«أكرم توفيق» و«السولية» صاحب أجمل أسّست فى المباراة، و«قفشة» و«محمد شريف»، وعلى موسيمانى الاستفادة من الأخطاء التى أهدرت فوزًا تاريخيًا، ولا سبيل لجماهير الزمالك الصابرة الصامدة إلا الانتظار لتصحيح الأوضاع الإدارية والفنية وتجديد الثقة فى الفرنسى «كارتيرون» الذى أعلن بشجاعة تحمُّله الهزيمة الثقيلة مخففًا الحمْل على بعض نجومه الذين لا يستحقون وكانوا سببًا مباشرًا فى الهزيمة القاسية؛ خصوصًا ثلاثى أضواء الفشل «أبوجبل والمثلوثى ومحمود علاء»