الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. غُلِبَت أمريكا فى معركة: «كلاب كابول»

عكس الاتجاه.. غُلِبَت أمريكا فى معركة: «كلاب كابول»

فى الحرب الكونية الحديثة والقديمة على أفغانستان منذ آلاف السنين تستطيع أن تستخلص أن الجميع خاسرون فيما عدا كلاب بريطانيا كانوا هم الغالبون، وفى قصة المحارب الإنجليزى ظابط المارين السابق  Pen Farthingالذى تحدى طالبان ووزير دفاع بلاده ووزير دفاع أمريكا وبايدن -الذين رفضوا فى تفجير المطار فكرة تحرير الكلاب من أفغانستان بينما يُترَك العملاء والمترجمون نهباً لطالبان -وأصرّ بمساعدة زوجة رئيس وزراء بريطانيا على خروج وتحرير 200 كلب وقطة فى مشهد مهيب من مطار حامد كارزاي إلى بريطانيا وهو معهم فى طائرة عسكرية وسط متابعة إعلامية عالمية وذهول دولى بينما تُرِكت 250 قاضية أفغانية ساهمن خلال 20 عاما فى بروز دور منظمات تحرير المرأة، وعملن على إدانة مقاتلى تنظيم طالبان وداعش الخراسانى وإرسالهم إلى السجن، وقد صرن الآن فى قبضة من أُخرِجوا من السجون، أخرجتهم أمريكا بالطبع، وفى ذات الوقت تركت أمريكا كلابها المدربة للحرب وتركت عملاءها الأفغان وأخرجت فقط محاربيها.



ذلك هو المشهد الأكثر دلالة فى الفيلم الهوليودى المهلهل المسمى بالخروج الأمريكى من أفغانستان هذا الشهر، الخروج المُهندس ليس فقط من أيام ترامب بل من أيام بوش الذى ادعى هو وإدارته وعساكره بعد أن احتل أفغانستان أنه قضى نهائياً على طالبان ولم يعد لها وجود ليكتشف العالم أنهم قضوا على الشعب وممتلكاته وأبقوا على طالبان وحدها.

كانت بريطانيا محتلة أفغانستان قبل السوفييت والأمريكان، وكانت أفغانستان قبل الميلاد بآلاف السنين مرتعا للمحتل نظرا لموقعها الجغرافى الفريد، الموقع الذى يصفه الجغرافيون بـ(الدولة الحبـيسة Landclosed) وتـلك دلالــة فنــية وأدبـية شديدة الجمال والإيحاء، وهى حبيسة بين طاجيكستان وأوزباكستان وتركمانستان وإيران والصين وباكستان، وهى تاريخياً بلاد عريقة ذات حضارة قديمة زراديشتة ومقدونية ولوزية وهندوسية، وهى جغرافيا ذات موقع مؤثر فى طريق الحرير القديم الذى ينقل التجارة من البحر المتوسط الى الصين، ولتلك الحقيقة دلالة أخرى فى صراع الدول العظمى على أفغانستان، ولذا سندرك أهمية ونتيجة هذا الصراع الإنجليزى الأمريكى ضدَّ السوفييتى على الأرض الأفغانية وزرع الجماعات الإسلامية المسلحة الأفغانية - لعبة إنجليزية دولية قديمة - وتمكينها الحكم وجعلها موالية للاحتلال الغربى الأمريكى، فى ذات الوقت فككت أمريكا الجيش الأفغانى ونشرت بمصانعها الملابس الإسلامية الأفغانية و(غرّقت السوق بملابس النساء الطالبانية).

خرجت أمريكا من أفغانستان بمزاجها وأعلنت عن هذا القرار على لسان ترامب وجاء بايدن لينفذ تاركا طالبان تُخدّم عليه، وخرج بايدن من أفغانستان ليتفرغ لكل تلك التغيرات العظمى التى تحدث فى أمريكا وقد قلبتها رأساً على عقب منذ مقتل جورج فلويد وكورونا معاً، وهما الزلزال الذى بصدده خرجت دراسات وتقارير الديموجرافيون هناك بحقيقة مزلزلة تقول إنه ما بين العامين 2025 و 2060 سيتضاعف حجم السكان الإسبان والآسيويين وهم السكان الأصليون لأمريكا وسيقل حجم الغزاة الإنجليز وتوابعهم، وأنه فى العام 2045 لن يحصل أىّ رئيس غير أصلى على أغلبية مرةً أخرى ولتلك الحقيقة دلالات عدة، وهى الحقيقة التى تستطيع أن تلحظها وترصدها بدقة مع تضاعف حجم جرائم الكراهية منذ العام 2020 والتى استهدفت السود والآسيويين خوفاً ومنعاً لتحقيق النبوءة المؤكدة.

فى يوم السبت الأخير من شهر أغسطس الماضى قامت قاضية أمريكية سابقة بإحدى محاكم واشنطن دى سى تُدعى فينيسا رويز Vanessa Ruiz بإطلاق حملة قُضاة عالمية عبر الكول زووم لإنقاذ 250 قاضية أفغانية صرن فى قبضة طالبان تركهن الاحتلال الأمريكى خلفه مثلما ترك البنتاجون كلابه هناك بينما استطاع الإنجليز تحرير كلابهم، واستجاب للحملة مئات القضاة حول العالم ما أجبر البنتاجون والبيت الأبيض أن يعداها ببذل محاولة جادة لإخراج القاضيات الأفغانيات سالمات.