الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وقول يا رب النصرة تكبر

وقول يا رب النصرة تكبر

«بسم الله الله أكبر.. بسم الله بسم الله.. بسم الله أذن وكبر بسم الله بسم الله»  فى مثل هذا التوقيت منذ 48 عامًا كانت هذه الأغنية أو «أنشودة النصر» تملأ سماء مصر وأول ما ردده المصريون بعد معجزة خير أجناد الأرض فى عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين فى السادس من أكتوبر 1973.



 

«بسم الله» من أسرع ما كتب ولحن فى تاريخ الغناء المصري، فقد كتبت بعد ساعات قليلة من بيان عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف الإسرائيلى بعدما انطلق ملحنها بليغ حمدى إلى مبنى الإذاعة ومعه عوده الخاص به، واتصل بالشاعر عبدالرحيم منصور ليلحق به ليسهما فى أغنية عن العبور.

الملحن والشاعر الراحلان استلهما كلماتها من بيان النصر فى الإذاعة وصيحات الجنود المصريين خلال عبورهم «الله أكبر»، لتكون أول أغنية تذاع فى الإذاعة والتليفزيون المصري عقب العبور العظيم .

ففى طريقه إلى الإذاعة وعقب بيان النصر قابل بليغ حمدى مظاهرات خرجت فرحاً بالعبور، كان المشاركون فيها يرددون كلمات «الله أكبر الله أكبر.. بسم الله الله أكبر»، التقط بليغ هذه الكلمات وبدأ بها مقدمة الأغنية وأكملها عبدالرحيم منصور، وعندما انتهى منصور من كتابة الأغنية ولحنها بليغ واجهتهما مشكلة هى: من سيغنى الأغنية؟ إذ إن مبنى الإذاعة كان يخضع لإجراءات أمنية مشددة، ولم يستطع أى من المطربين دخوله، فانتقى بليغ 15 فردًا من الموظفين والعمال الموجودين فى المبنى، ودربهم بشكل سريع على الأغنية الجديدة التي خرجت إلى النور بصوت المجموعة.

ويحكى الإعلامى الراحل وجدى الحكيم فى كتاب (بليغ حمدى سلطان الألحان) للكاتب أيمن الحكيم تفاصيل مولد الأغنية كاملة ويقول: عندما قامت الحرب لم تكن فى خطة الإذاعة عمل أغان وطنية جديدة وكان المتفق عليه إذاعة الأغانى الوطنية الموجودة بالفعل فى مكتبة الإذاعة واتصل بى بليغ تليفونيًا وهو ثائر: «يعنى إيه مانعملش أغانى وطنية، أنا لازم أعمل حاجة لبلدى».

ورغم الإجراءات الأمنية وإعلان حالة الطوارئ فى المبنى ذهب بليغ ومعه المطربة وردة وعندما مُنع من الدخول هدد بتحرير محضر ضد وجدى الحكيم الذي لم يجد مفرًا إلا بالسماح له بالدخول على مسؤولية بابا شارو رئيس الإذاعة فى هذا الوقت الذي كان موجودًا بمكتبه، وعندما أشار لبليغ بعدم وجود ميزانية حصل بليغ على ورقة من مكتب شارو يقر فيها بتحمله المصاريف وأجر المؤلف والاستديو والفرقة الموسيقية، وبعد جلسة قصيرة مع المؤلف عبد الرحيم منصور الذي استدعاه بعد دخوله مبنى ماسبيرو ثم قام بتسجيل الأغنية فى الثانية عشرة ليلًا لتذاع فى صباح يوم 7 أكتوبر ويرددها كل المصريين.

المفارقة أن الأغنية اعتمدها رئيس الإذاعة من دون انتظار للجنة الاستماع المسؤولة عن إجازة الأعمال وإذاعتها وكان فى قمة الانبهار بها .

بليغ ظل مقيمًا فى الإذاعة على مدى 48ساعة لعلمه أنه لو غادر المبنى ربما لا يستطيع أن يدخله من جديد، وكان يشترى الطعام لكل أفراد الفرقة وكورال الموظفين والإداريين من جيبه الخاص. وبعد شهرين من إذاعة الأغنية كرر نفس السيناريو حتى انتهى من تسجيل رائعته الثانية «على الربابة بغني» التي أذيعت فى يناير 1974 بصوت وردة التي كانت أيقونة النصر المجيد مع أنشودة النصر «بسم الله» والتي تقول باقى كلماتها:

سينا يا سينا.. بسم الله بسم الله

أدينا عدينا.. بسم الله بسم الله

ما قدروا علينا.. بسم الله بسم الله

جنود أعادينا.. بسم الله بسم الله

بسم الله الله أكبر.. بسم الله بسم الله.. بسم الله أذن وكبر بسم الله بسم الله

وأدان ع المدنة بسم الله بسم الله.. بيحيى جهادنا بسم الله بسم الله

الله أكبر أذن وكبر.. وقول يا رب النصرة تكبر.

وما زال أبطال القوات المسلحة هم قلب مصر النابض والعيون الساهرة لحماية تراب وحدود هذا الوطن ومكافحة الإرهابيين والمتأسلمين، وعلى خطى خير أجناد الأرض العظام فى ملحمة الوفاء العظيم والتضحية والفداء من أجل وطننا الغالي.. ما أحوجنا الآن لمثل هذه الأعمال التي تعبر عن الإنجازات التي تجرى على أرض مصر فى المشروع القومى لإعادة بناء الوطن.