السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. من القاتل: هيلارى كلينتون أمْ إليك بالدوين؟

عكس الاتجاه.. من القاتل: هيلارى كلينتون أمْ إليك بالدوين؟

الشائعة المدوية التى سَرَت وانتشرت إثر مقتل مديرة التصوير الأوكرانية «هالينا هوتشينز» على يد الفنان الأمريكى الشهير «إليك بالدوين» فى موقع تصوير فيلمه الأخير (رست)، الحادثة والجريمة التى صارت خبرًا عالميًا تتقاذفه الصحف والقنوات وتُبرع فى ملاحقة أخباره وكشف حقائقه.. الجريمة التى فجأة ودون إنذار قد وجّهت أصابع الاتهام إلى هيلارى كلينتون، لماذا؟ لأن المصورة قد تَوّتت قبل مقتلها بأنها تملك أدلة تدين هيلارى وتوديها فى 60 داهية، الداهية ما بين السجن أو الاعتقال، تلك الشائعة التى تعنى فى محتواها بوضوح تام أن إليك بالدوين قد قتل المصورة عمدًا ومع سبق الإصرار والترصد إرضاء لهيلارى والحزب الديمقراطى نكاية فى الجمهوريين وترامب، ترامب الذى حاربه وسخر منه بالدوين 4 سنوات فى برنامجه الأسبوعى الأشهر (ساترداى نايت) البرنامج الذى لم يصفح عنه ترامب ولا أولاده.



المصورة الأوكرانية Halyna Hutchins التى هربت وهاجرت من جحيم بلادها-  كما تقول الأخبار عنها- ودرست فن السينما بأمريكا لم تعمل بالسياسة من قبل- يقولون أنها طيبة وفى حالها- لكن الشائعة التى حققت فيها الصحافة ونحّت وأخرجت هيلارى منها كالشعرة من العجين وقالت إنها شائعة ولم تستغلها الصحيفة اليومية كتريند وشغل يزيد من الصفحات والتوزيع، على العكس تمامًا فقد حملت الـ USA Today على عاتقها عبء تفنيد الشائعة والرجوع إلى حسابات القتيلة فى الفيس وتويتر وإنستجرام ولم تجد أىّ تويتة تقول إنها يومًا ما قد جاءت بسيرة هيلارى كلينتون من قريب أو بعيد، وحتى تبدو الأمور واقعية وحقيقية وبعيدة عن الهوى والتأويل الخاطئ أو الناقص أو المُغرض، فإن صحيفة اليو إس إى توداى اليومية والتى صدرت عام 1981 قد حققت فى الشائعة (وجابت قرارها) وبرأت هيلارى كلينتون لأنها ديمقراطية تنتمى للحزب الديمقراطى وأفكاره ومبادئه، ولسوف نكتشف أن حادثة مقتل مديرة التصوير قد تم استغلالها أبشع استغلال فى الحرب بين الحزبين الأمريكيين الجمهورى والديمقراطى واللذين يستقطبان المواطن بشدة هناك.

حظى مقتل المصورة هالينا هوتشينز على يد الفنان الهوليوودى إليك بالدوين بمتابعة إعلامية وشعبية عالمية، وهو ما لم يحصل عليه من شهرة وتشهير من قبل أى قتيل فنان فى موقع تصوير من قبل، فالحادثة متكررة كثيرًا فى تاريخ سينما هوليوود وبذات الطريقة والبندقية (المعمرة رصاص) عن عمد أو عن إهمال، قُتِلَ فنانون كُثُر ودُفِنوا وطواهم النسيان.

ما الذى يجعل من مقتل المصورة الأوكرانية بمسدس أثناء التدريب على مشهد فى فيلم (رست) على كل هذا الاهتمام الأمريكى والعالمى؟ هل لأن القتيلة أوكرانية هاربة من المربع «السوفيتى»؟ أمْ لأن القاتل إليك بالدوين عدو دونالد ترامب والجمهوريين؟ تبدو وكأنها حرب بين الشيوعية والرأسمالية، أو هكذا يريدون تصويرها.

الحرب المشتعلة على جثة المصورة بين الديمقراطيين والجمهوريين تقول إن المقصود هو إليك بالدوين، وأن اليمين الأمريكى والحزب الجمهورى وقناة فوكس نيوز يعملون على إفنائه وتدميره وطمس تاريخه الفنى واعتزاله وقتله بشتى الطرق، هذا ما يبدو عليه الوضع وما يرشح من أخبار حتى الآن.

الجريمة المروعة التى هزت مشاعر الناس قد تحولت سريعًا لجريمة سياسية وابتعدت الأنظار حتى الآن عن القاتلة والقاتل- مسئولة السلاح ومساعد المخرج المتهمان وحدهما فى القضية حتى الآن- وهما اللذان قد وضعا رصاصًا حيًا فى سلاح الجريمة، الرصاص الذى استخدمه إليك بالدوين وأخبراه وقتها بأن السلاح آمن ونظيف، سواء فعلا ذلك بقصد أو بإهمال ستجد أن أدمغة الكثيرين لم تشطح فى تحويل الجريمة أو مناقشتها كفعل جنائى: كأن يكون زوج القتيلة هو من أراد التخلص منها، أو قد يكون مساعد المخرج- المُتهم الأول فى التحقيقات- هو من فعلها لأنه تحرّش بالقتيلة كثيرًا ونهرته واشتكته لمدير الإنتاج إليك بالدوين، مثلًا يعنى.

هالينا هوتشينز ذات الـ 42 عامًا والمولودة فى أوكرانيا والتى نشأت وعاشت طفولتها فى بلدة بقاعدة عسكرية سوفيتية بالقطب الشمالى المحاطة بحيوان الرنة- نوع من الأيائل- ودرست الصحافة فى جامعة كييف بأوكرانيا، ثم عندما انتقلت لأمريكا درست السينما بمعهد السينما بكاليفورنيا، وعملت كمخرجة تسجيلية ببريطانيا وقُيّمَت عام 2019 كواحدة من أفضل مديرى التصوير بأمريكا، وهى زوجة لمحامٍ ولديها ابن واحد فقط، وهى التى كان مقتلها سببًا فى جعل هوليوود تنتفض للمرة الأولى وتسعى لاستصدار قانون يغير من طريقة استخدام الرصاص داخل مواقع تصويرها أكثر مما حدث حينما قُتِلَ الممثل براندون لى ابن بروسلى فى موقع تصوير فيلم (ذى كرو)، وتم اتهام إحدى عصابات هونج كونج ثم طوى موته النسيان، الموت الذى جددته أُسرة بروسلى الآن وأقامت له مؤتمرات صحفية كتلك التى صُنِعَت لأجل إليك بالدوين وحده.