السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
السفيرة دلال

السفيرة دلال

بَعد صراع مع فيروس لعين وانتصارها عليه ومقاومة آثاره المدمّرة، لكنّ حنينها للقاء شريك حياتها ومشوار عمرها  الراحل «سمير غانم» جعلها ترفع راية الاستسلام دون استئذان من جمهورها وأحبابها.



«دلال عبدالعزيز» كانت نموذجًا مثاليًا مَنحنا  مُحاضرات استثنائية  فى الحياة الفنيّة والأسَرية المستقرّة المثالية بَعد أن كانت ولعهود سابقة وقريبة تمثل نماذج من الانهيار والفشل، وقدّمت لنا أعظمَ أدوارها وبنجاح كبير  كأمّ ورَبّة مَنزل إلى جانب كونها فنانة ونجمة.. ولهذا رفضت الابتعادَ عن حبيبها رُغْمَ عدم معرفتها نبأ رحيله.

 ولهذه الأسباب كان مقدار كل هذا الحزن العام كبيرًا، والذى ترجمته مواقع التواصُل الاجتماعى ومَنصات السوشيال ميديا على مَرضها ووفاتها؛ لأن أسْرَة «دلال عبد العزيز» هى شبه كل أسْرَة مصرية متمسّكة بأصول الدين من دون متاجَرة وزَيف أو ادّعاء  ومتسلحة بأخلاق القرية وفقًا لنشأتها وتقاليد أبناء الصعيد مَحل ميلاد زوجها النجم الكوميدى.

فى مَعامل الزوجية حوّلت «دلال عبدالعزيز» مَسارها مبكرًا إلى بيتها وابنتيها  وزوجها لكى تقوم بأهم أدوارها على مسرح الحياة كزوجة وأمّ مثالية ولم تكبح طموحات «دنيا وإيمى» الفنية، فالكبرى «دنيا» تمتلك صوتًا جميلاً وتحلم أن تكون مطربة لكنها وجدت نفسَها كممثلة شاطرة ومحبوبة، أمّا الثانية أمل الشهيرة بـ«إيمى» فكانت خجولة لكن موهبتها شطبت على خجلها وصارت نجمة من دون وصايا أو توصية من والدها النجم الكبير أو والدتها النجمة المعروفة؛ بل انضما إلى صفوف الجماهير لدعمهما، ففى الفن «تسقط الواسطة» والحُكم للجمهور صاحب العصمة، ونجحت «دنيا» التى اتضح أنها  نفس فصيلة والدتها التمثيلية، وتفوّقت «إيمى» التى تبَيّن أن بداخلها چينات كوميدية من والدها، ونجحت «دلال» وتألق «سمير» ليس فقط فى تقديم نجمتين كاملتَىْ الأوصاف فى الشارع الفنّى؛ بل كنموذج فى التربية والإبداع لأبناء الفنانين وأجمل امتداد بفضل ما قدّمت «دنيا وإيمى» من فن يَحترم عقل المُشاهد، وترمومتر لمَشاعر جيل الشباب اللتين تنتميان إليه، وحتى الأجيال القديمة العاشقة للفن الجميل، وتتدخل نظريات العشق الإلهى فى أن يرتبط بهما الجمهور بتركيبة. اسم الشهرة الثلاثى: «دنيا سمير غانم» و«إيمى سمير غانم» رُغْمَ  أن فى العادة صعوبة الاسم الثلاثى لدواعٍ فنية بجانب الرّغبة فى الاستقلال، ولأن الاسم الثلاثى غير مرغوب فيه ودائمًا فى لوحة تنشين هُواة التخريب وعُشاق التدمير النفسى، لكن موهبتهما قالتا كلمتهما وفرضتا نفسهما على الجمهور حتى  يبقى اسم «سمير غانم» مستمرًا ومعتمدًا ويكون حظ الانثيين أفضل وتعويضًا من عدم إنجاب الذكور فى تكرار مثالى ومستحق لنموذج«رانيا فريد شوقى» و«عبير فريد شوقى» وكاجمل ذكرى للوالد العملاق.

ومن النجمة الكبيرة الراحلة «نادية لطفى» تعلمت «دلال» الدرسَ وأن الأسرة الفنية بخير وأن تصدير النفسَنة فى الشارع الفنّى مجرد شائعات رخيصة، فكانت هى نائبة «نادية» فى عمل الخير داخل الوسط الفنّى مع مجلس إدارة مكون من الراحلة «رجاء الجداوى» والراحلة شويكار والنجمة «ميرفت أمين»  وفى رعاية مستشار النوايا الحَسنة  النجم «سمير صبرى»، وكل هؤلاء كانوا حَلقة الوصْل بين جموع الفنانين حتى أصبحت «دلال عبدالعزيز» سفيرة فوق العادة للنوايا الحَسنة داخل الأسَر الفنية، وكان أول أعمالها فى هذا الإطار متابعة الفنان الراحل «چورچ سيدهم» بعد إصابته بشلل وإقامة عيد ميلاده سنويًا لرفع روحه المعنوية على نفقتها الخاصة وبعيدًا عن الإعلام والمتطفلين والحضور حصريًا للمقرّبين فقط، واستمر هذا التقليد أكثر من 15 عامًا وحتى قبل رحيل «چورچ» الذى هو أستاذها الأول وصاحب الفضل فى اكتشافها وضمها إلى فرقته المسرحية حتى ضَبطت بوصلتها إلى «سمير غانم» أشهَر عازب فى الوسط الفنى، والتى لم تعشق فنّه فقط؛ بل أعلنت الحُبَّ عليه حتى تنازل عن عرش العزوبية وتكوين أسرة جميلة «دنيا وإيمى» ثم زواجهما من خيرة شباب الإعلام والوسط الفنى «رامى رضوان» و«حسن الرداد» وهما نموذجان فى التربية والتواضُع والأخلاق وكانا بمثابة ابنين لـ«سمير» لم تنجبهما «دلال».

 إن القدَرَ الرحيمَ تدخَّل فى عدم معرفة «دلال» بوفاة حبيبها وشريك حياتها ولكنها كانت تشعر به وتعيش معه فى العالم الآخر وتراه دون أن يدرى أحدٌ؛ بل تتطلع إلى جواره.

رحلت «دلال» لتلاقى زوجَها الذى ترفض العيش من دونه، رحلت بقلب مُطمئن على ابنتيها مع زوجين صالحين.. رحلت «دلال» بعد أن شاهدت وقائع انطلاق «الجمهورية الثانية» بعد أن كانت مرصدًا للإنجازات التى تحققت على أرض مصر  وكانت محورًا فى حديثى معها هاتفيًا ومع المقرّبين منها، فقد كانت «دلال» نشرة أخبار على الهواء مع صديقاتها عن أحوال الوطن التى تحسّنت وأيضًا سفيرة فوق العادة فى الوسط الفنّى للخَير والحَق والجَمال.