الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. قابل «جالا» وادفع  30 ألف دولار

عكس الاتجاه.. قابل «جالا» وادفع 30 ألف دولار

لم يمر مهرجان Met Gala أو Met Galaxy أو «التقِ بالنجوم» السنوى للأزياء والموضة العالمية فى نيويورك هذا العام مرور الكرام باعتبار حالة الموت - بالمعنى المجازى والحقيقى- التى تشهدها الولايات تحت تأثير ضربات تحورات كورونا والأزمة الاقتصادية الطاحنة الناتجة عنها، بل جاء أسبوعاً احتفالياً صاخباً كمعظم سنواته السابقات رغم غيابه لأول مرة العام الماضى بسبب الفيروس، جاء الاحتفاء والاحتفال عالى الصوت والصدى ليس فقط لتلك الطلة الغرائبية من مشاهير وفنانى العالم الذين ارتدوا ثيابًا بعضها مُضحك وبعضها مُخجل وبعضها بلا ملابس، وليس لكونه مهرجانًا أمريكيًا خفيفاً لا يسمن ولا يغنى من جوع - فهو ليس الأوسكار مثلا - يشبه وجبات junk food التى يفضلها المواطن هناك، ولا لكونه مهرجانًا يشتهر بالبذخ يحضره عِلية القوم وتموله بيوتات الأزياء العالمية، حيث سعر تذكرة الدخول للفرد الواحد 30000 دولار - غالبية المشاهير حضروا «بلّوشى»- ووجبة العشاء بنفس السعر - أيضًا أكلوا بلّوشى، حيث يُخيّر الفنان بين دخوله مجانًا وبين شرائه تذكرة مقابل أن يرتدى «بلوشى» لعدة سنوات ملابس من أحد دور الأزياء الشهيرة الداعمة للحفل ويظهر بها فى المناسبات العامة كإعلان بالطبع.



لكن أسبوع الموضة بولاية نيويورك قد اكتسب أهميته هذا العام لسببين.. كونه حدثاً على السريع وعلى الماشى كساندويتش البيرجر ويناسب نصف مزاج المواطن هناك، وفى ذات الوقت هو حدث فى منتهى الدسامة والجدية والأهمية ويناسب النصف الآخر لمزاج نفس المواطن، المزاج الذى تكوّن وترسّخ وتأكد فى العامين الأخيرين إثر مقتل جورج فلويد.

نقل مهرجان الأزياء الأشهر هذه المرة رسائل سياسية شديدة التأثير والأثر من هذا المواطن إلى الإدارة الأمريكية ومن أمريكا إلى العالم تجلت فى مشهدين: الأول فى تظاهر عدد كبير من المواطنين الأمريكان حول متحف المترو بوليتان الشهير بمانهاتن والمقام به المهرجان ورفعوا لافتات تندد بعنصرية الإدارة تجاه الملونين، المظاهرة التى حاصرت المهرجان من الخارج وسعت لاقتحام القاعة وفشلت وفرقتها الشرطة، فكان أن انتقلت المظاهرة من باحة متحف المتروبوليتان بشوارع فيفث آفينيو إلى باحة حرم مبنى الأمم المتحدة القريب بأمتار قليلة وبه مجلس الأمن ومتحف المتروبوليتان، والبنايتان تقعان فى أشهر وأجمل شوارع نيويورك.

المشهد الثانى جاء مُركّبًا ومُربِكًا فى آنٍ معاً، المشهد الذى افتتحته سيدة الأعمال ومصممة الأزياء ونجمة تليفزيون المستقبل وممثلة البورنو سابقاً «كيم كارديشيان» مرتدية ملابس الوطواط وعلى وجهها بالكامل قناع أسود، صورتها التى لفّت الكرة الأرضية، على الجانب الآخر كان يجلس بعيدًا عنها طليقها «كانى ويست» مغنى الراب الأشهر والملياردير والمنتج وكاتب الأغانى ومرشح الرئاسة الأمريكية فى الدورة السابقة، والذى صرح لوكالات الأنباء الأسبوع الماضى عن نيته خوض انتخابات العام 2024 ضد بايدن / كمالا، ولمَ لا فربما يفوز لو أراد الذين بيدهم الأمر، ألم يفعلها ترامب من قبل؟ والاثنان يتشابهان وبينهما عوامل مشتركة كثيرة فى الثروة ومستوى ونوع التفكير ونوع النساء اللاتى ارتبطا بهن.

قال كانى ويست فى حفل ميت جالا إنه مرشح لرئاسة أمريكا من الإله ولسوف يفوز، وصرح بأن كورونا تسبب شلل الأطفال.. كان كانى ويست قد ترشح فى الدورة السابقة عن حزب عيد الميلاد وحصد 60000 صوت فقط بعد أن أشاعت زوجته وقتها كيم كارديشيان إنه مريض بخلل فى العقل جعله هذا الخلل ينتقل من دعمه وتمويله لحملة دونالد ترامب إلى منافسته على الرئاسة من نفس المربع، فالاثنان جمهوريان.

لا يبدو الأمر هذهِ المرة بنفس خِفّة المرة السابقة لأن ترامب هو الآخر أعلن استعداده لخوض الانتخابات القادمة، ولأن بايدن قد فقد كثيرًا من مؤيديه السابقين إثر إخفاقات فى محاصرة كورونا وإخفاقات فى معالجة الأزمة الاقتصادية، ثم جاء الانسحاب مِنْ أفغانستان ليزيد الطين بلة ليس لأنه على عكس هوى المواطن الذى فقد أهله فى حرب لم يفهم مغزاها ولم يقتنع بأسبابها حتى الآن، بل أيضًا على مستوى الحزب الديمقراطى الذى لم يرق له الانسحاب المُعَد سلفًا منذ ولاية ترامب، ناهيك عن مكايدة الجمهوريين ورجال المال والأعمال وكل المحاربين القدماء الذين عادوا بأجساد منقوصة مبتورة الأعضاء وبأمراض نفسية وكثيرهم حاول الانتحار، فقد ذهبوا من أجل حرب انتهت كلعبة الأتارى وكانوا هم المعتدين، حرب غير متكافئة كالحب العُذرى كانت من طرف واحد لم يطلق فيها الأفغان رصاصة ولم يتواجها جيشاً لجيش فى ساحة معركة.

فى «ميت جالاً» ارتدى الرجال ملابس نسائية وارتدت النساء ملابس مسخرة، حضرت جينفر لوبيز الحفل وعلى جسدها العارى ما يشبه روب الحمام ولا شىء أسفله، بينما حضرت نائبة البرلمان «كارولين مالونى» عن ولاية نيويورك مرتدية زيًا يشبه البانرات الشهيرة فى الثورات والاحتجاجات مكتوب عليه (المساواة والحقوق للمرأة)! على الجانب الآخر من أفغانستان حيث انسحبت أمريكا بعد عشرين عامًا من تسريح الجيش وتخريب ونهب البلد، ثم سلمت البلاد لطالبان انتشرت مظاهرات هناك فى كابول ترفع نفس شعار كارولين مالونى وتطالب بالمساواة والعدل والحقوق للمرأة!