السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1/2.. أمّ كلثوم وعبدالوهاب  حب على نيران المنافسة!!

كلمة و 1/2.. أمّ كلثوم وعبدالوهاب حب على نيران المنافسة!!

معادلة أمّ كلثوم الفنيّة ترَى فيها عبدالوهاب، ومعادلة عبدالوهاب لا تخلو من أمّ كلثوم، دائمًا تسأل أمّ كلثوم كم تقاضى عبدالوهاب، وهو سؤال من المؤكد ردّدَه عبدالوهاب قبلها، تُصر أمّ كلثوم أن تتقاضَى أجرًا أكبر، بينما عبدالوهاب يسعى لكى يصل إلى نفس الرقم. إنهما الخصمان اللدودان أبناء نفس المَرحلة، الفارق الزمنى يصل إلى ثلاثة أعوام، كل منهما لديه جواز سفر لا يوثق حقيقة العمر، عبدالوهاب مواليد 1910 فى آخر جواز سفر له، بينما أمّ كلثوم 1908.. أمّ كلثوم اختصرت عَشر سنوات مواليد 1898، وعبدالوهاب اختصر فقط تسع سنوات، مواليد 1901.. الاثنان أبناء مشايخ، كل منهما تَربَّى على قراءة وحفظ القرآن الكريم والتواشيح الدينية، عبدالوهاب ابن حى (سيدى الشعرانى)، أمّ كلثوم ابنة قرية (طماى الزهايرة)، كل منهما حياته الموسيقى والغناء، كل منهما دفع ثمَن الوصول للقمة، ودفع ثمَنًا أكبر للحفاظ عليها، كان ينبغى للقطبَيْن أن يلتقيا، عبدالوهاب وافق على مشروع الفيلم المشترك والذى اشترطت فيه أمّ كلثوم أن تسبقه على (التترات)، كانت فكرة رجل الاقتصاد العظيم طلعت حرب من خلال (استوديو مصر)، أن يجمعهما معًا فى حكاية (ألمظ وعبده الحامولى)، وهى نفس القصة التى قدّمتها وردة وعادل مأمون فى الفيلم الذى أخرجه حلمى رفلة فى مطلع الستينيات، اشترط عبدالوهاب أن ينفرد بتلحين كل أغنيات الفيلم، ولهذا ضَحّى بأن يأتى اسمه تاليًا لأمّ كلثوم، إلا أنه رفض أن يشاركه فى التلحين الثلاثة الكبار الذين لا تستغنى عنهم أمّ كلثوم، وهم العمالقة: زكريا أحمد ومحمد القصبجى ورياض السنباطى، الاتفاق المبدئى أن يلحن عبدالوهاب (دويتو) ليشارك أمّ كلثوم الغناء، ورحّبت أمّ كلثوم، وكان هذا هو الحدث التاريخى الذى حرمنا منه، أمّ كلثوم موقنة أن الثلاثة الكبار «زكريا والسنباطى والفصبجى» سوف يقدّمون لها أفضل ما عندهم للتفوق فى الأغانى الفردية على عبدالوهاب، بينما عبدالوهاب على الجانب الآخر اعتبرها إهانة له أن يشاركه أحد فى التلحين، رُغم أنه فَعلها بعد ذلك أكثر من مرّة، ومنها ويا للعجب فى فيلم (ألمظ وعبده الحامولى)؛ حيث لحن عبدالوهاب لوردة فقط (اسأل دموع عنيّه)، بينما فى الفيلم أغنيات أخرى تلحين فريد الأطرش وبليغ حمدى وكمال الطويل ومحمد الموجى، هل كان عبدالوهاب كان يخشى أن تهزمه أمّ كلثوم فى هذه المعركة بفضل عباقرة الموسيقى الشرقية الثلاثة؟ على الجانب الآخر كانت أمّ كلثوم لديها قناعة بأن عبدالوهاب لن يعطيها أفضل ما عنده، سوف يمنحها- قَطعًا- لحنًا جميلاً بينما سيحتفظ لصوته بالأجمل، الجملة الموسيقية الأكثر ألقًا سيمنحها لحنجرته، عبدالوهاب آثر بعد توقف مشروعه مع أمّ كلثوم أن يغنى مع منافستها الأولى أسمهان (دويتو) شهيرًا (مجنون ليلى)، إنها بالطبع ضربة (وهّابيّة)؛ لأن الصوت الذى كان يشكل خطورة على أمّ كلثوم هو فقط صوت أسمهان التى رحلت عام 1944، وربما لو امتد بها العمر لقدّم معها فيلمًا سينمائيًا غنائيًا كاملاً نكاية فى أمّ كلثوم!!



لقاء أمّ كلثوم وعبدالوهاب عام 1964 مع (أنت عمرى) جاء بعد اعتزال عبدالوهاب الغناء فى الحفلات، لم يَعُد منافسًا لأمّ كلثوم على خشبة المسرح، عبدالوهاب بالمناسبة كان يستعد لتسجيل أغنية (أنت عمرى) التى كتبها أحمد شفيق كامل بصوته، ولكن بَعد طلب أمّ كلثوم لتقديم أغنية من تلحينه، لم يجد سوى (أنت عمرى)، وكان لديه أمل أن يسجلها أيضًا بصوته، لتبدأ المقارنة بين الصوتين، وعلى الفور أجهضت أمّ كلثوم المشروع، ورفضت أن يسجل (أنت عمرى)، وهدّدته إذا أقدَم على تلك الخطوة سوف تمتنع تمامًا عن غنائها فى حفلات أو طبْعها على أسطوانة، وكان هذا يعنى بالنسبة لعبدالوهاب أن يخسر 12 % هى قيمة الإيرادات التى يحصل عليها من كل أسطوانة يتم بيعها، (أنت عمرى) قد حققت بعد ذلك أعلى إيراد لعبدالوهاب عن أى لحن حتى تلك التى غناها بصوته.. عبدالوهاب وأمّ كلثوم عنوان الحُب الذى يتوهج على نيران المنافسة!!