الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و1/2.. فرح نيللى  وعيون قاتلة!

كلمة و1/2.. فرح نيللى وعيون قاتلة!

لأنهم شخصيات عامة صار عليهم أن يفكروا ألف مرّة قبل الذهاب إلى فرح نيللى كريم، لم يرتكبوا خطأ يستحق الدفاع عنه، إلا أن العيون تترصدهم والإدانة عادة جاهزة لا تنتظر مثول المتهم أمام ساحة القضاء، وهكذا أتابع من نصّبوا أنفسهم محتسبين على المجتمع.



هل الشهرة تمنح مَن يحظى بها قدرًا من الحماية والتسامح؟ أمْ أنها على العكس تضعه 24 ساعة يوميًا تحت طائلة المساءلة والاتهام، بل وإثباته قبل أن يشرع فى ارتكاب شىء، هل هى (ريشة) على رأسه تمنحه تميزًا، أمْ (بطحة) تضعه دائمًا تحت مرمى النيران؟!

كثير من الاهتمام يحظى به النجوم، ولهذا أصبحوا هم الذين تتصدّر أسماؤهم ووجوههم الإعلانات؛ لأن الناس فى العادة تسعى لتقليد المشهور فى كل تفاصيل حياته.

فى العادة تعامل الناس الشخصية العامة، بقدر كبير من الحفاوة، كل ما يصدر عنهم يعتبرونه هو الأهم؛ فقط لأنه صادر عنهم، مشاهير الكرة طوال التاريخ يرشحون لبطولة الأفلام وهم لا يمتلكون سوى اللعب بالأقدام، إلا أن النجومية تساهم فى انتقالهم بسهولة من المستطيل الأخضر إلى مستطيل الشاشة الأبيض.

وهناك تنويعات على نفس التيمة، من الممكن أن تجدها فى الاستعانة بالمطربين والمطربات فى الأفلام، بداية من موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» حتى المطرب الشعبى «حسن شاكوش»، استغلال شهرة المطرب هى الدافع الأول لبداية انطلاق المشروع الفنى.

الناس على الجانب الآخر تتباين فى ردود أفعالها تجاه المشاهير، الأغلبية فى العادة ترحب وتسعد بوجودهم، فى الماضى كان الجميع يتباهى بأنه قد حصل على توقيع هذا النجم على (الأوتوجراف)، وذلك قبل إحالته- مع بزوغ الألفية الثالثة- على المعاش، مواكبًا  لانتشار المحمول، ومن بَعدها صار (السِّلفى) هو الوسيلة الأسهل فى توثيق اللحظة. إلا أن هناك قطاعًا من الناس يتعامل مع المشاهير بقدر لا ينكر من التجاهل المتعمد، وكأنه يعاقبه بسبب الشهرة، أو يريد مقاومة إحساس انجذاب بداخله تجاه هذا النجم، ويمعن فى التجاهل كإحدى وسائل الإنكار. 

نَعَمْ للشهرة فى أحيان كثيرة وجهاها الإيجابى والسلبى، فهى بقدر ما تحرم الإنسان من أن يعيش الحياة بكل تفاصيلها دون إزعاج، بقدر ما تُسعده عندما يستشعر حالة البهجة التى تتحقق له وهو يلمس كل هذا الفيض من الحب فى عيون الناس.

الشهرة أيضًا تزيد من قيمة إبداع الفنان، فلقد حكى لى الشاعر الغنائى «أحمد شفيق كامل» مؤلف عدد من أرق أغنيات أم كلثوم، روى أنه فى أغنية (أمل حياتى) التزم باعتراض كوكب الشرق على شطرة (أنام واصحى على شفايفك)، قالت له (ثومة) كلمة (شفايفك) حسية ومباشرة فأحالها إلى (أنام وأصحى على ابتسامتك)، وفى الحفل وهى تعيد (الكوبليه) لم تلتزم بالتغيير وقالت (شفايفك)، وكانت أكثر مرّة صفقت لها الجماهير.

بعد الحفل مباشرة قال لها «شفيق» الجمهور أعجب بأصل الكلمة «يا ست»، قالت له الناس اعتقدت إن أنا غيرّتها، فصفقوا بحرارة للشاعرة «أم كلثوم».

إنه الوجه الإيجابى للشهرة، ولكن وآهٍ من ولكن، عندما يدس الناس أنوفهم فى حياة المشاهير، فيصبح الذهاب إلى فرح نيللى كريم جريمة متكاملة الأركان!