السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرصاصة لا تزال فى جيبنا شعورهم بالدونية منعهم من الفرح بالنصر والعبور تخاريف النخبة طلبوا خطة حرب أكتوبر ويكررون تفاهاتهم فى أزمة سد النهضة

الرصاصة لا تزال فى جيبنا شعورهم بالدونية منعهم من الفرح بالنصر والعبور تخاريف النخبة طلبوا خطة حرب أكتوبر ويكررون تفاهاتهم فى أزمة سد النهضة

الأجواء التى عاشها الرئيس السادات قبل حرب أكتوبر 1973 هى نفس الأجواء التى يعيشها الرئيس السيسى حاليًا.



قبل حرب أكتوبر كانت الضغوط كبيرة وضخمة على السادات من الشارع ومن النخب اللى يطالبوا فيها الراجل بالحرب فورًا وتحت أى ظرف وبأى طريقة مَهما كانت النتائج.

وجرى التعامل معه وكأنه السبب فى هزيمة 1967 وضياع سيناء وأصبح الهجوم عليه والمظاهرات ضده طوال عامين أو أكثر نوعًا من رمى أسباب الفشل على الآخرين؛ بل إنهم حاولوا سرقة النصر منه ونسبته إلى آخرين.

 

وكأن الرجل كان مطلوبًا منه أن يخرج على التليفزيون ليعلن أنه لا يستطيع أن يبدأ الحرب إلا بعد انتهاء بناء حائط الصواريخ حتى يحمى مصر من عربدة الطيران الإسرائيلى وبالمرّة ينشر للأخوة النخب خرائط موقع دشم الصواريخ ليطمئن قلبهم.

أو أن الرجل يعلن أنه يستعد اقتصاديًا بتوفير السلع الأساسية لأن الجيش وقتها كان يلجأ لشراء احتياجاته من الأسواق، بمعنى السكر والشاى والزيت واللحوم والقمح وحتى الوقود من السوق وأى شراء أو استيراد بأرقام كبيرة سيلفت نظر إسرائيل.

فاكرين جمعة الشوان لمّا إسرائيل كانت عايزة تعرف أخبار التموين وفيه أزمة سكر وشاى ولاّ لا - أهو عشان يعرفوا مصر بتاخد السكر والشاى للجيش عشان يستعد للحرب ولا إيه؟- السادات سرّب أخبار للصحافة باحتراق القمح فى الصوامع عشان يقدر يستورد كميات أكبر من القمح دون أن تشك إسرائيل فى أنه يستعد للحرب.

فاكرين- الجيش بيزرع مكرونة يا منى والجيش بيعمل عيش وكحك يا منى- أهو عشان ما نكرّرش نفس الأزمة الجيش بينتج الغذاء لنفسه والفائض بيطرحه فى السوق بأسعار منافسة- يا منى- ما علينا.

الرجل تحمَّل كل أنواع الهجوم من النخب

أنت متردد ومش عايز تحارب.. 

أنت تحمى الفساد إزاى صوامع القمح تتحرق..

أنت بتهرّج مطلع الضباط عُمرة بدل ما تجهزهم للحرب.. فين الأولويات..

وهى نفس الاتهامات التى يوجهها نفس النخب وأحفادهم إلى الرئيس السيسى.. أنت ليه ما تقولناش هتعمل إيه فى سد النهضة؟ وفيه أولويات لازم تعملها.. والهجوم عليه وكأنه استلم البلد لكسمبورج ولا إمارة ليخنشتاين أو سويسرا مش تسلم بلد شبه منهارة اقتصاديًا ونفسيًا وأمنيًا بسبب ما فعله النشطاء والنخب فيها ويحولها حاليًا إلى دولة لها وزنها وثقلها فى المجتمع الدولى الكل يحسب حسابها.

الكارثة الأكبر كانت بعد انتصار أكتوبر العظيم وحالة الدونية التى التصقت بالنخب وجعلتهم لا يستطيعون الفرح ولا رفع الرأس بكرامة بعد الانتصار العظيم. 

بيعجبنى اللى بيقعد يحلل الحروب والعمليات والقرارات اللى تمّت فى حرب أكتوبر وهو قاعد يشرب قهوة وسيجارة وفاتح التكييف على 18 ثم يخرج بنظرياته العسكرية مع أن كل مؤهلاته الحربية أن ابن أخته بيلعب كول أوف ديوتى حلو.

أو أنه قرأ كام كتاب فيه مذكرات لبعض الذين حضروا الحرب يروّجون لمقولة أن انتصارنا منقوص انتقامًا من السادات لأنه أقصاهم من مناصبهم. 

مع أنهم يقتصون من مصر مش من السادات، ومع أن هناك مذكرات أخرى لشخصيات عسكرية رفيعة المستوى مثل المشير الجمسى كانت على خلاف مع السادات لكنها خرجت لتقول الحقيقة مقروءة ومسجلة فى لقاءات تليفزيونية أن الثغرة كانت فى طريقها للإبادة وأن سعد الشاذلى عندما عرض قراره بسحب الجيش من الضفة الشرقية لتصفية الثغرة السادات عمل استفتاء داخل مركز القيادة وكل القيادات العسكرية عارضت قرار الشاذلى، يعنى الرجل تصرّف بحِرفية عسكرية عالية.

وإذا كان نخبتنا أو نكبتنا يرددون مقولة إن مصر تعادلت فى الحرب والبعض الأكثر قذارة يقولون إنها خسرت فليراجعوا هذه الحقائق لو أرادوا.

أولاً: إذا كانت مصر قد تعادلت ولم تنتصر ما الذى يجبر إسرائيل على ترك الضفة الشرقية لمصر والانسحاب إلى وسط سيناء؟ فى حالة التعادل المنطق يقول ارجع إلى خط بارليف والمصريون يرجعون إلى الضفة الثانية من القناة ونبدأ من جديد.

ثانيًا: لماذا توقفت إسرائيل ولم تدخل إلى القاهرة وتحقق حلم إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر؟

ثالثًا: لماذا تم تشكيل لجنة من المحكمة العليا الإسرائيلية اسمها لجنة أجرانات لمعرفة أسباب الهزيمة فى حرب أكتوبر؟

 ولقد حكمت المحكمة العليا الإسرائيلية برئاسة الدكتور شمعون أجرانات بالآتى:

- إقالة ديفيد بن إليعازر رئيس أركان الجيش الإسرائيلى من منصبه.

- إقالة اللواء إيلى زاعيرا رئيس شعبة المخابرات العسكرية من منصبه.

- إقالة العميد أرييه شيلو مساعد رئيس شعبة المخابرات العسكرية للبحوث من منصبه.

وذلك لرؤية محكمة إسرائيل العليا أنهم هم المتسبّبون فى هزيمة الجيش الإسرائيلى أمام المصريين فى حرب أكتوبر 1973.

رابعًا: لماذا استقالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وموشى ديان وزير الدفاع بعد هزيمة حرب أكتوبر 1973؟

خامسًا: لماذا كتب موشيه ديان فى مذكراته يقول: إننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرّة أخرى؟ مشيدًا بالدقة التى استخدم بها المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، وأكد أن على القادة الإسرائيليين الاعتراف بأنهم ليسوا أقوى من المصريين، وأن حالة التفوُّق العسكرى الإسرائيلى قد انتهت إلى الأبد وأن النظرية التى تؤكد هزيمة العرب فى ساعات إذا حاربوا إسرائيل تُعتبر نظرية خاطئة.

وشدّد فى مذكراته على انهيار نظرية الأمن الإسرائيلى والقائمة على أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر، ونوّه على ضرورة أن يعوا أنهم ليسوا القوة العسكرية الوحيدة فى الشرق الأوسط  وأن هناك حقائق جديدة لا بُدَّ أن يتعايشوا معها.

 سادسًا: فى كتاب لها بعنوان «حياتى» أكدت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل أنه لا شىء أقسَى على نفسها من كتابة ما حدث فى أكتوبر، موضحة أنه لم يكن مجرد «حدث عسكرى رهيب» فقط وإنما تخطاه إلى كونه مأساة عاشت وستعيش معها حتى الموت. سابعًا: قال أهارون ياريف مدير مخابرات دولة الاحتلال الإسرائيلى الأسبق فى ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس فى 16 سبتمبر 1974: لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن خرجنا ممزقين وضعفاء.

تخيل إن ده تقييم الإسرائيليين لهزيمتهم فى الحرب وتقييم نخبتنا أو خيبتنا إننا هُزمنا أو فى التقدير الأقل تعادلنا وغالبًا سنلعب ضربات جزاء والأمل فى عصام الحضرى.

 نخبة عفنة 

يمكن أحد أبرز النّعم اللى ربنا أنعَم بها على الرئيس السادات أن مكانش فيه سوشيال ميديا أثناء حرب أكتوبر وإلّا كانوا عملوا على إضعاف الروح المعنوية وبث روح اليأس والتشكيك.

يكفى أنهم قالوا مصر لا تريد الحرب ولماذا لا يخرج الرئيس علينا ويعلن خطته أمام العالم.. 

كتبوا أن القناة ستتحول إلى ممَر من اللهيب المشتعل تحرق جنود مصر.

عندما فاجأنا العالمَ وهزمنا إسرائيل قالوا الحرب انتهت بالتعادل.

أحفاد هذه النخب لا يزالون موجودين بيننا الآن يشككون فى كل نجاح وينشرون اليأس والدونية والإحباط ويعز عليهم أن مصر فى طريقها لتصبح دولة عظمَى.