السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1/2.. (أوسكار) أمْ (توتة)!!

كلمة و 1/2.. (أوسكار) أمْ (توتة)!!

قبل نحو عشر سنوات تَردّد بقوة أن «ساندرا بولوك» مرشحة لجائزة (التوتة المعطوبة) التى تمنح لأسوأ الأعمال الفنية الأمريكية كتعبير عن الوجه الآخر لجائزة (الأوسكار)، ويتم توزيع جوائزها قبل 24 ساعة فقط من (الأوسكار).. لم تنزعج «ساندرا»؛ بل قالت: (يجب على الفنان أن يرضى فى الحالتين سواء أخذ الأحسن أو الأسوأ ولا يمكن أن تقبل فقط أن يقول لك الناس دائمًا «برافو»).. وتحوّل الترشيح إلى حقيقة وحصلت «ساندرا» بالفعل على الجائزتين!!



(الأوسكار) يمنح للأفضل فإن (التوتة) من نصيب الأسوأ، ودائمًا ما يحظى بهذه الجائزة الفنانون الكبار الذين يخذلون الجمهور فى اختياراتهم ويصدمون عشاقهم، فهى لا تأتى أبدًا لأنصاف النجوم، كلما ازدادت جاذبية النجم بات مرشحًا أكثر للحصول عليها. فى الماضى كان الجمهور الغربى يقصف الخائبين من نجومه على المسرح بالبيض والطماطم والتورتة، بالطبع جمهورنا يستخسر فيهم البيض والطماطم، أمّا التورتة فإنه بسبب الغلاء لم يَعد يتعامل معها أصلًا، (التوتة المعطوبة) جائزة تهكمية تمنحها رابطة الصحافة الأمريكية للنجوم الكبار؛ حيث يقام حفل ضخم تنقله القنوات التليفزيونية، وتعلن فيه هذه الجوائز، وهكذا نجد أن نجومًا بحجم «شارون ستون»، «كيفن كوستنر»، «سلفستر ستالون»، «إيدى ميرفى» وغيرهم يحصلون عليها كنوع من الانتقام الذى يوجهه لهم الجمهور ويتقبلونها بالتأكيد على مضض ولكنهم فى نهاية الأمر يتقبلونها.

افرض مثلًا.. مثلًا يعنى أننا قررنا ذلك فى مصر فما الذى سوف يحدث؟.. مهرجان (الإسكندرية) فى مطلع التسعينيات فعلها.. أقيمت لأول مرّة مسابقة لاختيار الأسوأ بين أفلام قسم بانوراما السينما المصرية، وكانت الإعلامية «هالة سرحان» رئيسة لجنة التحكيم فى أول دورة لهذه المسابقة، وأظن أنها كانت أيضًا صاحبة هذا الاقتراح، بإقامة تلك المسابقة وكانت جوائز الأسوأ تسرق الأضواء من جوائز المهرجان الأساسية؛ لأنها دائمًا الأصدق، رُغم أنها فى العادة كانت تخشى الاقتراب من النجوم الكبار، وهكذا كانت تمنح هذه الجائزة لأسماء لم تصل إلى مصاف (السوبر ستار)، إلا أن قسم (بانوراما) السينما فى مهرجان (الإسكندرية) الذى كان يتنافس فيه كل عام عشرة أفلام على أقل تقدير، أغلبها لا تمت بصلة قربَى أو نَسَب إلى السينما لم يستمر الأمر طويلًا وتم إلغاء قسم بانوراما بعد أن تقلص عدد الأفلام المصرية فى النصف الثانى من التسعينيات، فكان ينبغى أن تتوقف هذه المسابقة.. لهذا أصبحت جائزة الأسوأ التى ارتبطت بالمهرجان مستحيلة أن تتكرر مرة أخرى، واستبدل مهرجان الإسكندرية تلك المسابقة بإقامة حفل فى ختام المهرجان توزع فيه الجوائز على أفضل الفنانين المصريين طوال العام.

 لماذا لا تتم إقامة مسابقة أخرى موازية للأسوأ توزع التوت المعطوب على صناع أردأ الأنواع فى السينما والمسرح والتليفزيون والغناء؟ أنا أعلم بالطبع أن المشكلة التى سوف تواجه القائمين على هذه المسابقة هى أن حبّات التوت المعطوب المتوافرة فى الأسواق لا تكفى!!

ويبقى الحديث الأهم؛ هل لدينا بالفعل نجوم يعترفون بسقطاتهم الفنية؟ الحقيقة هى أننى لم أصادف فى حياتى المهنية إلا عددًا محدودًا جدًا من النجوم لديهم القدرة على أن يقيّموا أعمالهم الفنية برؤية بها قدر من الحياد.. أتذكر قبل نحو 37 عامًا عُرض فى مهرجان الإسكندرية فيلم (العربجى) تأليف «وحيد حامد» وإخراج «أحمد فؤاد»، كانت الأسئلة الساخنة والدهشة تطل من عيوننا وتتوجه إلى «وحيد» الذى كان قد صعد على المنصة.. لم نعترض على الفيلم لأنه كوميدى؛ بل على العكس لأنه يخاصم الكوميديا كما ينبغى أن تكون، وقرأ «وحيد» كل الأسئلة فى العيون، وقبل أن يبدأ الحوار قال: (أنا عاتب على إدارة مهرجان الإسكندرية، كيف يسمح أن يتسلل إلى جداوله هذا الفيلم للتسابق فى مهرجان دولى؟).. وأضاف: (الفيلم به أخطاء فنية عديدة، أولها السيناريو الذى كتبته)، وصفق له الحاضرون.. «فريد شوقى» نجمنا الكبير كان يتورط أحيانًا فى بطولة أفلام متواضعة يريد صناعها الصعود على اسمه وتاريخه وكان يقبل ثم يعلن ندمه ويغفر له الجمهور والنقاد هذا الخطأ ثم يكررها ويتكرر أيضًا السماح، ولم يغضب يومًا من النقد؟!

وهكذا الفنان الكبير عليه أن يتقبل الأمر فى الحالتين (أوسكار ذهبى) أمْ (توتة معطوبة)!!