الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. شروق وغروب «بايدن»

عكس الاتجاه.. شروق وغروب «بايدن»

الأزمة الجنسية المتصاعدة بين الإدارة الأمريكية وبين أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك الذى تم انتخابه ثلاث مرات منذ 2011، هى العاكس الحقيقى للوضع الأمريكى الراهن، وهى المؤشر الواضح لهزيمتيها الاثنتين الداخلية والخارجية معا، وهى المقياس الواضح لذلك الوَهَن البادى على جسد الإمبراطورية العجوز منذ زمن.



كثيرون هم من يسمعون عن «أندرو كومو» المحامى والحاكم الديمقراطى لولاية نيويورك، وقليلون جدا هم من يدركون أن التهم الجنسية التى طالت سمعته مؤخرًا وراءها عدة نساء وسبعة عشر جهاز مخابراتى أمريكى، وأن سببها شائعات أو أمنيات أو تسريبات تتردد عن ترشح حاكم نيويورك للسباق الرئاسى 2024 متخطيا كمالا وتابعها بايدن، الأمر الذى لم تقبل به المخابرات أو على الأقل لم (تعمل حسابه) ولم تخطط له.. كان كومو موجودا منذ عشر سنوات واختاروا بايدن! وكان موجودا كنائب عام للولاية قبل ذلك، وكان مديرا لحملة والده الذى كان حاكما كذلك لولاية نيويورك، فكان أن أعلن كومو استقالته كحاكم للولاية بعد ضغط العديد من الديمقراطيين وأولهم الرئيس بايدن لتتولى الحكم نائبة الحاكم (كاثى هوشول) كأول محافظ امرأة فى تاريخ الولاية.

 رغم الكوارث الأخيرة غير المتوقعة وبعد 8 أشهر من حكم بايدن / هاريس أو العكس، انشغل الإعلام والرأى العام الأمريكى والفيمينيست وجماعة MeToo باتهام كومو بقضايا تحرش مفاجئة لم تظهر طوال فترة عمله كنائب عام ثم محافظ لثلاث دورات وطالته فى الأشهر الأخيرة فقط.. ذلك حين قامت بمقاضاته عدة نسوة يتهمنه بممارسة أفعال غير أخلاقية قديمة معهن فى حجرة مكتبه وفى المصعد الكهربائى، ولم يقدمن دليلًا كالعادة فى مثل هذه القضايا منذ انطلاق جماعة MeToo، ومنذ أن اعتمدت المخابرات الأمريكية أيام الحرب الأهلية الأمريكية على النساء الساقطات فى الإيقاع ببعض الرجال المتنفذين فى الحكم ورجال المال والأعمال والزج بهم فى السجن، وكان آخر هؤلاء الرجال المنتج الهوليوودى الأمريكى الكبير «هارفى وينيستاين».

فى 31 مارس 2020 كانت الـ CNN قد بثت حوارا بين أندرو كومو وأخيه الأكبر كريس كومو يسأله عن نيته الترشح للرئاسة وكان جواب أندرو: إجابتى عدم الإجابة، منذ ذلك التاريخ لم يكف الإعلام الأمريكى عن طرح سؤال الرئاسة عليه.

وكان حوالى %87 من سكان نيويورك يرونه قد نجح نجاحا باهرا فى القضاء على فيروس كورونا، بينما أخفقت ولايات كثيرة فى السيطرة على المرض طبقًا لـ Siena College poll.. فكان أن ضغط بايدن عليه لتقديم استقالته إثر لجوء نساء كثيرات للقضاء واتهامه بالتحرش.

جملة اعتراضية وعدة أسئلة: أين ذهب ذاك الوهج والألق والحضور والقبول الجماهيرى الكاسح الذى ابتدأت به كمالا هاريس عملها كنائبة للرئيس، وماذا تفعل إزاء كل تلك الكوارث المتوالية؟ وأين موقعها كرئيسة محتملة فى 2024 أو قبل ذلك لو غاب بايدن؟ وهل تم التنكيل بأندرو كومو من أجلها؟

دخلت كورونا بموجتها الرابعة إلى الولايات المتحدة، وفشل بايدن فى السيطرة على الوباء ومنحت بلومبيرج رقم الصدارة للولايات كأولى بلاد العالم انتشارًا للفيروس.

فى ذات الوقت العصيب أمر بايدن بسحب قواته من أفغانستان لتخسر أمريكا أطول حروبها عمرا ومعها 2 تريليون دولار نفقات الحرب على بلد لم تطلق رصاصة ولم تُطَيّر طائرة قتالية ولم تطلق صاروخا على بوش حين ضحى بـ2800 جندى أمريكى بحجة البحث عن بن لادن الذى وجدوه وقتلوه وألقوه فى البحر أيام حكم أوباما، فانسحب بايدن وأعاد طالبان إلى الحكم.

فى الحرب الأهلية الأمريكية التى دارت رحاها ما بين العامين 1861 و1865 بدأ تسخير النساء فى العمل كجاسوسات وبرزت منهن أسماء ثلاث نسوة جميلات وذكيات ومثيرات وهن Ginnie Moon و Rose O’Neal و Lottie Moon، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع استخدام المخابرات للنساء الجميلات وأكثرهن من الفنانات الشهيرات الفاتنات واللواتى تم الغدر ببعضهن كمارلين مونرو، واستمر الحال للآن باللعب مع فنانات هوليوود ومع غيرهن من نساء فى وظائف عادية وآخرهن اللواتى قُدْنَ حركة ما عُرِفَ فى العام  2017 بـ MeToo والتى خَفَتَ حِسُّهَا مع قدوم بايدن، ثم بدأ يعلو من جديد مع احتمال غيابه.